الاخبار السياسية

المعلم: إقامة إدارة ذاتية لأكراد سوريا قابل للتفاوض. وإعادة الاعمار أمر مشروط

25.09.2017 | 23:23

أعلن وزير الخارجية وليد المعلم, يوم الاثنين, ان إقامة نظام إدارة ذاتية للأكراد في سوريا, أمر قابل للتفاوض والحوار, فيما رفض الاستفتاء على اقليم كردستان العراق.

واشار المعلم, في حديث خاص لـ"RT"، الى ان "الأكراد السوريين يريدون شكلا من أشكال الإدارة الذاتية في إطار حدود الجمهورية، وهذا أمر قابل للتفاوض والحوار".  

وجاء ذلك  عقب انطلاق الجمعة انتخابات محلية في المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في شمال سوريا, وذلك بعد نحو عام ونصف على اعلان الاكراد قيام نظام فيدرالي على المناطق التي سيطروا عليها.

وأعلن الأكراد، في آذار عام  2016 بعد نجاحهم في صد هجمات "داعش" وتحرير مساحات واسعة من الأراضي شمالي سوريا، عن قيام نظام فدرالي في مناطق سيطرتهم التي قسموها إلى ثلاثة أقاليم، هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).

وعن الاستفتاء على إقليم كردستان, رفض المعلم هذه الامر بشكل قاطع ، مشددا على أن "سوريا تدعم وحدة العراق".

وكان المعلم  اعلن يوم السبت ان سوريا تعترف بعراق موحد وتقف ضد محاولات تقسيمه .

وجاء موقف المعلم مشابه لمواقف نائب وزير الخارجية السوري ايمن سوسان , حيث قال في وقت سابق الاثنين , ان الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان بشمال العراق, يعتبر "باطل أصلاً ومضموناً".

وبدأت, مساء يوم الاثنين, عملية فرز الأصوات على اقتراع انفصال كردستان العراق وسط أنباء عن نسبة مشاركة كثيفة تجاوزت 80% , عقب انتهاء عملية التصويت رسمياً.

وجرى التصويت في أجواء من التوتر في العلاقة بين الحكومة العراقية المركزية في بغداد وحكومة الإقليم التي أصرت على إجراء الاستفتاء رغم قرار المحكمة الاتحادية العليا بمنع إجرائه، وتهديد دول إقليمية باتخاذ إجراءات عقابية ضد الإقليم.

وحول التواجد العسكري الأمريكي بسوريا, جدد المعلم موقفه الرافض من هذا التواجد, واعتبره "غير شرعي", قائلا في هذا السياق "سنطرق كل الأبواب، وعندما تعجز الدبلوماسية سننظر في الحلول الأخرى".

وكان المعلم اعتبر السبت الماضي ان أي وجود لقوات أجنبية على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة يعتبر احتلالا وعدوانا سافرا وخرقا فاضحا للقوانين الدولية

 وفي تطرقه إلى العلاقات السورية التركية، أكد المعلم أن الخطوة الأولى، التي يجب على تركيا اتخاذها من أجل ذلك، تكمن في "وقف دعم وتمويل المجموعات الإرهابية, وبعدها سننظر في أي عرض تركي لتحسين العلاقات".

وتتهم الحكومة السورية مرارا تركيا بدعم وتمويل وتسليح مجموعات معارضة سورية، مطالبة بادانة دولية للعمليات العسكرية التي تدعمها تركيا شمال سوريا .

وتابع المعلم: "وافقنا على منطقة خفض التصعيد في إدلب واعتبرنا ذلك اختبارا للنوايا التركية".

وتوصلت الدول الضامنة للهدنة والراعية لمحادثات استانا بشأن الأزمة السورية (روسيا، تركيا، ايران)، لاتفاق, في نهاية الجولة السادسة من تلك المحادثات منتصف الشهر الجاري، على اقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا من ضمنها ادلب, و ارسال 500 مراقباً إلى حدود هذه المحافظة.

وفي سياق الهجمات المتكررة على سوريا من قبل إسرائيل، اعتبر المعلم أن "الأولوية تتمثل حاليا بمكافحة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، مشددا على أن سوريا " سترد على الغارات الإسرائيلية حال استمرارها".

وكانت إسرائيل قصفت منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، مرات عديدة اهدافا سورية او اخرى لـ"حزب الله" في سوريا، اخرها استهداف موقع  عسكري قرب مطار دمشق الدولي, ليل الخميس-الجمعة الماضي.

كما تطرق المعلم خلال المقابلة إلى قضية علاقات سوريا مع الاتحاد الأوروبي، مشيرا في هذا السياق إلى أن "التعاون الأمني مع الدول الأوروبية يستوجب وقف دعم الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر، ورفع العقوبات الاقتصادية الأحادية" ضد سوريا.

وعن الوضع الميداني بسوريا, أكد المعلم أن المعارك الرئيسية في سوريا "شارفت على الانتهاء"، مضيفا: "إننا نكتب الفصل الأخير من الأزمة".

ويواصل الجيش النظامي معاركه وعملياته العسكرية لاسيما ضد "داعش", بدعم من الطيران الروسي, في عدة مناطق خاصة بدير الزور وريفي حماه وحمص , تمكن من خلالها من توسيع نطاق سيطرته, على حساب التنظيم.

وفي حوار اخر مع قناة (الميادين),  قال المعلم انه "لمس تحوّلاً في مواقف الدول التي عرفت بدعمها للتنظيمات الإرهابية", في وقت وصف دور الإتحاد الأوروبي المستقل  بانه "غير بارز".

وتطرق الى موضوع اعادة الاعمار بسوريا, قائلا "إذا أراد الأوربيون المشاركة في إعادة الإعمار عليهم رفع العقوبات عن سوريا".

ورفض المعلم  مشاركة  أي جهة قتلت الشعب السوري في إعادة الإعمار", مبينا ان "السوريين وشركاؤهم والدول التي لم تتآمر على سوريا سيساهمون في بنائها".

واشترطت مجموعة ""أصدقاء سوريا", خلال اجتماعها الشهر الجاري, ان تكون أي مشاركة دولية مستقبلية في اعادة اعمار سوريا مصحوبة بعملية سياسية.

وسبق ان اعلنت السلطات السورية الشهر الجاري  ان سوريا ترحب بمبادرات الدول والجهات التي لم تنخرط بالعدوان عليها والتي تتخذ نهجاً واضحاً وصريحاً ضد الإرهاب للمساهمة في رفد جهودها بإعادة الإعمار

وبدأت دول وشركات كثيرة تفكر بمرحلة إعادة الإعمار والمشاريع الضخمة التي ستقام في سوريا على الرغم من استمرار الأزمة في البلاد.

وهاجم المعلم مجددا الولايات المتحدة,  متهما الطائرات الأميركية "بقتل آلاف المدنيين في أرياف الرقة ودير الزور بحجة قصف "داعش", مشيرا الى ان واشنطن "ليس لديها مصلحة للقضاء على الإرهاب".

ولفت المعلم الى ان " قواعد الولايات المتحدة في سوريا مؤقتة والدليل ما حصل في قاعدة التنف".

وتواردت انباء , منذ نحو أسبوع,  عن انسحاب القوات الأمريكية والفصيل السوري المعارض "جيش مغاوير الثورة", امس الاثنين, من قاعدة الزكف في البادية السورية .

وتابع المعلم ان سوريا تمتلك معلومات على "إجلاء مسلحي "داعش" بمروحيات أميركية , فيما رجح باحتفاظ الولايات المتحدة  "مسلحي داعش لاستخدامهم في مناطق أخرى".

وفيما يخص عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم, اكد المعلم على "ضمان سلامة المواطنين الذين يريدون العودة لكن لا يمكننا إجبار أحد على العودة".

وجاء ذلك بعدما انتشر تسجيل مصور في الإنترنت للتصريحات التي أدلى بها ضابط سوري بارز والتي تضمنت تهديداً للاجئين السوريين في الخارج بأنهم سيلقون عقابا فيما لو فكروا بالعودة إلى بلادهم.

وأسفرت الأحداث في سوريا، عن موجة نزوح الملايين داخل سوريا وخارجها، هربا من تداعيات القتال، ومن ويلات القصف والمعارك التي اجتاحت المدن السورية.

وعن الدعم الروسي لسوريا, قال المعلم ان "سقف الدعم الروسي لسوريا غير محدود".

و تساند روسيا وايران وعناصر "حزب الله" الجيش النظامي في حربه ضد المعارضة السورية, في وقت يشن التحالف الدولي عمليات عسكرية ضد "داعش", كما نشرت واشنطن عددا من مقاتليها في سوريا لدعم الاكراد في عملياتهم العسكرية, فيما بدات تركيا بارسال وحدات خاصة وتعزيزات عسكرية الى المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا

وتعارض مرارا السلطات السورية تدخل التحالف الدولي, بقيادة الولايات المتحدة الامريكية, في سوريا, وتعتبره غير شرعيا, متهما اياه بتدمير البنى التحتية وتسببه بقتل العديد من المدنيين.

سيريانيوز

 


TAG: