مرتزقة الثورة ..؟

21.07.2017 | 18:34

لم يقلقني خبر ايقاف مشروع الـ سي أي ايه لتمويل تسليح المعارضة السورية بل دفعني لافكر بانه ربما يكون هذا لخير السوريين ..

ولا اغالي اذا قلت بانني اعتقد اليوم ( للاسف ) بانه من مصلحة سكان كثير من المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام ان تعود اليها ، واعتقد ايضا بان هذا يشكل رغبة لمعظم سكان تلك المناطق.

ليست المرة الاولى التي تطلق فيها جبهة النصرة ( وغيرها .. ) النار على تظاهرة ضدها او ضد قادتها ، وكأن السوريين خرجوا ليتخلصوا من بشار الاسد وينصبون بدل منه الهة اخرى ..  "الجولاني" او سواه ..

واذا كنا نحاسب النظام السوري على النتائج ولا شيء سوى النتائج لا يمكننا ان نعتمد غير هذا المعيار في محاسبة المعارضة او من ينضوي تحت لوائها ..

ومع الاسف ايضا فان النتيجة الوحيدة التي حققتها المعارضة حتى اليوم هي خلق بديل اسوء بكثير في المناطق التي سيطرت عليها من نظام الاسد ..

ولم نحصل طول سنوات "التحرر" في تلك المناطق على نموذج واحد يمكن ان نعتبره ناجحا يمكن ان نروج له او نتكلم فيه.

كيف تم خلق هذه البدائل "الاسوء" من النظام ومن وراءها .؟ اذا تكلمنا بمنطق النتيجة هذا لا يهم ..

لا يهم الساكن في ادلب او ريف حلب او درعا كيف تم ايجاد و تصنيع "الحاكم" الجديد ؟ وخاصة بان الوضع يتدهور عاما بعد عام بدون وجود أي امل للحصول على حياة افضل.

فهذا الساكن الذي هرب من ظلم وفساد وتسلط النظام ، كيف يمكن ان نقعنه بان "الحرية" هي ان يقبل بحكم جهات اشد ظلما وفسادا وتسلطا من النظام نفسه ..

ليس هذا وفقط .. هذه الجماعات والمجموعات التي سيطرت وهي تشكيلات عسكرية ، سجلت فشلا ذريعا فيما يخص "الادارة المدنية" في تلك المناطق وفشلت في تحييد نفسها عن التدخل ( كجهة عسكرية ) في الشؤون المدنية ولم تستطع ضبط قادتها وعناصرها من ممارسة "تشبيح" ابشع مما كان يتعرض له الساكن في عهد الاسد ..

ببساطة هؤلاء فقدوا الحاضنة التي ضمتهم في اول الثورة ، واصبحوا عبأ ثقيلا لا بل كابوسا في كثير من المناطق ..

تحديد اسباب وصولنا الى هذا الواقع عملية طويلة ومعقدة وعلى الاغلب للنظام اليد الطولى فيه ، ولكن هذا لا يغير من الواقع شيئا.

 

يقولون اذا اردت ان تفسد "ثورة" اغرقها بالمال .. وبالمال تتحول الثورة الى "ارتزاق " ويصبح "المرتزقة" وكلاء لصاحب المال ينفذوا ما يريد ، وبالتالي لا يعود "المرتزق" يمثل الناس بل يمثل جهة خارجية تدفع له ليحقق مصالحها التي لا تتفق بالضرورة مع مصالح السكان .. وهكذا يفقد هو الاخر "شرعيته" ويصبح مغتصبا للسلطة ومصالحه مرتبطة ارتباطا كليا بالابقاء على واقع "عدم الاستقرار" الذي هو السبب الوحيد لبقائه في موقعه ..  الذي "يسترزق" منه ..

وهذا الكلام ينطبق على القادة اكثر من باقي المسلحين ، الذين نجد الكثير منهم لا يمتلك الوعي الكافي ليحلل ويفهم ماذا يدور حقا ، بالاضافة الى انه بغض النظر عن رأيه وحكمه على الموضوع فانه تحول مع هذه السنوات الطويلة الى "موظف" ( حارس ) يعتاش من راتبه ، أي بشكل او اخر تم تتدجينه ضمن نظام "الارتزاق" السائد ..

افضل مافي هذا المشهد هو مظاهر "عدم القبول" التي تخرج هنا وهناك "للظالم" الجديد ، والتي تعبر عن روح الثورة وما خرج من اجله السوريين .. ويجب ان نفهم ليس معنى خروج مناطق عن سيطرة النظام انها "تحررت" وفي المقابل لا يعني عودة مناطق الى سيطرة النظام ان سكانها اصبحوا "موالين"..

فالمعارضة في النهاية ارادة ويجب ان تتحول الى مشروع يمتلك مقومات الاستمرار يرتكز الى مبدأ اساسي وهو عدم التخلي عن حقوق المواطنة وعدم القبول بالظلم والتعدي والتجاوزات في كل المجالات والعمل لخلق الاليات التي تحول "عدم القبول" هذا الى اعمال "فعالة" تعبر عن ارداة الناس وتستمر في الدفاع عنها حتى الوصول اليها ..

 

اليوم مع الاسف كل السوريين في اغلب المناطق محكومين من قبل "المرتزقة" التي اصبح لهم جماعات يصعب على الواحد منا ان يحفظ اسماءها ، وان كان هناك بعض الاستثناءات ، ولو اني اعرف تماما بان الكثير من اعضاء هذه الجماعات تعمل وتقاتل وتقدم التضحيات ايمانا منها بمبادئ "سامية" .. ولكن كما اسفلت وقلت مع الاسف،  لايمكن الحكم على الواقع الى من خلال النتائج .. واذا كنا نريد ان نكابر على الخطأ ونغطي على المخطأ ونعطي الحصانة والقداسة لفلان وعلان ..

سنصبح في النهاية "كلنا" مؤيدين" .. لا يحق لبعضنا ان ينظر على الاخر ..

 

نضال معلوف  


TAG:

الخارجية: بيان الدول الأربع دليل على الاستمرار في سياساتها العدائية ضد سوريا

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، اليوم الاحد، البيان الذي اصدرته حكومات دول امريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في الذكرى الـ13 "للثورة السورية"، مؤكدة ان الدول الأربع مستمرة في سياستها العدائية تجاه سوريا.