مراجعة في كتاب

في عتمة الماء .. التفاعل والتشويق على حساب المتعة ..

17.08.2018 | 21:55

اربع فتيات في بلدة صغيرة يلقين حتفهن بعد ان سقطن من الجرف الى النهر على فترات متباعدة .. وتسجل الحوادث انها انتحار .. هل هي مصادفة .. هل هي بالفعل  حوادث انتحار ؟
مرة اخرى تاخذنا باولا هوكينز صاحبة رواية "فتاة القطار" التي بيع منها ملايين النسخ عبر العالم ، في قصة تشويق لكشف ملابسات هذه الحوادث وتعقيداتها .. 
روايتها الثانية .. "في عتمة الماء " او Into the water هل تلقى نجاحا يوازي نجاح روايتها الاولى ..
حسنٌ القصة مشوقة ولكن في رأي الخاص فان الكاتبة بالغت في عدد الشخصيات التي تروي على لسانها القصة وادخلت شخصيات كان يمكن تحيدها ..
اسلوب الكاتبة يشبه تركيب لوحة "البازل" ، فهي تعرض تباعا شهادات شخصيات القصة لنقوم بتركيب الصورة الكلية من خلالها وتصل بك الى حل اللغز في النهاية القصص .. 

في روايتها هذه كان عدد الشخصيات التي تأخذ عن لسانها القصة كثيرة وما هو جديد وغير معتاد على الاقل بالنسبة ليه بان الكاتبة تتكلم في بعض الاحيان بلسان الشخصية ، أي ان الشخصية تكون هي الراوي ، وفي احيان اخرى تتكلم الكاتبة عن الشخصية بلسان الغائب ، وهذا قد يسبب للقارئ بعض الارباك.


ومع ان الاسلوب الرائج بين الجمهور العربي روية القصة من خلال راو واحد ان كان بطل القصة او الكاتب ( الراوي ) ، الا اني لا انكر بان هذا الاسلوب مشوق وفيه "صنعة" اكثر .. ويتطلب قدرة اكبر من الكاتب الذي يضع نفسه في اكثر من موقع داخل الرواية ..
في اعتماد هذا الاسلوب الذي يجعل القارئ يتفاعل اكثر مع الرواية يكون على حساب انسياب احداث القصة وسلاستها ويقلل من متعة الاسترسال فيها .. فتجد مثلا في قصة هوكينز الجديدة انك بحاجة لتعود الى الوراء اكثر من مرة لكي تتأكد من هوية الشخصيات التي تنقل عنها فعشر شخصيات تتكلم في ذات الرواية من الصعب ان تحفظها من اول ورود لها في سياق القصة .. 
يمكن ان اختصر جوهر هذه الرواية بكلمة "تشويق" فهي رواية متقنة الصنعة وقراءتها ممتعة خاصة ضمن اجازة الصيف ..
لغة الرواية الانكليزية ليست صعبة ويمكن لمن يريد ان يطور لغته الانكليزية ان يخاطر بقراءتها .. مع ملاحظة انها متوفرة باللغة العربية كما ذكرت بعنوان " في عتمة الليل" ..
 

نضال معلوف


TAG: