جدير بالذكر

من طفل بليد في الدراسة الى حاصل على نوبل للاداب.. تعرف على حياة ونستون تشرشل

30.11.2021 | 01:53

في 30 تشرين الثاني عام 1874 ولد ونستون تشرشل كان محاربا ثم رئيسا لوزراء بريطانيا في فترة الحرب العالمية الثانية وكان بليدا  في الدراسة في طفولته وحصل على جائزة نوبل للاداب .

تعود جذور سلالة ونستون تشرشل إلى أسر ممتدة من الدوقات الارستقراطية في مارلبورو، وتعتبر عائلته واحدة من فروع عائلة سبنسر والتي تعرف بكونها أرقى وأهم العائلات في المملكة المتحدة، أما أبوه فهو اللورد راندلفورد تشرشل والذي كان يحتل مرتبة وزير الخزانة في ذلك الوقت، أمّا أمه فهي جيني جيرجير والتي كانت عضواً مهماً في المجتمع الأمريكي خلال تلك الفترة.

بدأ تشرشل مشواره التعليمي في دبلن، وكان بليدًا في دراسته، وكثيرًا ما يعاقبه معلموه؛ وكان ذو طبيعة متمردة، أَنُوفة؛ و‌شخصية مستقلة.

في عام 1893، تقدم بطلب للالتحاق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية واجتاز تشرشل اختبار القبول بعد ثلاث محاولات، بعدها تقدم بطلب للالتحاق بسلاح الفرسان بدلًا من المشاة؛ وذلك لعدة أسباب منها أن سلاح الفرسان يتطلب مجموع درجات أقل منه في سلاح المشاة، وأيضًا لأن سلاح الفرسان لا يتطلب إيجاد الرياضيات، التي كان يكرهها تشرشل كان ترتيب تشرشل هو الثامن على دفعته المكونة من 150 فردًا، في كانون الاول 1894.

أُرسل تشرشل في مهام للجيش البريطاني بكل من المستعمرة الهندية و‌السودانية، كما شارك بحرب البوير الثانية، بصفته ضابطًا بالجيش البريطاني. وفي تلك الفترة ذاع صيته كأشهر مراسلي الحروب. ألف تشرشل كثيرًا من الكتب، ذكر فيها تجاربه التي شهدها في حملاته و‌حروبه.

  بدأ حياته السياسية في حزب المحافظين، وانتُخب عضواً في مجلس العموم، وفي سنة 1904، انضم إلى حزب الأحرار، الذي نجح بعد ذلك في الانتخابات العامة.

عين تشرشل وزيراً للتجارة   ووزيراً للداخلية (1910-1911) ثم وزيراً للبحرية (1911-1915)، وفي مطلع الحرب العالمية الأولى، كان وراء حملة الحلفاء إلى الدردنيل، التي أخفقت إخفاقاً ذريعاً، فعد تشرشل مسؤولاً عن هذا الإخفاق، مما اضطره إلى الاستقالة. وحارب ضابطاً في الجبهة الغربية بفرنسة.

وفي عام 1917 عينه صديقه لويد جورج رئيس الوزارة آنئذ، وزيراً للذخيرة ثم وزيراً للحربية والطيران (1919-1921)، بعد ذلك عاد إلى حزب المحافظين، وفي سنة 1924 عُين وزيراً للمالية.

بقي تشرشل بين عامي 1929-1939، بلا منصب وزاري، انصرف في أثنائها إلى التأليف، فكتب «حياتي الباكرة» سنة 1930، و«مارلبورو» (4 مجلدات، 1923-1927: سيرة أحد أجداده المشهورين) Marlborough، قبل ذلك ولكنه لم يبتعد عن الحياة السياسية، وكانت تحذيراته من خطر الاشتراكية قد أخذت تجد لها صدى بين الإنكليز منذ سنة 1938، وكان ينتقد ويحذر من سياسة التسامح والتهدئة التي اتبعها تشامبرلِن، رئيس الوزارة آنئذ، مع ألمانية النازية.

أهم مرحلة في حياة تشرشل السياسية برزت في الحرب العالمية الثانية، فقد عُين عند اندلاع الحرب سنة 1939 وزيراً للبحرية، ولما اجتاح الألمان النروج وهولندة ثم بلجيكة وفرنسة، استقال نڤل تشمبرلن Nevill Chamberlain، معتقداً أن الحلفاء قد خسروا الحرب، وفي 10 ايار 1940 أصبح تشرشل رئيساً للوزارة البريطانية، وأعلن  في 7 حزيران 1940  أن بريطانية ستتابع الحرب وحدها، وتعرض بعد ذلك للوم شديد، بعد أن عجزت بريطانية عن صد الجيش الألماني في اليونان، وخاصة في جزيرة كريت، وله أثر في نشوب الحرب بين ألمانية وروسية، وبذلك تجنبت بريطانية أي غزو محتمل لأراضيها.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية  سنة 1945، هُزم حزب المحافظين في الانتخابات البريطانية، فقدم تشرشل استقالته كرئيس للوزراء، وأسس سنة 1947 اللجنة المؤقتة لأوربة المتحدة، التي عقدت مؤتمراً لها في لاهاي في هولندة بين 1947 واقترحت إنشاء اتحاد أوربي، ونادى تشرشل بإنشاء جيش أوربي، وكان يحذر من الاتحاد السوفييتي ويحرض ضده، حتى شبهه ستالين بهتلر وجماعته، وقد شُغل في 1945 - 1950 بمؤلف ثمين عن الحرب العالمية الثانية (6 مجلدات).

على رغم ان ونستون تشرشل لم يكن اديباً حقيقياً، ولا رساماً مبدعاً حتى، وهو الذي مارس الرسم وثمة لوحات عدة تحمل توقيعه، فان"مذكرات حول الحرب العالمية الثانية"لم يكن اول كتبه... فهو، وحتى منذ ما قبل القرن العشرين، كان اعتاد كتابة مؤلفات تاريخية ونشرها - واحياناً عائلية - وكان واحد من اول كتبه، كتاباً عن"حكاية قوات مالاكاند الميدانية" 1898 تلاه كتاب"حرب النهر"1899 ثم كتاب رحلات، مسيس حتى اعماقه هو اعماقه هو الآخر وعنوانه"من لندن الى ليدي سميت عن طريق بريتوريا"1900.

ومن بين كتبه الاخرى"مسيرة ابان هاملتون"1900 ايضاً، و"لورد راندولف تشرشل"1906 - 1907 و"الليبرالية والمعضلة الاجتماعية"1909 و"ازمة العالم"في اربعة مجلدات، 1923 - 1929، اضافة الى كتب مذكرات عدة وتاريخ للشعوب الناطقة بالانكليزية. هذه الكتب وغيرها تفيد كم ان السياسي البريطاني المحنك كان غزير الكتابة.

وحصل تشرشل في عام 1953 على جائزة نوبل للاداب حيث تفاجئ في هذا الامر وقال "لم أكن أعرف أنني أكتب بطريقة جيدة".


TAG: