الأخبار المحلية

الجفاف كارثة وشيكة تهدد ملايين السوريين

03.11.2021 | 21:22

لم تكن مناطق شرق سوريا بعيدة عن تأثيرات عقد من الحرب، إضافة إلى الفقر وتدهور الوضع المعيشي، بما في ذلك المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، حتى لاح الجفاف في الأفق بما ينبئ ببوادر كارثة إنسانية لا تقل خطورة عن كل ما سبق.

وفي تقرير نشره  موقع "الإندبندنت"، حذر من موجة جفاف تجتاح المنطقة الشرقية من سورية، حيث ذكر التقرير أن ارتفاع درجات الحرارة والتلوث والمستويات المنخفضة القياسية من هطول الأمطار إضافة، إلى انهيار البنية التحتية للمياه والصرف الصحي بسبب الحرب، والانقطاع المتعمد لإمدادات المياه أدى إلى خلق ما يسميه الخبراء “عاصفة مثالية“، كما الانهيار شبه التام للسدود التي توفر الكهرباء تؤثر بدورها على كل شيء من الشركات إلى الرعاية الصحية، أدى إلى زيادة معدل الجوع والأمراض في المنطقة.

وفي بداية عام 2021، قال برنامج الغذاء العالمي إن 12.4 مليون سوري، أو ما يقرب من 60 في المائة من السكان، كانوا في جياعاً.

 وواحدة من أكثر المناطق تضرراً هي شمال شرق سوريا، والتي من المفترض أن تكون سلة خبز البلاد.

وقال مسؤول في منظمة غير حكومية يراقب الأزمة للصحيفة البريطانية إن 75 في المائة من غلات المحاصيل في الشمال الشرقي فشلت، في بعض المناطق، مثل الحسكة تجاوزت هذه الخسائر 90 في المائة. تظهر البيانات أنه سيكون هناك نقص 250 ألف طن في دقيق الخبز للمخابز في العام المقبل، مما ينذر بأسوء موسم حصاد على الإطلاق.

ووفق شهادات مزارعين محليين في شمال شرق سوريا، أن موسم حرث وزراعة محصول العام المقبل بدأو لكن الأمطار لم تأت بعد والأنهار جافة ولذا فإن المزارعون، الذين يعتمدون على القروض لشراء البذور والأسمدة، يخشون المضي قدماً في حالة فشل حصاد آخر، وأصبح التفكير بالرحيل للكثيرين ضرورة لكنهم لا يجدون مكان للذهاب إليه، كما ورد في وسائل إعلام مختلفة.

و ٱشار التقرير الاندبندنت، إلى أن انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات أدى إلى تدمير سدي تشرين والطبقة، الواقعين إلى الجنوب الغربي من الحسكة ويخدمان حوالي 3 ملايين شخص في شمال سوريا من حيث الكهرباء والمياه، حيث انخفضت مستويات المياه خلال الصيف إلى ما يعرف باسم “المستوى الميت“. ويمكن أن يسبب هذا الانخفاض ضرراً دائماً للآلات، مما يعني توقف إنتاج الكهرباء كما تضطر محطات المياه التابعة اعتماداً على ذلك إلى التوقف عن العمل.

وفي سياق ٱخر، وفق وسائل إعلام، ساهمت المعارك العسكرية بين الجيش التركي والمليشيات العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، في زيادة أزمة المياه في المنطقة.

ولكن السلطات التركية نفت مسؤوليتها عن خنق إمدادات المياه إلى الأراضي التي يديرها الأكراد وتصر على أن تركيا تعاني من نفس الجفاف، وبالتالي فإن مستويات المياه لديها منخفضة أيضاً.

وقد أثارت الأمم المتحدة القلق بشأن انقطاع محطة علوك المائية في رأس العين، المحطة الرئيسية في المنطقة الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة من تركيا منذ خريف عام 2019.

وقالت تركيا عبر بيان صادر حينها عن الخارجية التركية: إن “البيان الأممي عن محطة مياه علوك السورية مضلل”.

وبين شد وجذب بين مسؤولية ضخ المياه في السدود بين أنقرة والقوات الكردية، من جهة، وبين شح المياه وارتفاع درجات الحرارة وتأخر الأمطار بسبب التغير المناخي، من جهة أخرى، إضافة لعشر سنوات من الحرب الطاحنة، بات الجفاف الكارثة الجديدة التي ينتظرها سكان شمال شرق سورية كما خلص التقرير البريطاني.


TAG: