انطلاق جنيف 3... والكيان الأساسي في المعارضة يتراجع عن المقاطعة

الأمم المتحدة, صورة أرشيفية

30.01.2016 | 00:38

وافقت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض, الكيان الأساسي للمعارضة السورية, يوم الجمعة, على الحضور الى جنيف, متراجعة عن قرار المقاطعة الذي كاد أن يعصف بمحاولة إيجاد حلول للصراع الذي اندلع في سوريا منذ 5 سنوات, وذلك بعد ساعات على انطلاق جنيف 3 بقاء ضم المبعوث الاممي الى سورية ستافان دي ميستورا ورئيس وفد النظام بشار الجعفري.

ووجه مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا الدعوة للحكومة السورية وللهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة للاجتماع في جنيف لإجراء محادثات غير مباشرة حيث يجلس ممثلو الجانبين في غرف منفصلة, كما وجهت دعوات لشخصيات معارضة مثل رندا قسيس وهيثم مناع وقدري جميل وجهاد مقدسي.

و أعلنت "الهيئة العليا للمفاوضات" المنبثقة عن المعارضة السورية, أنها ستشارك في مؤتمر "جنيف3 " بعد حصولها على ضمانات أممية وأمريكية, في حين أوضح رئيس وفد المعارضة أسعد الزعبي أن وفد المعارضة بكامل تشكيلته سيشارك في محادثات جنيف3 في موعد أقصاه يوم الأحد المقبل , مضيفا "حصلنا على دعم من الولايات المتحدة الأمريكية ووعود برفع الحصار وإيصال المساعدات وذلك كمقدمة للمفاوضات".

إلا أن الناشطة المستقلة فرح الأتاسي قالت لاحقاً, متحدثة بالنيابة عن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية, أن "الهيئة ستحضر إلى جنيف للقاء المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لكنها لن تشارك في أي مفاوضات مع وفد النظام".

وكان الرفض حتى مساء يوم الجمعة, هو الموقف المعلن من جانب الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم معارضين سياسيين وعسكريين والتي شددت على طلبها بوقف الغارات الجوية ورفع الحصار عن بعض المناطق قبل أن تبدأ أي مفاوضات.

وبدأ في جنيف مساء يوم الجمعة, لقاء بين رئيس وفد النظام إلى محادثات السلام السورية بشار الجعفري والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف، في أولى جلسات محادثات "جنيف3".

ومن جهته, قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي, أن بلاده حثت الحكومة السورية ومعارضيها على حضور مباحثات السلام التي انطلقت يوم الجمعة في جنيف, مضيفا أن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة وافقت يوم الجمعة على السفر إلى جنيف بعد اتصال هاتفي من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وبعد الحصول على ضمانات بتلبية مطالبها.

وكان مسؤول أمريكي اشار إلى أن كيري كان على اتصال مع جميع نظرائه.. هذا الصباح وبينهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.. بغية التوصل إلى حل, وإلى صيغة يمكن من خلالها حث الوفد أو جزء منه على الحضور إلى هنا.

واستبعدت من المفاوضات قوة أخرى مؤثرة هم الأكراد الذين يسيطرون على غالبية المناطق في شمال شرق سوريا بعد أن طالبت تركيا بإقصائهم رغم أنهم أثبتوا قدرتهم كواحدة من الفصائل القليلة القادرة على انتزاع أراض من قبضة "داعش",  اذ قال زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" صالح مسلم, أن المسؤولين الأكراد السوريين لم يتلقوا دعوات لحضور محادثات السلام السورية معتبرا ان جنيف3 "سيفشل" في حال عدم مشاركة الأكراد.

ويدعو قرار مجلس الأمن الأخير حول سوريا إلى إحلال السلام وفق خطة من بنود عدة, يتقدمها إطلاق مفاوضات بين النظام والمعارضة.

ودي ميستورا هو ثالث مبعوث للأمم المتحدة لسوريا بعد استقالة سلفيه كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي بسبب فشل جهود السلام التي قاداها.

وعقدت قبل عامين محادثات جنيف 2 برعاية الولايات المتحدة وروسيا بمشاركة من المبعوث الاممي والعربي الى سورية الاخضر الابراهيمي الا ان تلك المباحثات باءت بالفشل, كما استضافت جنيف في 30 حزيران 2012 مؤتمر جنيف 1 لدول مجموعة العمل الدولية بشان سورية وصدر عنها بيان جنيف 1 الذي تضمن تاسيس هيئة حكم انتقالي بسلطات تنفيذية كاملة تتضمن أعضاء من الحكومة السورية والمعارضة ويتم تشكيلها على أساس القبول المتبادل من الطرفين, الا ان المجتمعين اختلفوا على مصير الرئيس بشار الاسد.

يشار إلى أن المجتمع الدولي أخفق حتى الآن في وضع حد للحرب متعددة الأطراف في سوريا منذ خمس سنوات والتي أودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص أدت إلى نزوح ولجوء ما يزيد على عشرة ملايين سوري إلى دول الجوار ومناطق أكثر أمنا في الداخل السوري.

سيريانيوز