ماذا تغير في بوابة الحب والحرب من الآراميين وحتى اليوم؟

باب توما هو أحد الأبواب السبعة الأصلية للمدينة القديمة، لم تمر حضارة على دمشق إلا وأضافت عليه

باب توما هو أحد الأبواب السبعة الأصلية للمدينة القديمة، لم تمر حضارة على دمشق إلا وأضافت عليه، والتاريخ هنا يسجل الأحداث منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا الذي امسى فيه الباب المكان المفضل الذي يتواعد فيه العشاق في هذه المدينة، فقصص الحب والحرب التي كانت تدور عند تلك البوابة في الامس مازالت تحصل في نفس المكان.

اما عن تشييده فيُعتقد أن الآرميين هم أول من شيدوا باب في تلك المنطقة، وعند دخول القائد "بارمينيو" إلى المدينة بأمر من "الاسكندر الكبير المقدوني"، قام اليونان بتنسيبه لكوكب الزهرة تيمناً وتباركاً، ونحتوا فوق الباب نقشاً حجرياً بارزاً لصورة ذلك الكوكب الذي تمثله في معتقداتهم وعباداتهم آلهة الحب والجمال والتوالد "أفروديت" ومعناها باليونانية "الوردة الفرحة"، وأيضاً في العهد الروماني أعيد تشييد الباب من جديد على أنقاض سابقه وتحول اسمه إلى "فينوس" الآله الرومانية المرادفة لأفروديت اليونانية.

وعندما تحول الإمبراطورية الرومانية إلى الديانة المسيحية على يد الإمبراطور قسطنطين الأول في القرن الرابع الميلادي، أطلقوا على الأبواب أسماء القديسين، وهكذا أصبح اسم الباب "باب توما" نسبة إلى القديس توما أحد تلامذة السيد المسيح.

وفي أيام الإمبراطور البيزنطي هرقل كان اسم زوج ابنته توما وكان والياً وبطريركاً لدمشق فأمر بتقوية وترميم باب توما فنُسب إليه الباب بخطأ.

يقع باب توما في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة دمشق القديمة، ويوجد عند الباب باشورة (سوق صغيرة) ذات حوانيت يمكن إغلاقها ليتمكن أهلها من البقاء فيها لدى حدوث الغارات أو إقامة الحصار على المدينة

ويروى أن عمرو بن العاص نزل عليه يوم الفتح الإسلامي للمدينة (14هـ/634م)،  وفي العهد الأموي شُيّد عبد الله بن درّاج (كاتب معاوية) برجاً، عُرف باسم برج الدراجية، زالت آثاره، وعند الحصار العباسي لدمشق سنة 132هـ نزل على هذا الباب حميد بن قحطبة.

رمّمه نور الدين زنكي، وأقام عنده مسجداً ورفع فوق الباب مئذنة  كما فعل مع بقية أبواب المدينة.

في العهد الأيوبي أعيد بنائه بشكل جيد زمن الملك الناصر داوود سنة 1228 م، ونقش على عتبته من الداخل نص يؤرخ ذلك، ويعتبر كما هو اليوم نموذجا من نماذج المنشآت العسكرية الأيوبية التي تقدم صنعها تقدما مدهشا في أول القرن الثالث عشر الميلادي، يعلوه قوس، وشرفتان بارزتان لهما دور عسكري وتزييني معا.

وفي العهد المملوكي أمر نائب الشام تنكز بإصلاح الباب، فجددت حجارته، ورفع مدخله.

وحينما نُظمت المنطقة في فترة الانتداب الفرنسي، أزيل المسجد والمئذنة قبيل الحرب العالمية الثانية تنفيذاً لمخطط المهندس الفرنسي إيكوشار في إعادة تنظيم المنطقة.

أما في وقتنا هذا، تحولت منطقة باب توما إلى مكان سياحي، حيث غزت المطاعم واماكن السهر أزقة هذه المنطقة وأصبحت ملاذاً  للدمشقيين للترويح عن النفس من ضغط الحرب، رغم أن شظايا القتال وصلت إلى أغلب حاراتها.


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close