من سيتولى منصب "المرشد الاعلى" في سوريا .. الاسد ام السيد .. ؟

كان لافتا خلال الايام الماضية احتجاج عضو في مجلس الشعب على قانون يوسع صلاحيات وزارة الاوقاف ووزيرها.

كان لافتا خلال الايام الماضية الجدل الذي نشأ من احتجاج عضو في مجلس الشعب على قانون يوسع صلاحيات وزارة الاوقاف ووزيرها نشره على صفحته على الفيسبوك.

وطبعا القانون بحسب عضو مجلس الشعب نبيل صالح مؤلف من 39 صفحة لم ينشر في الاعلام ولم نكن لنعرف عنه لولا انقاد صالح له.

اهم مافي القانون بحسب ما سرب عضو مجلس الشعب  :

 

ترسيخ وزارة الأوقاف كمؤسسة مستقلة عن الحكومة.


مضاعفة سلطات وزير الاوقاف.


وضع مؤسسة الافتاء بتصرف وزير الاوقاف.


تعين شيوخ للإفتاء في كل الوحدات الادارية من المحافظة الى اصغر بلدة ( 1355 مفتي).


مضاعفة المدارس والمعاهد والجامعات الشرعية 


اعطاء الصلاحية لوزارة الأوقاف للتحكم بمؤسسات مالية وتربوية وبالإنتاج الفني والثقافي وتأميم النشاط الديني .


انشاء جماعة دينية تابعة لها باسم " الفريق الديني الشبابي".


هذا ما سربه عضو مجلس الشعب الذي قال بانه حضر حلسة القانون الذي تمت الموافقة عليه.

ويبدو ما جرى غريبا في بداية الامر ، اذ كيف يمكن لنظام يدعي العلمانية ويحكمه حزب علماني لا علاقة له بالدين ان يتبنى مثل هذا القانون الذي يجنح الى "استنساخ النظام الديني للملكة السعودية" ليصبح نظاما لسورية بحسب ما وصفه نبيل الصالح عضو مجلس الشعب المذكور.

طبعا الصالح لاعتبارات طائفية وسياسية لم يقل استنساخ النظام "الايراني" في سوريا بل اختار انذار المجتمع السوري من اتجاه "السعودة" ، مع ان استنساخ تجربة ايران اقرب للمنطق والواقع.

فالسعودية هي عدو للنظام وليس من المنطق ان يتم استنساخ نظام عدو وتبنيه ، والاقرب الى المنطق ان يتم توسيع نظام الحكم الايراني ليشمل الحكم في سوريا.

لم يعد خافيا على احد النفوذ المتنامي لايران في المؤسسات الادارية في سورية ( وطبعا العسكرية ) ودورها "الشريك" في اتخاذ القرارات الصغيرة منها والكبيرة .

وهذه الشراكة موقعة "بالدم" لا يمكن التملص منها ، فإيران هي الشريك الذي اراق الدماء وقدم التضحيات في كل الجبهات وادى المهام الصعبة للقضاء على "اعداء النظام" ،  وشراكته اصبحت امرا واقعا ولازما ولا يمكن التراجع عنه.

وهذا الشريك "الكبير" الذي يشكل قوة اقليمية كبرى باعتراف النظام ذاته لا بد بانه سيصدر نظامه الاداري الى الشريك الاصغر الذي لم يستطع نظامه "العلماني" الحفاظ على الحكم والاستقرار ..

ومنطقيا ايضا فان تصدير "وصفة الاستقرار" الى "اللاستقرار" هو الاتجاه المنطقي لسير الاحداث.

واذا لم يكن الامر كذلك ، فما هو المأمول من تدخل ايران كشريك في حكم سوريا.

لننظر الى لبنان كمثال .. ونراقب تجربة حزب الله هناك .. وما يفعله حزب الله الشريك الايراني في حكم لبنان في المجتمع اللبناني الاكثر علمانية وانفتاح من المجتمع السوري.

سيكون سهل علينا الاستنتاج كيف سيكون دور الشريك الايراني وهو اليوم الشريك الاكبر في سوريا في تسيير امور البلاد ..

وهنا يجب ان انوه بأننا لا يمكن التعويل على روسيا في هذا المجال ، فروسيا يمكن ان تتدخل للحد من النفوذ الايراني العسكري في سوريا ، ولكنها لن تتدخل على الاطلاق في ادارة الشؤون المدنية.

الصرخة التي اطلقها عضو مجلس الشعب ولا نعرف كيف سيتعامل النظام معها ومعه ( أي العضو ) .. هي جرس انذار .. لواقع من الممكن اننا نعرفه ولمستقبل على الاغلب اننا ندركه .. ونتوقعه ، ولكن مع تمرير هذا القانون "سريا" بعيدا عن اعين الاعلام والمجتمع .. يمكن ان نقول بان السكين وصلت الى رقبة المجتمع السوري لتذبح اخر امل في ان يقوم بخطوات الى الامام ..

وتفضح الطريق الذي رسمه لنا النظام وشركائه في الادارة حلفائه في القتال ،  والذي يتجه مباشرة الى الوراء .. يتجه باتجاه الولي الفقيه القائد الاعلى المرشد الناصح الذي في يده كل شيء وهذه المرة بدون نقاش .. لان ما يجري باسم الدين !

فمن سيكون المرشد الاعلى في مستقبل سوريا؟!

 

نضال معلوف


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close