يوشي تاكاهاشي والكابتن ماجد من الخيال الى الواقع

لم ينل مسلسل إنمي للأطفال شهرة ونجاحاً كاسحاً مثل ما ناله مسلسل الكابتن ماجد تسوباسا اوزوراTsubasa Ozora”  الطفل الذي داعبت موهبته الاستثنائية في كرة القدم أذهان الأطفال في كل مكان في العالم عموماً وفي المنطقة العربية خصوصاً.

مراجعة : عبد الكريم انيس

لم ينل مسلسل إنمي للأطفال شهرة ونجاحاً كاسحاً مثل ما ناله مسلسل الكابتن ماجد تسوباسا اوزوراTsubasa Ozora”  الطفل الذي داعبت موهبته الاستثنائية في كرة القدم أذهان الأطفال في كل مكان في العالم عموماً وفي المنطقة العربية خصوصاً.

يحلم تسوباسا أن يكون اللاعب رقم واحد في العالم لكرة القدم، يحلم أن يكون الهداف الأول وكذلك اللاعب المثالي الأول، وأن يحصل على كأس العالم انطلاقاً من البرازيل البلد الأكثر شهرة لنجوم هذه الرياضة المنتشرة كانتشار النار بالهشيم بين الكبار والصغار على حد سواء.

لقد كان لمبتكر هذه الشخصية الفنان Yōichi Takahashi يد بيضاء بانتشار ثقافة كرة القدم في اليابان، بعد أن كان شغف اليابانيين بالموضوع شبه معدوم، وكانت رياضة البيسبول هي الرائجة بين اليابانيين. ولكن بعد أن تابع الكاتب نهائيات كأس العالم التي أقيمت في الأرجنتين في عام 1978 وانجذب اليها بشدة قرر أن ينقل رسوماته من لعبة البيسبول لصالح كرة القدم.

في النسخة الجديدة التي انطلقت للعموم في الثاني من نيسان لعام 2018 تستمر القصة ذاتها بذات الشخصيات وبدون اختلاف لخط سير الأحداث وكذلك الشخصيات، وستتغير تباعاً بحسب مبتدع الشخصية لتأخذ مساراً جديداً.

 

من حلم فنان على الورق لشعبية فائقة:

بعد ما يزيد على ثلاثة عقود على انتشار مثير للدهشة لشخصية الكابتن ماجد، تحققت أحلام Yōichi Takahashi التي وضعها لبطله Tsubasa والتي كانت تتمثل بحصوله على لقب بطولة العالم وأن يكون الهداف واللاعب الأفضل بالبطولة. ولكن المفاجأة كانت أن خيال الانيميشين لم يتطابق تماماً مع الواقع بل كان منحازاً على غير المتوقع  لصالح اللاعبة Sawa Homare والتي حصلت مع فريقها للسيدات على لقب بطولة العالم للسيدات في كرة القدم في عام 2011 والتي أقيمت في ألمانيا، ليس هذا وحسب بل كانت اللاعبة الهداف واللاعبة الأفضل كذلك، وهي تحمل رقم تسوباسا الرقم (10) ذاته، وبهذا تكون شخصية تسوباسا قد انتقلت من فكرة ابتدعها فنان كان يحلم بترويج لرياضة شُغف بها هي كرة القدم، في بلاده التي لا تعرف عن اللعبة شيئاً، وصنع لها أنموذجاً في عالم أفلام الانيمشين لتصبح هذه الشخصية حقيقة واقعة لم يصدقه هو شخصياً حين كان يتابع المباراة النهائية لفريق بلاده للسيدات من على المدرجات والتي تكللت بفوزهم ببطولة العالم بعد ركلات الترجيح، وحسمت نتيجة اللقاء أمام فريق الولايات المتحدة. (المصدر من حوار أجراه الفنان، انقر هنا)

خطط مستقبلية لتسوباسا:

يضع مبتكر الشخصية أفقاً جديداً لبطل سلسلته يلوح فيها أن الكابتن ماجد سيلعب في فريق برشلونة في عمق الدوري الإسباني الذي يعتبره Takahashi ذا نظام تدريبي رائد، ويحتضن أقوى الدوريات في العالم من وجهة نظره، وسيسير به للأمام عبر ايصاله للبطولة الأولمبية، انتهاء بوصوله لكأس العالم الحلم... الحلم الذي شهده Takahashi في فريق السيدات ويطمح أن يشاهده شخصياً في فريق الرجال أيضاً. (المصدر السابق ذاته)

قيم الرياضة والشجاعة

في الكابتن ماجد، يقدم مبدع الشخصية نمطاً أخلاقياً حميداً في غالب تسلسل أحداثه، بريء المقاصد ويقدم لنا بطلاً نظيفاً متمكناً من موهبته، ويتمتع بإمكانيات النجم المهذب الذي يلعب ليستمتع مع جمهوره بأداء ينال رضى مشجعيه كما مشجعي خصومه، يقدم لنا دروساً أخلاقية وتربوية قد تكون بالغة في المثالية تسمو بالرياضيين عموماً لتجعل من الرياضي إنساناً أكثر سمواً، وكذلك الأمر لدى الشخصيات المبتكرة الأخرى التي ترافقه في السلسلة ما يجعلها تتسق بذاتها مع الخط العام للسلسلة، فهي تمتلك أيضاً القدرة على الامتاع وتقديم الشراكة المطلوبة أو النديّة المناسبة وتسمح للعبة جماعية أن تنسج نسيجاً تعاونياً أو تنافسياً يمنح المساعدة لبطل السلسلة كي يحظى بحلمه الذي قد يتحقق يوماً ما، وبالوقت ذاته تمنح المجموعة كلها متعة الانتصار عقب أداء جماعي ينتهي بهدف في شباك الخصم، أو تحمل مسؤوليتها جماعياً حين الخسارة.

وعلى جهة مقابلة لم يقدم مبدع الشخصية، وربما ليس بمقدوره، أن ينقل للطفل أن هذا العالم من السحر والجاذبية والإبهار والشهرة يمتلك وجهاً آخر قد يصبح قبيحاً اذا استمر بهذا الطريق، حيث انتقلت اللعبة من الاستمتاع لتدخل في عالم معقد من الماديات والاحتكار وتبييض الأموال، حتى أن كلمة "شراء اللاعب" وبأرقام فلكية مجنونة، باتت تمرر على الأذهان وكأنها شيء اعتيادي لا يدل على وجود خلل ما. خسرت المستديرة الساحرة كثيراً من الإنسانية حين انتقلت من إمتاع العموم، لتصبح فقط بمتناول من يستطيع دفع ثمن نقل البث الذي بات يكلف أموالاً طائلة، تذهب لجيوب المحتكرين الذين يذكّرون كاتب هذه الكلمات بتجار العبيد، إنما من نوع جديد، نوع يتم تسويقه على أنه شيء اعتيادي ويحصل ضمن تفاهمات متفق عليها من كل الأطراف، وتحقق مصالح كل منهم على حدة.

إن ممارسة الرياضة شيء وجعلها وسيلة احتكار شيء آخر، وتشجيع فريق شيء وتحول التشجيع ليصبح هوساً وانحيازاً لقومية أو باباً للمراهنات والشجارات شيء آخر، مارسوا الرياضة ما استطعتم وأبعدوا أنفسكم عن أن تكونوا مادة يتلاعب بها تجار كبار لا يستمتعون باللعبة النظيفة التي تحلمون بها ما لم تتخم أرصدتهم البنكية بمبالغ فلكية، وقد يتمادون كثيراً لتستمر هذه الأرقام بالتضاعف.

ختاماً، قد يكون من المستغرب التأثير الكبير لكرة القدم وما تفعله بالشعوب، ولا بأس من ذكر الحادثة التالية للاستدلال على أهمية  مسلسل الكابتن ماجد والاستفادة من شعبيته التي تمت على شاكلة رسالة حسن نية تقدم للآخرين، فقد قامت القوات اليابانية للدفاع الذاتية وأثناء فترة احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية بوضع إشارة الكابتن ماجد على صهاريج المياه الخاصة بهم لاستخدامها كوسيلة تأثير وتواصل دبلوماسية، بل وقدمت أيضاً عرضاً مجانياً لأكبر محطة تلفزيونية هناك كعربون صداقة مع الشعب العراقي. (المصدر من هنا)

 

المقطع الدعائي لمسلسل تسوباسا بحلته الجديدة لعام 2018 انقر هنا free official trailer

موقع المسلسل من هنا 


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close