أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، يوم الخميس، انه ليس من المستبعد أن تنفذ موسكو غارات جوية ضد مواقع جماعات مرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومنها "جيش الاسلام" و"احرار الشام".
وأضاف ريابكوف في مؤتمر صحفي, أن "مكافحة الإرهاب لا تزال تشكل أولوية بالنسبة لروسيا، مضيفا أن موسكو لا تستبعد تنفيذ غارات على مواقع للجماعات التي تندمج مع تنظيم "داعش"، بما فيها "جيش الإسلام" و"أحرار الشام".
ولفت المسؤول الروسي الى إن "الولايات المتحدة والعديد من الأطراف التي تحظى بدعمها لا تلتزم بالمسؤوليات المترتبة عليها بموجب الاتفاق، ما يهدد بانهيار الهدنة"، موضحا أن أحد البنود الأكثر تعقيدا بشأن التسوية السورية يتعلق بـ"عجز" واشنطن عن الفصل بين الجماعات الإرهابية وفصائل المعارضة المسلحة.
وتعتبر روسيا "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" تنظيمات ارهابية يجب محاربتها، فضلا عن تأكيدها انه لا مكان لهما في التسوية السياسية للأزمة السورية.
وفشلت روسيا ايار الماضي، في إدراج فصيلي "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" المعارضين في سوريا، على قائمة المنظمات "الإرهابية"، بسبب معارضة أربع من الدول الأعضاء في مجلس الأمن من بينها الولايات المتحدة.
وأشار ريابكوف، إلى أن الخطة المشتركة بشأن التسوية السورية، التي أعلن عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، في أعقاب مفاوضاتهما الماراثونية في جنيف 10 أيلول، تبقى السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية.
وأضاف ريابكوف، أن الحوادث، التي شهدتها سوريا في الأيام الأخيرة (بما فيها الخروقات المتكررة لنظام وقف إطلاق النار والهجوم على قافلة إنسانية قرب حلب)، تشكل ضربة مباشرة إلى الاتفاق، وأدت إلى تضييق فرص تطبيقه، "ولكن هذا الاتفاق لا بديل عنه ويجب تفعيل العمل به".
وشدد نائب رئيس الديبلوماسية الروسية على أن موسكو لا تعتزم الخروج من اتفاق الهدنة، بل تعتقد، عكس ذلك، أن أحداث الأيام الأخيرة ظهرت أنه يبقى في غاية الإلحاح.
وحث الديبلوماسي الطرف الأمريكي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعطاء زخم جديد لاتفاق الهدنة في سوريا، مشيرا إلى ضرورة "أن نجلس حول طاولة المفاوضات ونبحث بهدوء كل ما يمكن اتخاذه لدعم الاتفاقات التي تم التوصل إليها".
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في سوريا أول ايام عيد الاضحى , يوم الاثنين الماضي, تنفيذاً لاتفاق أميركي روسي في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات, واستمر اسبوعا, في وقت تبادلت القوات النظامية ومصادر معارضة مراراً, الاتهامات بخصوص "خرق نظام الهدنة", حتى اعلن الجيش النظامي الاثنين عن انتهائها, لكن واشنطن اعلنت ان ان نظام وقف النار "مستمر" و"لم يمت" لكنه "هش".
سيريانيوز