مساهمات القراء
تشكيليو دمشق يدعون للتكاتف في ظل الظروف الجديدة
للفن الحقيقي، بكلِّ أشكاله، دورٌ كبيرٌ في ثورة الأحرار السورية ضدَّ سلبيات النظام السابق، إذ كانت الرسومات خلال بدء الثورة عام ٢٠١١ تزين الجدران، وتستنهض الهمم، وتحرُّك مشاعر الناس، داعيةً للتشبُّث بالأرض، بينما تصدح الأغاني والأناشيد بكلماتها المُعبِّرة عن أحداث دامية يندى لها الجبين، كلها تلخَّصت في جلسة حوارية بين الفنانين التشكيليين، وحضور إعلاميين في صالة زوايا في باب توما، حيث
تساءلوا: لماذا يتمُّ إلغاء الفن بمختلف أنواعه وما البديل؟.
الدكتورة سحر سعيد لخَّصت المشكلة بأنَّ الفن أمر في غاية الأهمية، فالنظام السابق ألغى الموسيقى والرسم وكافة الفنون في المؤسسات التعليمية، مشدِّدةً على ضرورة فتح مركز أدهم إسماعيل العريق أمام قاصديه وتحديد مكان آخر بدلاً عنه بعد إعادة البناء إلى أصحابه.
ولفت الدكتور نبيل السمان إلى مرور البلد في مرحلة حرجة تحتاج للأناة والهدوء، فضلاً على أن معالمها مازالت ضبابية يتوجب على جميع الشرائح التفكير بأسلوب منهجي والتكاتف والعمل بدأب، ولايمكن تناول أطراف الحديث دون طرق باب السياسة، مشيراً إلى أنَّ السوريين مروا بفترة عقد ونيِّف يقدمون إنتاجهم رغم كل الظروف والفن يعبر تعبيراً واضحاً عن الواقع لكن الفنانين غير قادرين على التنبؤ في ظل كمٍّ هائل من أخبار غير دقيقة ولا بدَّ من الترقُّب.
كما بيَّن التشكيلي حسام سرغايا أنَّه لا يمكن العمل بالفن كما كان عليه أيام النظام السابق مهما كانت الظروف رغم عدم وجود رابطة، أو مؤسسة ثقافية تجمع التشكيليين، فالعمل يسير ضمن مجموعات متفرقة.
ثم تناول التشكيلي سامر الصعيدي حديثه بأنَّه يعمل مع منظمات المجتمع المدني، وما توصلوا له اليوم كانوا محرومين منه قبل شهر لكنَّ "هيئة تحرير الشام" كانت موجودة في ساحة الأمويين واستمعت لآراء المجتمع المدني، وكانت متوافقة معهم، ثم أردف بأنَّ اللقاء الحالي لم يدرج ضمن جدول وأسس واضحة ما يدعو إلى مخاوف نتيجة عدم الوقوف على أرضية صحيحة لكن بشكل عام اللقاء مهم، واعتبر بأنَّ طفلاً صغيراً ولد لتهيئته إلى مرحلة قادمة، داعين إلى الهدوء لأنَّ أخطاء وزارة الثقافة ملف يطول شرحه، متسائلاً: هل من المنطقي تناول أطراف الحديث عن الثقافة وسط ظروف صعبة في ظل غياب الجهات المعنية؟
متابعة مايا سليمان اختصاص فنون بصرية الحديث عن أهمية عدم العودة إلى الوراء كما حصل في ظل النظام السابق، لأنَّ التركيز على الثقافة يقلل من دور الجوانب الأخرى الأكثر صعوبة، وليس بنفس الأهمية لكن لا بدَّ من التطرُّق له والدفاع عن الفن بمختلف صنوفه.
بدورها ربا قرقور أوضحت بأنَّ اللغة البصرية في اللوحات أو المنحوتات تعبر عن الواقع والعمل الحر من البيوت خطوة خطوة لأخذ دور الفنانين التشكيليين بشكل صحيح ولإثبات دور الفن، وطالبت شرائح المجتمع المحلي بتنظيم المعارض.
الإعلامي زيد قطريب رأى بأنَّه يتوجب على الفنانين التشكيليين وبقية الفنون تنظيم نشاطاتهم في الأماكن العامة، ويكفي ما مرَّ على السوريين من مرحلة سيئة سابقة، إذ اجتمع مع مجموعة من الشباب بتشكيل "حركة السوري الجديد" تسعى لأهداف اتفق عليها المجتمع المحلي تحترم الرأي الآخر.
رفاه الدروبي – مساهمات القراء