العنف الجنسي في سورية لا يقتصر على النساء

يبقى العنف الجنسي من أكثر الانتهاكات الممارسة بحق المواطنين السوريين في ظل النزاع القائم في سورية،وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان أن كثيرا ما يتعرض الرجال والشباب لعمليات تحرش أو اغتصاب.

يبقى العنف الجنسي من أكثر الانتهاكات الممارسة بحق المواطنين السوريين في ظل النزاع القائم في سورية،وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان  أن كثيرا ما يتعرض الرجال والشباب لعمليات تحرش أو اغتصاب.

وأكدت سارة ليا واتسون، مديرة منطقة الشرق الأوسط في المنظمة أن قوات النظام  السوري تستخدم العنف الجنسي ضد الرجال في مراكز الاعتقال وأثناء مداهمة معاقل المعارضة.

وذكرت تقارير مركز المرأة للإعلام  في الولايات المتحدة ،ضمن مشروع نساء تحت الحصار عام 2013 أن الرجال لم يبقوا مجرد شهود على الجرائم ذات الطابع الجنسي ،وأصبحوا يعانون من الآثار المترتبة على العنف الجنسي،حيث أكد المركز أن 20% من التقارير التي حصلوا عليها كانت بخصوص تعديات على الرجال والصبيان تتراح أعمارهم بين  11-56 سنة.

"حسين أبو خالد" شاب سوري عمره 26 شهد الانتهاكات وأساليب العنف الجنسي التي تعرض لها المعتقلين في فترة الصراع القائم في سورية، اعتقل الجيش السوري "أبو خالد"في مدينة درعا عام 2012 على خلفية مقتل أخويه في اشتباكات مع جيش النظام ،وتم نقله إلى ثكنة عسكرية اللواء 161 من أجل التحقيق معه بالانتساب الى جماعات إرهابية.

21 يوم من الاعتقال كانت كافية لترسم ملامح العنف الجنسي الذي تعرض أبو خالد له أثناء الاعتقال،مؤكداً أن  كل أشكال الضرب والتعذيب التي تعرض لها كانت بسيطة مقارنة مع أيام عدة قضاها في فرع الأمن العسكري بالمحطة"في الفرع ضابط يدعى أبو جمال ويلقب بالسفاح ،أغلب الحالات التي حقق معها كانت تنتهي بالوفاة".

كان الضابط يستخدم في التحقيق صعق الأعضاء التناسلية للمعتقلين بالكهرباء ،كما عمل على سكب المازوت على جسد أبو خالد وتهديده بالحرق،إضافة إلى أسلوب الترغيب "بسجائر الحشيش" ،حيث يجبر الضابط  المعتقلين على تدخينها مع الخمرة "العرق"من أجل استدراجهم والحصول على المعلومات.

"ممكن الإنسان يموت وماينسى هالتفاصيل"بدأ أبو خالد يسترجع ذاكرته،لم يكن مدركا مدى استخدام الضابط لأسلوب الاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح إذلال وإجبار على الاعتراف أو لمجرد الثأر،حتى سمع أبو خالد صوت أحد أصدقائه يصرخ ويتألم أثناء الاعتداء عليه والتحرش به،مضت ساعتان على رجوع صديقه الى الزنزانة حتى فارق الحياة إثر عملية الاغتصاب .

وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أنها لا تملك أدلة على تورّط كبار القادة العسكريين في  تلك الانتهاكات لارتكاب أعمال العنف الجنسي خلال مداهمات المنازل والعمليات على الأرض أو في الاحتجاز،بالإضافة إلى أن عدد كبيرا من أشكال العنف الجنسي في مراكز الاعتقال ضمّ أشكالاً متنوعة من الانتهاكات الجنسية والاغتصاب وهتك العرض  باستخدام أدوات والإجبار على التعري لفترة طويلة والصعق بالكهرباء وضرب الأعضاء التناسلية، مشيرة أن هذه الانتهاكات تمر دون عقاب.
وحذرت واتسون بمعاقبة دولية لحكومة الأسد جراء الاستمرار بانتهاكات العنف الجسدي بشكل ممنهج ومتعمد " على المجتمع الدولي أن يعالج بشكل سريع انتهاكات حقوق الإنسان التي تستمر في سوريا. وعلى مجلس الأمن إرسال رسالة قوية إلى حكومة الأسد بأنّه ستتمّ محاسبتهم عن العنف الجنسي والانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان من خلال إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية"،حيث أبدى مجلس الامن الدولي رغبته الملحة بإنهاء النزاعات في المنطقة لوضع حد لفرص ارتكاب العنف الجنسي ،كما استنكر المجلس استخدام العنف الجنسي المتمثل بطرق الاستعباد والعنف الجنسي كوسيلة من وسائل الحرب في سوريا ، وحثّ جميع اطراف النزاعات المسلحة ان تتخذ الخطوات العملية لحماية المدنيين من مثل هذه الافعال البغيضة.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرارا ينص على إعلان 19 يونيو حزيران من كل عام يوما دوليا للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، بهدف رفع مستوى الوعي للتصدي لهذه الآفة وللإشادة بالعاملين على الخطوط الأمامية.


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close