عقد الرئيس بشار الأسد لقاء قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي يوم الخميس جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وقال بيان رئاسي انه "تم خلال اللقاء المطول بحضور عدد من كبار المسؤولين والعسكريين الروس إجراء مباحثات مكثفة حول التعاون المثمر في مجال مكافحة الإرهاب الدولي والتقدم الذي تحقق نتيجة هذا التعاون في القضاء على الإرهاب في سورية إضافة إلى خطوات الحل السياسي والدور الإيجابي الذي تلعبه روسيا الاتحادية في هذا المجال".
وقال الرئيس بوتين في تصريح صحفي في بداية اللقاء "سيادة الرئيس أنا سعيد جدا باستقبالكم في روسيا وقبل كل شيء أقدم لكم التهاني بحلول شهر رمضان المبارك كما أهنئكم على النجاحات الكبيرة التي أحرزها الجيش العربي السوري في الحرب ضد الإرهاب.. وبفضل جهود الجنود السوريين تم تحقيق خطوات مهمة جدا في الفترة الأخيرة من أجل تعزيز السلطة الشرعية في البلاد وتم التخلص من الإرهابيين في مناطق مهمة من سورية الأمر الذي أتاح المجال للبدء بإعادة إعمار البنية التحتية في البلد بعد طرد الإرهابيين ووضع حد لتهديد العاصمة دمشق".
وأضاف الرئيس بوتين "الآن بفضل هذه النجاحات العسكرية تم خلق ظروف إضافية مناسبة لاستئناف مسار العملية السياسية الكاملة وقد تم إحراز تقدم كبير في إطار عملية أستانا كما تم إحراز تقدم واضح أثناء مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي والآن بإمكاننا الإقدام على الخطوات التالية بشكل مشترك والهدف المنشود الآن هو إعادة إعمار الاقتصاد وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحتاجين".
وتابع الرئيس بوتين "كما تعلمون نحن على تواصل مع جميع الأطراف المعنية بهذه العملية المعقدة بما في ذلك الأمم المتحدة والمبعوث الأممي دي ميستورا وأود أن أناقش معكم كل هذه الاتجاهات لعملنا المشترك وأهلا بكم".
من جانبه, قال الرئيس الأسد "شكرا لكم سيادة الرئيس.. أود في البداية أن أقدم لكم التهنئة بمناسبة بدء ولايتكم الدستورية الجديدة وأعتقد أن نتائج الانتخابات الأخيرة هي دليل على أن السياسات التي اتبعتموها سواء على الساحة الداخلية أو الخارجية أرضت الشعب الروسي الذي رأى بأنها تعطي لروسيا موقعا أكبر فأكبر كل يوم على الساحة الدولية".
وأضاف الرئيس الأسد "يسعدني أن نلتقي اليوم مرة أخرى في سوتشي بعد عدة أشهر من لقائنا الأخير هنا.. والحقيقة أن الكثير من التغيرات الإيجابية تمت بين هذين اللقاءين وخاصة فيما يتعلق أولا بمكافحة الإرهاب.. فساحة الإرهابيين في سورية أصبحت أصغر بكثير وخلال الأسابيع الأخيرة فقط مئات آلاف السوريين عادوا إلى منازلهم وهناك ملايين أيضا في طريقهم إلى العودة وهذا يعني المزيد من الاستقرار.. وهذا الاستقرار هو باب واسع للعملية السياسية التي بدأت منذ سنوات".
وتابع الرئيس الأسد "طبعا نحن كما أعلنا سابقا نعلن اليوم أيضا مرة أخرى أننا دائما ندعم ولدينا الكثير من الحماسة لهذه العملية لأنها ضرورية بالتوازي مع مكافحة الإرهاب.. ونعرف بأن هذا الموضوع لن يكون سهلا لأن هناك دولا في العالم كما تعلمون لا ترغب بأن ترى هذا الاستقرار كاملا في سورية.. مع ذلك نحن وأنتم والأصدقاء الشركاء في عملية السلام سوف نستمر بنفس القوة من أجل تحقيق السلام.. وهذا اللقاء اليوم هو فرصة لوضع رؤية مشتركة للمرحلة القادمة بالنسبة لمحادثات السلام سواء في أستانا أو سوتشي".
واوضح "الرئيس الأسد مرة أخرى أشكركم وأستغل الفرصة لنقل الشكر للقوات العسكرية الروسية وخاصة القوات الفضائية التي كان لها دور مهم جدا في مكافحة الإرهاب خلال السنوات الماضية".
يشار الى ان الاسد زار روسيا في السنوات الاخيرة عدة مرات اخرها في تشرين الثاني الماضي حيث التقلى بوتين وذلك قبيل قمة بين قادة روسيا وتركيا وإيران، وقبل جولة جديدة من محادثات السلام السورية بجنيف، وبحثا المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية.
سيريانيوز