قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن الرئيس بشار الأسد، رفض تقديم أي تنازلات لوزراء الخارجية العرب مقابل عودته لمقعد سوريا في جامعة الدول العربية، في ظل تطبيع عربي محموم معه.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول عربي قوله أمس الاثنين، إن "اللقاءات التي تجري مع النظام ستختبر ما إذا كان الأسد جاداً أم لا، وتم التوصل إلى إجماع حول عدد من القضايا ونريد من النظام أن ينجزها".
وقال مسؤولون للصحيفة إنه "لم يبد أي اهتمام بالتسوية"، في الوقت الذي أوضح فيه مسؤول عربي: "النظام يريد من العرب استسلاماً كاملاً"، "البعض يمزحون حتى أنه قد يطلب الاعتذار!".
وبحسب الصحيفة، ما تزال بعض الدول العربية مترددة، ومن بين تلك الدول التي امتنعت عن الخطط التي تقودها السعودية لدعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية هذا الشهر، قطر والكويت.
من جانبه، قال جوزيف ضاهر الخبير السوري في معهد الجامعة الأوروبية في إيطاليا، إن "التطبيع مع الأسد يبدو حتمياً بشكل متزايد".
وأضاف: "قد تكون هناك بعض الاختلافات بين الدول العربية، لكن هذه الاختلافات بدأت تتضاءل بشكل كبير، بينما تنامت مصلحتها المشتركة في ترسيخ شكل من أشكال الاستقرار الاستبدادي الإقليمي".
وقال أندرو تابلر، المسؤول الأميركي السابق والزميل البارز في السياسة العربية في معهد واشنطن للأبحاث، إن الضغوط التي مارستها إدارة ترامب منعت الآخرين من المتابعة.
وتابع تابلر إنه "في أعقاب الزلزال الهائل الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط الماضي، خففت أميركا مؤقتًا قيود العقوبات لتسهيل تدفق المساعدات إلى سوريا، مما خلق لحظة للقادة العرب للاستفادة منها، مما أثار دهشة المسؤولين الأميركيين".
وبحسب الصحيفة، يقول المسؤولون الإقليميون إنه عدم وجود توجيه واضح من الولايات المتحدة ورغبة الإمارات والسعودية في تهدئة التوترات مع إيران ووكلائها. وقد مهد هذا الطريق لوفاق الشهر الماضي بوساطة الصين بين إيران والسعودية.
من جهته، قال أحد كبار المسؤولين السعوديين إنه في حين أن إعادة إشراك سوريا لم يكن "شرطاً" من الصفقة، فإن "أحدهما له تأثير على الآخر"، مضيفاً: "لا أعتقد أننا كنا سنصل إلى سوريا لو لم نقم بذلك". حتى تركيا، الداعمة الحاسمة لفصائل المعارضة المناهضة للأسد، أظهرت دلائل أولية على أنها قد تغير موقفها.
وقال دبلوماسي عربي آخر إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية "يجب أن تكون نتيجة جهد".
وأضاف "لقد توصلنا إلى إجماع حول القضايا التي يجب التركيز عليها"، بما في ذلك المخدرات والقضايا الإنسانية واللاجئين. "هذه قضايا نريد من النظام أن ينجزها".
وقالت كارولين روز، مديرة معهد نيولاينز للأبحاث، التي تبحث في التجارة: "لقد صعد الكبتاغون الآن إلى قمة جدول الأعمال في مناقشات التطبيع".
وأوضحت روز: "لقد استخدم النظام تجارة الكبتاغون كوسيلة ضغط"، مضيفة: "لكن من الغباء التفكير في أنهم سيوقفونها".
وتأتي هذه التصريحات بعد اجتماع عقده وزراء خارجية سوريا والسعودية والأردن والعراق ومصر في عمان الأمس الاثنين، لبحث الأزمة السورية.
سيريانيوز