شهدت الحدود اللبنانية السورية في البقاع الشمالي خلال الفترة الأخيرة تفلتاً غير مسبوق، حيث تسود الاعتداءات وعمليات الخطف مقابل فدية، وينشط تهريب البشر والسلع والمحروقات.
و كشف مصدر أمني لصحيفة"الشرق الأوسط"، أن "الجيش اللبناني بدأ حملة ملاحقات وتكثيف دورياته على الحدود".
وبحسب المصدر، " ترتكز هذه العمليات عند ما يعرف ب"ساقية جوسية" المتفرعة من نهر العاصي الفاصلة بين البلدين والممتدة من منطقة القاع شرقاً وصولاً إلى حوش السيد علي غرباً بطول 22 كيلومتراً على المعابر غير الشرعية".
و تحدث المصدر ل"لشرق الأوسط" عن ظاهرة جديدة في المعبر تتمثل "بسيطرة أربع عصابات من عصابات الحدود على هذه المعابر التي باتت تنشط على خط تهريب البشر من مختلف الأراضي السورية إلى الداخل اللبناني، منها إلى قبرص وبعض الدول الأوروبية، و بنسبة أقل من لبنان إلى سوريا".
وأشار إلى "تطور عمليات التهريب إلى خطف واحتجاز مقابل فدية مالية"، كاشفاً عن "اعتداءات قبل أيام على فتاة وسيدة من زبائنهم خلال وأثناء عمليات التهريب".
و بلغ عدد عمليات الخطف والاعتداء في الأيام العشرة الماضية، حسب ما يؤكد المصدر، "أكثر من 25 عملية خطف واعتداء على فتيات سوريات من قبل المهربين، وسجل في يوم واحد قيام العصابات باختطاف 25 سورياً كانوا يعملون على نقلهم عبر طرقات التهريب غير الشرعية إلى الأراضي اللبنانية من مختلف المناطق السورية ومن مَختلف الأعمار".
أما بالنسبة للمواد الغذائية "يقتصر التهريب من سوريا إلى لبنان على بعض المواد الأقل ثمناً والأرخص سعراً من الأسواق اللبنانية،و يشمل التهريب من لبنان إلى سوريا أنواعاً عدة من المواد الاستهلاكية والغذائية والسجائر والغاز، كما نشطت في الفترة الأخيرة عملية تهريب السيارات المسروقة".
ولفت المصدر أن " تهريب مادة البنزين تراجع بشكل ملحوظ، بعدما بات سعر الصفيحة في لبنان يقارب سعرها في سوريا نتيجة رفع الدعم عن المحروقات في لبنان".
ومع تأزم الوضع الأمني عند الحدود، حيث تحولت القرى اللبنانية ملجأ للعصابات وللمطلوبين والفارين من الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية والقضائية، كثف الجيش اللبناني من فوج الحدود البري، دورياته على المعابر غير الشرعية.
وبحسب المصدر،"تمكنت وحدات الجيش من مصادرة وضبط خمس سيارات مسروقة قبل عبورها إلى الأراضي السورية باتجاه مناطق حمص".
