" استقالة علوش من منصب كبير المفاوضين مهزلة"
اتهمت وزارة الخارجية الروسية, يوم الخميس, تركيا بالوقوف وراء "تنظيمات متطرفة" مسؤولة عن ارتكاب "خروقات" في سوريا, واصفة نظام "اطلاق النار" بانه "صامدا بشكل عام", في وقت شددت على ضرورة الفصل بين فصائل المعارضة "المعتدلة" و"الإرهابيين".
واعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا , خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي, ان الفصل بين فصائل المعارضة "المعتدلة" في سوريا و"الإرهابيين" يعد "خطوة ضرورية" للتقدم على مسار التسوية بسوريا.
واشارت زخاروفا الى ان "بعض وسائل الاعلام الغربية تحاول تحميل موسكو مسؤولية قتل المدنيين، لكن الهدف الأساسي يكمن في الدفاع عن "جبهة النصرة" والحيلولة دون هزيمتها".
وجاء ذلك بعد يوم من مباحثات هاتفية اجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الامريكي جون كيري حول امكانية توحيد الجهود في محاربة "الارهاب" واتخاذ تدابير مشتركة ضد "جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات في سوريا.
واضافت زخاروفا ان "التنظيم يتحكم بعمليات فصائل معارضة أخرى ويستخدمها كدروع بشرية، مشيرة في هذا الخصوص إلى الوضع في ريف حلب الغربي، حيث ينشط تنظيم "جبهة النصرة" وراء ظهور أفراد تنظيم "جيش المجاهدين"، ويواصل عمليات القصف على مواقع الجيش السوري وأحياء سكنية".
وحول اتهام تركيا روسيا باستهداف مدنيين في ادلب, نفت زخاوفا ذلك, مبينة ان أنقرة "لا تستحي من توزيع معلومات كاذبة عن توجيه القوات الجوية والفضائية الروسية غارات على منشآت مدنية ومدنيين في ريف إدلب، دون تقديم أي أدلة أو إشارات إلى مصادر موثوقة".
واتهمت تركيا, يوم الثلاثاء, روسيا بالقصف الذي تعرضت له أحياء عدة في مدينة ادلب مؤخرا والذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى, الأمر الذي نفته روسيا "بغضب".
وشهدت منذ ايام عدة أحياء في مدينة إدلب أحداثا دامية, حيث تعرضت عدة اماكن للاستهداف بينها 3 مشافي ما أدى الى خروجها عن الخدمة، وإيقاع عشرات القتلى والجرحى , فيما وجهت المعارضة اصابع الاتهام الى الطيران النظامي والروسي.
وحول اتفاق "الهدنة" في سوريا, وصفت زخاروفا نظام وقف إطلاق النار "صامدا بشكل عام"، حيث تستمر الاتصالات الروسية-الأمريكية المكثفة من أجل تعزيز هذا النظام.
وكانت روسيا، دعت الشهر الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية إلى تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد من وصفتهم بـ"الارهابيين" والفصائل المعارضة التي لا تنضم للهدنة، في حين رفضت واشنطن هذا العرض, مؤكدة ان هدف عملياتهما العسكرية متبانية وغير مشتركة.
واتهمت زخاورفا السلطات التركية بالوقوف وراء "تنظيمات متطرفة" مسؤولة بشكل اساسي عن "خروقات الهدنة" في سوريا".
وتتصاعد العمليات العسكرية في عدة مناطق لا سيما في حلب, الامر الذي يوقع ضحايا بشكل يومي, فضلا عن تدمير المباني, وسط مخاوف دولية من ان يؤدي انتهاك "الهدنة" الشاملة بسوريا, التي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي, برعاية امريكية روسية, الى الاضرار بمفاوضات السلام.
واستثني كل من تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة" من اتفاق وقف "الاعمال القتالية" في سوريا, فيما أعلنت موسكو و واشنطن, في وقت سابق, مواصلة ضرباتهما ضد تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة" .
من جهة اخرى, وصفت زاخاروفا استقالة القيادي في تنظيم "جيش الإسلام" من منصب كبير المفاوضين للهيئة العليا المنبثقة عن معارضة الرياض، بأنها "مسرحية".
و كان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وصف, يوم الاثنين, انسحاب كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات محمد علوش من مفاوضات جنيف بانه "تطورا ايجابيا".
واتهمت زخاروفا علوش "بالسعي من أجل تخريب الحوار السوري-السوري الهش حول التهدئة برعاية الأمم المتحدة".
وكان كبير المفاوضين في وفد "الهيئة العليا للتفاوض" المعارضة محمد علوش اعلن, يوم الأحد, انسحابه من منصبه وتقديمه الاستقالة للهيئة "احتجاجا على فشلها", تلا ذلك اعلان "هيئة التفاوض" انها ستحسم امرها فيما يتعلق باختيار من سيمثلها خلال المفاوضات .
وتسعى الامم المتحدة لاستكمال مفاوضات جنيف الشهر الجاري, بعدما توقفت اثر انسحاب وفد المعارضة احتجاجا على الوضع الامني والانساني, رغم حدوث خلافات في جولات جنيف السابقة حول مصير الاسد والانتقال السياسي في البلاد.
سيريانيوز