الحديقة العامة في حلب | الجابري: هذه ملك حلب أخذها جدي نافع باشا هدية من السلطان العثماني وأنا أعيدها لسكان حلب

الحديقة العامة في حلب

14.09.2016 | 16:17

بدأت حكاية الحديقة العامة في حلب مع انتخاب المهندس "مجد الدين الجابري" رئيساً لبلدية حلب سنة 1947،و ما تزال المدينة تكن لهذا الشخص الكثير من الاحترام، ومن عاصره يحن إلى تلك الايام.

حيث استهل الجابري عهده في البلدية بقرار عارضه فيه اقاربه، عندما قرر استملاك  منطقة كانت تعرف ب بـ "النافعية" تمتد على مساحة 17 هكتاراً في منطقة باب الفرج  بين حيّي "العزيزية" و"الجميلية"، والتي كانت مملوكة لعائلة الجابري نفسه، لبناء حديقة عامة لكل الحلببين، وقد دفع بدل استملاك 10 قروش للمتر الواحد، وفعلا وبعد سنتنين من قرار الاستملاك كانت الحديقة العامة قد افتتحت للمواطنين   وقال حينها جملته الشهيرة "هذه ملك حلب، أخذها جدي نافع باشا هدية من السلطان العثماني، وأنا أعيدها لسكان حلب".

وأصبحت هذه الحديقة أحد معالم حلب، وحافظت لعشرات السنين على رونقها، ولا بد لزوار المدينة من التجول فيها والتقاط الصور التذكارية ، وهي شبيهة بإحدى حدائق قصر فرساي بباريس على شكل مسدس غير منتظم، مسورة بسياج حجري.

مدخلها الرئيس ذو درج حجري عرضه 20 مترا ، حيث أنشأت شلالات مياه كبيرة على جانبيه، و يقسم الحديقة طريقان رئيسيان إلى أربع مناطق أساسية، و يتفرع عنها طرق ثانوية تحدد أماكن الأشجار، و المسطحات الخضراء، و أحواض الزهور، و في الوسط حوض ماء كبير, و تتميز الحديقة بوجود عشرات التماثيل و المنحوتات الحجرية أبرزها تمثال"أبي فراس الحمداني"، والتي أنجزها فنانون سوريون، بالإضافة إلى الأشجار التزينية وأنواع كثيرة من الورود والمرجان الذي يحدد كثيرا من الممرات فيها.

اما التقاط الصور التذكارية فكان طقساً مرتبطاً بالحديقة ، حيث يسارع عدد من المصورين الفوتوغرافيين إلى الزوار عارضين عليهم التقاط صورة،  لكن تراجعت هذه المهنة مع الهواتف الحديثة.

 وتكمن أهمية "الحديقة العامة" في أنها المكان الأمثل للهروب من حر الصيف، فمنذ ساعات العصر والمساء تأتي الحدائق أفواج من الأسر الحلبية من مختلف الأحياء بحثاً عن البرودة المنعشة والهدوء والابتعاد عن ضوضاء المدينة وصخبها، ويقضون فيها أجمل السهرات والتي تستمر حتى ساعات الفجر الأولى يتخللها جلسات الطرب الشهيرة في تلك المدينة.

كما أنها أنسب مكان لممارسة الرياضات الصباحية فمنذ الصباح الباكر تمتلئ ممرات الحديقة بالعشرات من الرجال والنساء وهم يمارسون رياضة المشي الصباحي.

أما اليوم وبحسب معلومات تداولها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعيمن مدينة حلب، تحولت الحديقة العامة إلى مقبرة بعد أن كانت رمز للفرح والاستجمام.

 

 

RELATED NEWS
    -