أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالدور التركي والإيراني في استقرار الأوضاع لكل من سوريا والعراق، في وقت وصف فيه التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بأنه "ضيف ثقيل" في سوريا.
وقال لافروف في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، ان "التحالف الدولي ضيف ثقيل في سوريا، تبدي الحكومة السورية تسامحا إزاءه، ما دامت نشاطاته موجهة ضد الإرهابيين داخل الأراضي السورية"، منوها الى أن موسكو لا تخفي شعورها بالقلق حيال "أنصاف الإجراءات" التي تتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وسبق لوزير الخارجية الروسي ان قال في 20 أيلول الماضي، ان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لا زال ضيفاً غير مدعو للتواجد في سوريا.
وأوضح لافروف انه "عندما يجري اتباع معايير مزدوجة، حيث ينقسم الإرهابيون إلى (أشرار) و(ليسوا أشرارا بالقدر الكافي)، وعندما يجنّد التحالف أعضاءه على أسس سياسية، من دون اعتبار لضرورة موافقة مجلس الأمن على نشاطاته، فإنه من الصعب أن نتوقع نجاح مثل هذا التحالف في محاربة الإرهاب بفعالية. في الواقع، إن الضربات التي شنتها القوات الجوية الروسية والجيش النظامي هي التي أدت إلى انهيار (داعش)".
وتختلف موسكو وواشنطن في تصنيف بعض الجماعات المعارضة المسلحة في سوريا كمجموعات إرهابية، حيث تطالب روسيا بموقف أمريكي أكثر وضوحاً في عملية محاربة الإرهاب، في وقت ساهمت فيه ضرباتها الجوية بشكل كبير، في تقدم الجيش النظامي بمناطق سيطرة تنظيم "داعش" وآخرها كسر حصار استمر ل3 سنوات على مدينة دير الزور.
وفي سياق متصل، تطرق لافروف في حديثه الى انه "في بعض الحالات، تشن هذه القوات ضربات ويقال إنها غير مقصودة ضد الجيش النظامي، وبعدها يشن الدواعش هجمات مضادة. وفي بعض الحالات، تشجع هذه القوات على نحو غير مباشر إرهابيين آخرين على مهاجمة مواقع استراتيجية، استعادت قوات النظامي سيطرتها عليها مؤخرا، أو تعمد الدخول في استفزازات قاتلة ضد قواتنا. وهذا ناهيك عن الهجمات الكثيرة غير المقصودة ضد البنية التحتية المدنية التي قتلت مئات المدنيين".
واستهدفت مقاتلات التحالف الدولي أكثر من مرة مواقع تابعة للجيش النظامي، فضلاً عن اتهامات روسية لواشنطن بالتعامل مع "داعش" اثر حادثة مقتل احد جنرالاتها في دير الزور، والتقاط صور بينت وجود قوات أمريكية في نقاط لـ"داعش" بدير الزور.
وكان التحالف في آخر بيان له نهاية أيلول الماضي، أقر بأن 50 مدنيا آخرين لقوا حتفهم في ضربات بالعراق وسوريا، ليصل العدد الإجمالي للمدنيين الذين قضوا بضربات التحالف إلى 735 شخصا منذ اندلاع الصراع في عام 2014.
ولفت لافروف أيضا الى أن "التعاون العملي على الأصعدة كافة والاتصالات اليومية المشتركة بين مختلف الجهات، أظهرت أن تركيا وإيران تلعبان، وبالمعنى الكامل للكلمة، دوراً رئيسياً في ضمان استقرار الأوضاع في سوريا والعراق".
وأوضح لافروف أن "الجهود المشتركة بين روسيا وتركيا وإيران قد نجحت في تغيير الأوضاع في سوريا على نحو أفضل، ودمرت مراكز مقاومة "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من الجماعات الإرهابية، وضمنت الظروف اللازمة لإجراء حوار واسع وبناء بين الأطراف السورية المعنية حول مستقبل النظام السياسي في البلاد".
وتعد كل من روسيا وتركيا وإيران دولاً ضامنة لهدنة شاملة في سوريا دخلت حيز التنفيذ في كانون الأول 2016، إضافة لكونها دولاً راعية لمحادثات أستانا بشأن سوريا والتي تمخض عنها اتفاقات لإقامة أربع مناطق آمنة في سوريا.
سيريانيوز