-
نـايـف.. بقلم: عبد الرزاق الدرباس
(إلى أخي نايف ونجله عبد الرزاق وابن أختي مصطفى أنس الدرباس الذين استشهدوا في يوم السبت 18/2/2017 م على تراب سوريا الطاهر)
.. وفي غَمرةٍ من سُكونِ الظلامِ..
وبُخلِ الغيومْ.
يُناديكَ موتُـكَ مُبتعِـداً فيكَ عنْ مَوقِعِـكْ ..
تَقومُ إليـهِ .. تُنـادي عَليـهِ ..
تُجيبُ نِداهُ وتَحمِلُ قُربانكَ المُتوَشِّـحَ بالبَـرْدِ والأُمنِـيـات ..
فَيَرمِيكَ سَهْمُ المَنـونِ المُسَـدّدْ ..
يُصيبُكَ في مَقتلِ الغافليـنَ ..
ولا تَتَـنَـهَّــدْ .
ليتَ شِعري وعُمري كيفَ واجَهْتَـهُ يا أخي ؟؟
لمْ تَـبْـكِ ، لم تَـحْـكِ شَيئاً ..
فما في الدقائقِ وقتٌ طويلٌ ..
وحولَكَ في المَوتِ ما مِن أحَـدْ .
تُراكَ أردْتَ مساعدةَ ابنِكَ حينَ صَرَخْ : يا أبي !!
تُراهُ أجابَـكَ لمّـا صرختَ : بُنَـيَّ ؟؟
أمِ الصَّمتُ سَـيطـرَ ؟ والحَشرجاتُ تَوَلّتْكما في احتراقٍ وتمزيقِ عافيةٍ للصّحيحِ ..
ونزفِ الوريدْ .
تَناهبَ جسْمَيكُمـا يا أخي ..
ظلامٌ وبَرْدٌ وعَـضُّ الحَديدْ .
ونارٌ ولغْـمٌ وأنتَ الوحيدْ .
ومَا مِنْ أهـلْ ..
ومَا مِنْ بَواكي المُـقَـلْ ..
يتبع ..
ومَا مِنْ طبيبٍ ، ومَا مِنْ أمَـلْ ..
ومَـا مِنْ يردُّ النّـداءَ ..
إذا كانَ أصْـلاً حَصَـلْ .
هنالكَ قامتْ قيامَتُـكمْ يا أخي مِن فعالِ البُغاةِ وظُلْـمِ الطّغـاةِ ..
وصَوتِ الأَجَـلْ.
هَـكَـذا يا أخـي ..
عِـشْـتَ لِـلكـلِّ ..
مِـتَّ فريـداً ..
وشِبْلُكَ ( عبدٌ ) أبى أنْ تكونَ الوحيدَ ..
فآنسَ موتَكْ .
وصِحْتَ وصاحَ ..
صوتُـهُ لمْ يَصِـلْكَ ، وأُذناهُ ماسَمِعَـتْ قَـطّ صَوتَـكْ .
ومَركِبُكَ الذهبيُّ الأثيرُ يَكُـرّ على أربعٍ من كِـرامٍ لخدمةِ كلِّ العَشيرة.
تَمَـزّقَ في قسوةِ الموتِ ..
دُونَ جَريرة .
وأهْـلُـكَ في وَجَـلٍ وانتِظارِ الخَبَرْ .
وَأبناؤكَ الطّـامحونَ لمَجْـدِ العَلاءِ كَعِقْـدٍ مُبَـعثَـرْ .
أشِقّاؤُكَ تحتَ النجومِ وخلفَ الحُـدودِ وفي كلِّ مَهْـجَــرْ .
أبوكَ يُجَرجِـرُ حِمْلَ الثمانينَ يسْـأمُ من ثقلِها ..
فينحازُ للإصبعينِ لترتجفا وقتَ لَـفِّ " السّيجارةْ " .
وفي الأفـقِ بَعضُ غيومٍ وكذبُ "شُـباطٍ " ..
مَلَـلْـنـا اِنتِظـارَهْ .
وبَحثُ ( نهادٍ ومالكِ ) عنكَ وما مِنْ مُعيـنْ .
وعَزمُ الرجالِ وعَقـدُ اللسـانِ ودَمْـعٍ سَخيـنْ .
يتبع ..
وبَعضِ التفاصيلِ مَوتْ ..
وكلُّ المَساحاتِ مَوتْ ..
وكلُّ الدروبِ ، القلوبِ ، الجُيوبِ ، الغروبِ ، الطّيوبِ ، كَشَهْقاتِ مَوتْ ..
وعُـدْتَ برفقةِ (عبدٍ ) ..
كأنّ ذراعيكَ حِضْـنٌ لابنِـكَ ..
كأنَ التّوابيتَ ما اسْتُحْدِثَتْ قبلَ يومِكْ ..
ومِتَّ ليُولَدَ مِسْمارُها والخشَـبْ .
تَضـجُّ الوُحـولُ وتَبكي السُّـحُبْ .
وكلُّ محبّيـكَ في عالمِ الذّكرياتِ ..
وكلُّ الذينَ مَرَرْتَ عليهِـمْ بخمسٍ وخمسينَ من سنواتٍ عِـجـافٍ ..
أخي ؛ لسْتُ أرثي ..
فَحِـبْرُ يَراعي جبانٌ إذا من عُلاكَ اقتربْ .
وَربّـي الوحيـدُ الذي يَعلـمُ الحالَ والمُشــتَـكَـى والسَّـبَبْ .
إلى ذي العَرشِ نبتهِـلُ / إذا ضاقتْ بِنا السُّـبُلُ / لِنُـؤجَـرَ في مُصيبتِنا / ويبقى الحُزنُ والوجَـلُ ..
سَـنبكي ( نايفاً ) عَـلَمـاً / بِوَسْـمِ الجَـدِّ مُتّـصِـلُ / ونَبكـي يافِعاً ( عَـبْـداً ) / إلى الرّزاقِ يَرتَحِـلُ ..
ونَبكي ( مصطفى ) بَطلاً / كَـذا يُبْكـى لنا البَطلُ / نَلـوذُ بِصبرِنا العـاتي / إذا ما صُـدَّعَ الجَـبَـلُ ..
عَـلى قَـدرِ الرّجـالِ المُـؤمِـنِـيــنَ تُـقـدَّرُ الـنُّـزُلُ / بنـارِ الثّـأرِ نكْـوي ثَـلجَـنـا الغـافي فَـيَـشْــتَـعِـلُ ..
وِأنتَ عَـميـدُ أسْــرتِنا / وَلَـمَّـتُــنـا إذا نَـصِــلُ / بريءٌ مِـنْ حُـروبِـهُـمُ / وفَـوضاهُـمْ إن اقْـتَتَـلوا ..
زِراعَـةُ (نايفِ ) الزّيتونَ والأعنابُ والأمَــلُ / زِراعَتُـهُـمْ شَـظايا القَـتـلِ ، والإرهابُ يَنـتَـقِــلُ ..
سَــلامٌ مِـنْ غريبِ الدّارِ يَبكـي كلَّ مَـنْ رَحَـلــوا ..
أخي وَحَبيبي وزَندي اليميـنْ ..
كلُّ هَذي القوافي بُكاءْ ..
وبعضُ دواءْ ..
كلُّ هَذي الحياةِ مَلاعِـبْ ..
يتبع ..
ولَـهْـوُ المَطالِـبْ ..
كلُّ هَذي الوجوهِ التي في عيوني شَـواحِبْ ..
ليسَ عَيباً بكائي عليكَ ..
فموتُكَ أودى بصبري على راحتيكْ ..
معي أنتَ مِن مولِـدِكْ ..
إلى أن وصلْـتَ إلى مَـورِدِكْ ..
فكيفَ سَأكمِلُ بعدَ عينيكَ هذا الطّـريقْ ؟
وكيف سَأقنعُ بُركانَ روحي بلَجْـمِ الحَريقْ ؟
وكيفَ مَشـيبُـكَ يضحكُ لي ؟
حينَ دقّـتْ مَطارقُ هذي الحياةِ بضرباتِهـا ..
فطارَ من الرأسِ جنحُ الغرابْ ..
وأشعلَ شَيباً بِرأسِ الشّـبابْ ..
على دربِنا للمَقاديرِ شَوكٌ ..
للمَسـاميرِ شَـوكٌ ..
وللوحلِ والشمسِ شَـوكٌ ، للقَـرِّ للحَـرِّ ، والفقـرِ والزّهْـرِ ، والشّـرِّ والخيْـرِ شَـوكٌ ..
وشَـوكٌ الرّوابي بقريتِنا كلَّ صيفٍ لديكْ ..
رَكِـبْـنا ، مَشَينا ، ضَحِكْـنا ، وكُنّـا نَخافُ الدُّموعَ ..
إذا ما انتهينا منَ الضّحِـكاتْ .
مَدَدنا يداً مِن بياضٍ وخيرٍ على الأقربينَ ، على الأبعدِينَ ..
على الموغِلينَ بكسرِ خواطرِنا في اجتماعِ العشيرةِ أو في الشّتاتْ .
شَبعْـنا وكُـنّـا نخافُ المَجاعةَ في القادماتْ ..
ويَغْـربُ نجمُـكَ ..
يَســكُـتُ صَوتُكَ ، يَشتعلُ الحَبـقُ المُستريحُ على المَصطبَـةْ
يَبـقى طريقُـكَ للبيتِ للمدرسةْ ..
يتبع ..
وتَبـقى خُـطاكَ تلوّنُ في الفجرِ دربَ الصلاةِ .
وهذا الزّقاقْ الذي كانَ شاهِدَ صِدقٍ لأحلامِنا المُستباحَـةِ..
في لُـهاث الحياةْ .
أخي لَسْتَ وحدَكَ في طولِ صَمْـتِ المقابرْ.
إنَ أشجارَنا كلَّها سوف تمشي إليك ..
فأنتَ المُزارعُ ، أنتَ الحقولُ وأنتَ المُقيمُ المُسافرْ .
وأنتَ القمرْ ..
وأنتَ المواسمُ للخيرِ ، أنتَ المطرْ .
كمْ أنا مُذنبٌ يا أخي في ابتعادي !!
كمْ أنا ساذجٌ يا أخي بالأماني !!
وحلمِ اللقاءِ غَـداةَ التّـنادي .
فغُـفـرانَكَ مِن ذنبِ بُعْـدي وراءَ الحُـدودْ..
وغُفرانَ كفّـيكَ مِن لمْسِ وجْهـي عندَ الرجوعْ ..
وهَـلْ مِن رُجوعْ ؟!
وهَـلْ مِن رُجوعٍ ومَوتٌ يُحاصِرُنا في المداخلِ ..
في البرِّ والبَحرِ والشّارعِ المُستباحْ ..
وقصفٌ يُزلزلُ كلَّ ليْـلاتِنا والصّـبَـاحْ ..
وظُلْـمٌ يُكَسِّـرُ عَـدلَ المَوازينِ ..
رُكْـنَ المَبادئِ ، هامَ الكراماتِ ..
لمّـا تَحَـكَّــمَ في الظّـرْفِ جَهْـلُ السِّــلاحْ .
سَـتبقى شَـقِـيـقي المُعَطِّـرَ دَمعَ عيوني ..
كَـماءِ الرّكايا .
وَدَلْـواً على ضفّـةِ الوردِ يسقي العِطاشَ مفيضَ العطايا ..
ورَمزَ الفِـداءِ ، السّخاءِ ، البِناءِ ، الإخاءِ ، الوَفاءِ ،بِلَيْــلِ الحَـكايَـا .
يتبع ..
سينساكَ بعضُ الصّحابِ ، الدروبِ ، الأماكنْ .
وتَمسَـحُ آثارَ خُطواتِكَ العاصِفاتُ ، ولكِــنْ .
سَتبقى بنبضةِ مَنْ ذاقَ بِـرَّكَ في رَحِـمٍ أو إِخـاءْ .
وتَبقـى بدمعَةِ مَن كانَ يَقـتسـِمُ الآهَ والوَعْـدَ والأمنياتِ ..
ومَسـعـى الشّـقاءْ .
سَـأملأُ كلَّ خَـوابي جُـدودي مِن اسـمِكْ .
وأنقشُ في حائطِ الرّوحِ ..
كلَّ طيوفٍ لِـرَسْـمِكْ .
وألعَبُ في وقتِنـا الضّائعِ المُـتثائبِ بينَ العزاءِ ..
وفنجـانِ قهـوةْ .
وأكتُبُ عنكَ وعنْ رحلـةٍ ما وصلتْ نِصْـفَ غايتِها ..
في امتحانِ الأُخُـوَّةْ .
وتُلهِبُـني شَهقةُ الموتِ في السَّـعيِ للرّزقِ ..
عندَ ضِفافِ المُـحـالْ .
وبينَ نِيـوبِ الضّـواري وعَـزمِ الرّجالْ .
أخي ( نايفاً )..
ها أنا أشْـهَـدُ أنَّ رحيلَكَ أعطبَ مِنّي يَميـنـي .
وَعَـفَّـرَ بالضّعفِ عالي جَـبيـنـي .
وَأبقـى عُصاراتِ دَمعـي تُغالِـبُ صَبْـري ..
فَتَـهْـمي مَعَ اسمِكَ كلُّ مُزوني .
أخي ( نايفاً ) ..
لمْ يَـعُـدْ في رُجوعيَ للدّارِ لمْـعُ الأماني ..
فَـهَـلْ كُـنْـتَ أنتَ الوطَـنْ ؟
وَما عادَ يَضحَـكُ بَعْـدَكُ ثَـغْـرُ زماني ..
يتبع ..
فَـهَـلْ كُـنْـتَ ضِـحْكَ الزّمَـنْ ؟
وَيدي في ارتِعاشٍ تُحـاولُ ربطَ سُـروجِ حِصاني ..
وَلـكِـنَّـهـا في وَهَــنْ .
لَسْـتُ للموتِ بالنَّـدِّ ، فهوَ القويُّ الذي ليسَ يُقْـهَــرْ .
كيفَ لا ؟ وهُوَ أمْـرٌ منَ اللهِ يأتي ..
لكلِّ البَـشَــرْ .
ولكنّـني يا أخي في ذُهـولٍ سأبقـى ..
أراجِـعُ قِـصّـةَ موتِكَ في دفترِ الرّاحِليـنَ ..
كَـقَصْـمِ الـظَّـهْــرْ .
كأّنّي وأنتَ نُعاركُ ضَـوءَ النُّـجـومِ بِـسَـهْـرةِ صَيفٍ ..
لِـوَقـتِ الفَـجْـرْ .
سَـأبقى أُخـاتِـلُ حيطـانَـنـا المُتعَـباتِ ..
عَسـاكَ تَجـيءُ مِنَ الكَـرْمِ ، مِنْ دربِ ضَـيْـعَـتِـنــا ..
مِنْ غَبْـرَةٍ في الطريقِ المُجـاوِرْ .
مِـنْ سُـوقِ جُمعتِكَ المُـتناثِـرْ .
مِنْ سَـفرةٍ لِـلبِـذارِإذا الغيثُ أوحلَ دربَكَ ..
أو نَـومَـةٍ في المَعـاصِـرْ .
سَأبقى أكَـرِّرُ اسماً مُضافاً لأسماءِ مَنْ رَحلـوا سابقاً ..
في سُجودِ الجَبيـنِ ودَمْـعِ القُـنـوتْ .
( نايفاً ) وازدحامُ دعـائي ..
لأمّي وأختي ، وابنِ أخي وابنِ أختي ، وجَـدٍّ و خالْ .
ويَبكـي جَوابي بصمْتِ السّـؤالْ .
فَنِسيانُ أطيافِكُـمْ يا أخي مِنْ ضُروبِ المُـحالْ .
وأذكُـرُ أنّكَ كُنْتَ تُطالِـعُ شِـعْـرَ أخيكَ ..
يتبع ..
بشوقِ الفضـولْ .
وتَعجَبُ منّي ، وتسألُني :
كيفَ كنتُ ألاعِبُ خَيْـلَ القوافي ..
وتَشكُـرُني حينَ أسْكُبُ ماءَ الحروفِ على الوردِ ..
حتّى يعاندَ ضعفَ الذّبولْ ..
فمَنْ سوفَ يقرأُ حُزنَ رثائِـكْ ؟؟
ومَنْ سوفَ يُهدي دواوينَ شِعري لأصحابِـهِ ؟؟
ومَنْ يا أخي سوفَ يرسمُ دمعي وَوجهي إذا عُدْتُ يوماً ..
ولمْ تكُ عيناكَ في أولِ الواقفينَ بوهْـجِ حُضوري؟
وكُحْـلِ عيوني بِسَـعْـدِ لـقائِـكْ ؟؟
ومَنْ سوفَ يُخصِـبُ تلكَ الكرومَ بمحراثِ خيرٍ ؟..
وفيضِ الأماني ..
وَوحْلِ حِذائِـكْ ..
حِجارةُ بَيتـِكَ ..
بَلاطاتُ مَدخَـلِـهِ بعدَ بابٍ وسيعٍ ..
ورَمّـانةٌ تـتَـدلّـى مِن الحُـزنِ بعدَ رحيلِـكْ .
حَفيـدٌ تمطّـى بحضنِـكَ..
يَتيمٌ سَيذكُر ما عاشَ فيضَ جَميلِـكْ .
وجارٌ وصاحِبْ ، غريبٌ أقاربْ ..
يزفّـونَ تابوتَـكُم ذاهلينَ ..
تُجاوِرُ دونَ مواعيدَ مَنْ سبقوكَ مِنَ الرّاحِليـنْ .
وزيتونُـنـا الأخضرُ المتوَشِّـحُ بالحزنِ يَبكي..
يّمُـدُّ تِجاهَـكَ أعناقَـهُ ..
كلمّا حانَ وقتُ الفلاحةْ ..
يتبع ..
غِطاءٌ لرأسِـكَ ، بقايا بكأسِكَ ، دعاءٌ بهمسِـكَ ..
لآمالِكَ الذابلاتِ ، لأمسِـكَ ..
تراتيلُـنا الدّامِعـة ، في مدى الفاجِعـة..
تُؤرّق عُمري تقولُ :
سَـأبقى كـ " يعقوبَ " في حُزنِـهِ عِنـدَ فقـدِ بَنيـهِ ..
شَـجِـيّـاً ضريرا..
لتأتي البِشارةُ من " يوسفٍ " في القميصِ ..
فيغـدو بصيـرا .
أمّا أنا يا أخي بعـدَ مَوتِكَ أغشى مَحطّاتِ تِيهـي ..
وما مِن بِشـارةِ عَـودةْ .
وشوكٌ بكـلِّ مَـخَـــدَّةْ .
وما مِنْ قميـصٍ يَجـيءُ لترجـعَ نَحْـوي وعَينـي تَراكْ .
لذا سَـوفَ يبقـى معَ العُـمْـرِ دمْـعٌ بَكاكْ .
سَلامٌ عليكَ ، على راحَتيكْ .
على غَيمَـةٍ فـوقَ داليَـةٍ ، عُـنقـودُها يَتـلالا لَدَيْكْ ..
على القَبرِ وهُوَ يَضُمُّـكُـما مثلَ ما أنتَ تحْـضِنُ ( عَـبْـداً ) ..
بِكِـلتـا يَدَيكْ .
سَلامٌ عَليكُـمْ ، بِيَـومِ وُلِـدْتُـمْ ، وفي يَومِ مُـتُّـمْ .
وفي يَومِ حَشْـرٍ إذا ما بُعِثـْتُـمْ ..
سَلامٌ عَليْنـا ، عَلى حُزنِنـا يا أخي بَعـدَ عينيكْ ..
سَـــلامٌ ، وصَبْـرٌ ، ودَمْــعٌ ..
ورحْمَـة ربّي تَـدلُّ عَليْــــــكْ .