قدمت وزارة الخارجية البريطانية- لاول مرة- تصنيفا للمعارضة السورية "المعتدلة" واضعة تحت هذا المسمى "الجيش الحر" و"الجبهة الجنوبية" و"المعارضة السياسية"، قبل ان تؤكد ان السبيل الوحيد لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هو العمل مع تلك المعارضة.
وقالت الخارجية البريطانية، في تغريدات بثتها على "تويتر"، إن "وجود الأسد عامل أساس بنمو داعش في سوريا، لذلك هناك حاجة لانتقال سياسي وهزيمة التنظيم وانهاء المعاناة"، مشيرة الى انه "نحتاج لشريك في سوريا لهزيمة داعش غير الأسد الذي لا يهمه ذلك"، في اشارة منها الى الفصائل التي تصنفها تحت مسمى "المعتدلة".
ورغم عدم وجود توافق أممي على تصنيف الجماعات في سوريا بين "معتدلة" وارهابية"، الا ان هناك شبه اجماع على اعتبار الجيش الحر على راس الجماعات المعتدلة، اضافة الى اجماع على تصنيف "داعش" و"النصرة" على راس الجماعات "الارهابية"، بينما يبقى الخلاف على جماعات ابرزها "حزب الله" اللبناني الذي يقاتل الى جانب الجيش النظامي، و"جيش الاسلام" و"احرار الشام" المعارضان.
وكانت الاردن قدمت بتكليف اممي قائمة ضمت 160 فصيلا يقاتل في سوريا على انها ارهابية" الا ان اي قرار لم يتخذ بهذا الموضوع، بينما جاء اتفاق الهدنة الروسي الأمريكي واضحا باستثناء داعش والنصرة على انهما "ارهابيتان".
وتابعت الخارجية البريطانية، في احدى التغرديات، أن "محادثات السلام تعطي الأمل بمستقبل لا يوجد فيه الأسد، الذي يتحمل مسؤولية مقتل 250 الف سوري".
ومن المقرر أن يعلن اليوم المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا، موعد استئناف مفاوضات جنيف، في وقت توقعت فيه الخارجية الروسية أن يكون 7 آذار القادم موعداً لاستئنافها.
وحول العمليات الروسية في سوريا، قالت الخارجية البريطانية "ندين بشدة اعتداءات روسيا على المعارضة، التي تعد عاملاً أساسياً في هزيمة (داعش)، ولا تتبنى ايديولوجية جهادية، حيث لم تردنا أنباء عن ضربات جوية توجهها روسيا ضد الأكراد، الذين يقلقنا عملهم مع موسكو لمهاجمة الجيش الحر"، لافتة إلى ان "روسيا والاكراد إذا كانوا جادين في محاربة تنظيم "داعش" عليهم وقف الاعتداء على المعارضة السورية".
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قال في 14 شباط، إن "المعارضة السورية تعرضت لقصف عنيف من قبل الطيران الروسي".
وأعرب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في 23 شباط، عن قلقه من "أدلة على وجود تنسيق بين القوات الكردية السورية وحكومة بشار الأسد وسلاح الجو الروسي".
وعن خطة "وقف النار" في سوريا بموجب الاتفاق الروسي الاميركي, اعتبر هاموند ان "نجاح التفاهم الروسي الأمريكي للتهدئة في سوريا الذي سيبدأ تطبيقه في 27 شباط الحالي مرهون بحسن نوايا موسكو"
وأكدت الخارجية البريطانية أنها ومجلس الأمن يعتبران تنظيم "جبهة النصرة" من المنظمات الإرهابية.
وفيما يخص ضربات التحالف الدولي ضد "داعش"، بينت الخارجية البريطانية إن "الضربات الجوية في سوريا ركزت على النفط الذي تحت سيطرة التنظيم، وخفضت إنتاجه بمعدل 11,000 برميل، بغرض تجفيف مصادر تمويل "داعش"، فضلاً عن خسارته عشرات آلاف المقاتلين و10 % من الأراضي في سوريا"، منوهة إلى أن "التقدم في سوريا، أبطأ مما هو في العراق، لأن حكومة الأسد جزء من المشكلة".
وشددت الخارجية ضرورة "التضييق على موارد التنظيم الخارجية، علماً أن الغالبية العظمى من أمواله مصدرها من الاراضي التي سيطر عليها".
ونفذت بريطانيا في كانون الأول الماضي، أولى ضرباتها ضد تنظيم "داعش" في سوريا، بينما تشارك في ضرب التنظيم في العراق منذ أكثر من عام.
ويذكر أن مجلس الأمن الدولي، تبنى في الـ17 من كانون الأول الماضي قرارا يلزم دول العالم بالعمل على تجفيف منابع تمويل الإرهاب وفرض جملة من العقوبات الاقتصادية والمالية على الجهات المتورطة في تجارة النفط والغاز مع (داعش).
سيريانيوز