أعلنت موسكو, يوم الجمعة, مواصلتها محاربة تنظيم "جبهة النصرة" موضحة أنه سيبقى تنظيما إرهابيا مهما اطلق على نفسه من تسميات. كما أشارت الى أن انفصال "النصرة" عن "القاعدة", الذي أعلن عنه زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني, جاء بفضل الضربات الروسية في سوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية, في بيان لها, أن "تنظيم "جبهة النصرة" سيبقى تنظيما إرهابيا غير شرعي مهما أطلق على نفسه من تسميات"، مؤكدة مواصلة مكافحة "هؤلاء المتعصبين" حتى القضاء عليهم تماما.
واضافت الخارجية الروسية أنه "لا توجد حاجة إلى تأكيد أن كل محاولات الإرهابيين لتغيير صورتهم ستفشل", مشيرة إلى أن "جبهة النصرة ستبقى إرهابية لا تهدف إلا لإقامة ما يسمى بالخلافة الإسلامية من خلال وسائل قاسية وهمجية".
وأكد البيان أن مكافحة "هؤلاء المتعصبين ستستمر بدعم المجتمع الدولي وبانتظام حتى القضاء عليهم تماما".
وذكّر بيان الخارجية الروسية بأن تنظيم "جبهة النصرة" نشأ في كانون الثاني عام 2012 كوحدة قتالية تابعة لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" المحظور هو الآخر في روسيا وغيرها من الدول، ثم تحول إلى فرع تنظيم "القاعدة" بعد مبايعته لهذا التنظيم.
وأشارت الخارجية الروسية في بيانها إلى أن الجولاني شكر في بيانه قيادة "القاعدة" الى "تفهمها" وكذلك تعليماتها الخاصة بأفضل طرق الجهاد في الظروف الجديدة.
وكان زعيم تنظيم "جبهة النصرة" الجولاني أعلن، يوم أمس الخميس، عن وقف العمل باسم "جبهة النصرة" وتشكيل "جبهة فتح الشام", مشيرا الى أن التشكيل الجديد لن يكون لها علاقة بأي تنظيم خارجي.
و"جبهة النصرة " تشكلت ونمت لتصبح من ابرز القوى المسلحة المعارضة للنظام في سوريا، حيث تبنت عدة هجمات وتفجيرات في حلب ودمشق، وهي ذراع لتنظيم "القاعدة"، ومصنفة ضمن قائمة الإرهاب من قبل مجلس الأمن.
ويتفق المجتمع الدولي على تصنيف تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" كمنظمات إرهابية، وأدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية وفرض عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات.
من جانبه, قال نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي "الدوما" أندريه كراسوف, أن الخطوات "الفعالة" التي اتخذتها القوات الروسية بسوريا، دفعت "جبهة النصرة" نحو فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة".
ونقلت ووكالة "نوفوستي" الروسية عن كراسوف قوله "أسهمت في هذا (الانفصال) الخطوات على الأرض، التي اتخذتها القوات الروسية في سوريا، لا سيما تشكيل التحالف، الذي أصبح درعا تمنع انتشار وباء الإرهاب الدولي، والعملية الإنسانية في حلب، التي أعلن إطلاقها مؤخرا".
وأضاف النائب الروسي أن الممرات الإنسانية، التي فتحت في حلب، تتيح إنقاذ لا سكان المدينة فحسب، بل وتوفر للمسلحين "فرصة جديدة لتخليص أنفسهم من أسر المنظمات الإرهابية، خاصة وأن الرئيس الأسد تعهد بعفو عن كل من يحمل السلاح ويسلم نفسه، بالرغم من أن هذا القرار يعود، بطبيعة الحال، إلى صلاحيات المحكمة".
يشار الى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن, مؤخرا, عن اطلاق الحكومة السورية والجيش الروسي "عملية إنسانية" واسعة النطاق في مدينة حلب تسمح لسكان المدينة بالخروج عبر ثلاث ممرات إضافة لممر رابع "آمن" نحو الكاستيلو لمقاتلي "الجيش الحر", في عملية تجري بتفويض من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
سيريانيوز