"متمسكون بان الدستور يجب ان يصاغ داخل سورية ومن قبل هيئة منتخبة بشكل حر ونزيه من قبل جميع السوريين"
ابدى تيار بناء الدولة السورية يوم الاحد تحفظه على مؤتمر سوتشي المزمع عقده اواخر الجاري, معتبرا بانه لن يكون في صالح سورية والسوريين, لانه سيبني سورية بعد الحرب على نحو تفكيكي.
وقال تيار بناء الدولة في بيان له ان "ما رشح عن المؤتمر لحد اللحظة يجعلنا نعتقد ان الاختراق الذي يمكن ان يحصل لن يكون في صالح سورية والسوريين, فالاعداد لهذا المؤتمر اجنبي بالمطلق, فلا مشاركة ولا استشارة لاي طرف سوري", مضيفا "لهذا نجد ان الجهة المنظمة ادرجت موضوع الدستور كمحور رئيسي , علما انه لا يوجد أي طرف سوري او موالي يعتبر ان العملية الدستورية يجب ان تتم بهذه الطريقة.
واتفقت الدول الضامنة روسيا وتركيا وايران، خلال محادثات استانا 8 التي انتهت قبل أيام، على عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي خلال يومي 29 و 30 كانون الثاني الجاري.
وتابع التيار في بيانه ان "الجانب التنظيمي لهذا المؤتمر يعكس مخاطر متنوعة, فدعوة 1500 الى 1700 شخص مشارك, الهدف منها اعتبار ان هذا العدد يمثل الشعب السوري وينوب عن جميع السوريين بتقرير مصيرهم, لكن هذا ليس صحيحا البتة, فمهما كان العدد كبيرا حتى لو وصل لمئات الالوف, لا يمكنه ان يكون ممثلا عن السوريين, اذ اختيار ممثلين للسوريين يجب ان يتم عبر انتخابات حرة بشكل مطلق ونزيهة باعتراف جميع الاطراف وان يشارك فيها الجميع دون استثناء".
واشار البيان الى ان "الخطر الاكبر يكمن في معيار اختيار الاشخاص المشاركين, حيث ان غالبية المدعوين سيكونون ممثلين عن العشائر والقبائل والاديان والطوائف والملل (هؤلاء حكما ذكور وذكورين) والمجالس المحلية (في مناطق سيطرة المعارضة ذكور وذكورين بالمطلق) وممثلين عن القوميات صغيرها وكبيرها (هؤلاء من المتعصبين لقومياتهم) فضلا عن جمعيات ومحليات ونثريات, وستتم دعوة النساء وكانهن طائفة من السوريين ولسن منصهرات ضمن المكونات المجتمعية السورية".
ولفت البيان الى ان "الخطر يكمن في هذا ان المؤتمر سيعمل على بناء سورية الجديدة بعد الحرب على نحو تفكيكي", معتبرا التجمع البشري السوري "ادنى من كونه مجتمعا ويقوم على اعتبارات ومسميات لا توجد كتنظيمات مجتمعية في الواقع السوري".
وابدى التيار تحفظا صريحا على هذا المؤتمر, بناء على ما رشح منه لحد الان عن جدول اعماله او عن طبيعة المشاركين فيه, ونتمنى على الدول الضامنة, روسيا وتركيا وايران ان يبدو حرصا اكبر ليكون هذا المؤتمر ذو طابع سوري من ناحية الاعداد له, وكذلك ان يقتصر على التنظيمات السياسية المعارضة والموالية رغم ضعفها وهشاشتها اكثر قدرة عن التعبير عن المجتمع السوري".
كما اعلن التيار تمسكه الدائم بان الدستور يجب ان يصاغ داخل سورية ومن قبل هيئة منتخبة بشكل حر ونزيه من قبل جميع السوريين او هيئة منبثقة عن هيئة منتخبة, ولن نقبل بدستور يصوغه شخاص تختارهم الدول, وان الدولة السورية يجب ان تقوم على قاعدة المواطنة أي على الافراد المتساويين بالحقوق, وليس على طوائف وعشائر واديان ومجموعات بشرية ما قبل تنظيم الدولة.
قرر تيار "بناء الدولة" السورية المعارض, الذي يرأسه لؤي حسين, في نيسان عام 2016 الانسحاب من "الهيئة العليا للمفاوضات", المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة , متهما اياها "باعاقة" العملية السياسية لإنهاء الأزمة السورية, والعمل وفق "مصالح دول إقليمية".
يشار الى ان التيار يعمل من داخل سورية وهو تيار سياسي اتفق على تشكيله مجموعة من السوريين لا يشتركون بالضرورة بخلفية نظرية أو أيديولوجية واحدة، وإنما يتفقون على الوثائق التأسيسية التي صدرت مع إطلاق التيار والتي تلخص موقفهم من الصراع السياسي الدائر في البلاد وتوضح رؤية التيار المستقبلية لسوريا كدولة ديمقراطية مدنية محايدة تجاه أي أيديولوجيا أو عقيدة.
سيريانيوز