قال رئيس مجلس الامن الدولي البيو روسيلي, يوم الأربعاء, أن " المجلس يدين التجربة النووية لكوريا الشمالية ويلوح بإصدار قرار واتخاذ إجراءات فورية".
ونقلت وكالة (رويترز) عن روسيلي رئيس المجلس لهذا الشهر ,قوله أن "أعضاء مجلس الأمن الدولي... ذكروا بأنهم كانوا قد عبروا فيما سبق عن عزمهم على اتخاذ المزيد من الإجراءات المهمة في حالة إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية أخرى."
وأضاف "انطلاقا من هذا الالتزام وخطورة هذا الانتهاك فإن أعضاء مجلس الأمن الدولي سيبدأون العمل فورا على هذه الإجراءات في قرار جديد للمجلس" , مشيرا إلى أن التجربة "انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن".
من جهته, أعلن البيت الأبيض أن التحليلات الأوّليّة لا تؤكّد مزاعم كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية.
وأعلنت كوريا الشمالية, في وقت سابق من ,يوم الأربعاء, أنها أجرت بنجاح تجربة لتفجير قنبلة "هيدروجينية", ما أثار مواقف دولية ناقدة كان أبرزها من قبل الصين وروسيا المقربتين من بيونغيانغ.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية في بيان بعد أن اجرت كوريا الشمالية رابع تجربة نووية إنها لن تتخلى عن برنامجها النووي مادامت الولايات المتحدة تواصل ما أسمته "موقفها العدواني".
وأضافت كوريا الشمالية إنها ستتصرف كدولة نووية مسؤولة وتعهدت بعدم استخدام أسلحتها النووية ما لم يحدث اعتداء على سيادتها. وقالت ايضا إنها لن تنقل قدراتها النووية إلي أطراف أخرى.
ويأتي الإعلان عن التجربة بعد رصد زلزال بلغت شدته 5.1 درجة بالقرب من موقع معروف للتجارب النووية, في وقت سابق يوم الأربعاء.
وتعتبر هذه التجربة النووية الرابعة التي تجريها الدولة المنعزلة التي تخضع لعقوبات أمريكية وعقوبات من الأمم المتحدة بسبب برامجها النووية والصاروخية.
وبدورها, أدانت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية, التجربة الكورية الشمالية, موجهةً "دعوة لاستيقاظ" المجتمع الدولي.
وقال مدير المنظمة لاسينا زيربو "يشكل هذا العمل خرقا للمبدأ المتفق عليه عالميا ضد التجارب النووية, وإنه أيضا تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين".
وتابع زيربو "آمل بصدق أن يكون هذا بمثابة دعوة نهائية لاستيقاظ المجتمع الدولي لحظر جميع التجارب النووية من خلال إدخال معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية حيز التنفيذ".
وصدقت أكثر من 160 دولة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية منذ 1996, بينما أجرت الهند وباكستان اختبارات نووية منذ ذلك الحين وهما ضمن ثماني دول بينها الولايات المتحدة والصين تمنع المعاهدة من دخول حيز التنفيذ.
ومن جهتها, قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية, البلد الأشد عداء مع الجارة الشمالية, أن كمية صغيرة من الهيدروجين ربما أضيفت على الجهاز النووي الذي اختبرته جارتها.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع, كيم مين سيوك قوله "سنعرف بعد ان نحلله عن كثب لكن فهمنا أن كمية صغيرة من الهيدروجين ربما تكون أضيفت الى التجربة النووية الرابعة".
ونقلت وكالة (يونهاب) للأنباء عن نائب وزير الدفاع في كوريا الجنوبية قوله, إنه من الصعب تصديق أن الجهاز النووي الذي اختبرته كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية.
وسياسياً, قالت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي إن بلادها ستتخذ إجراءات حاسمة ضد أي استفزازات جديدة من كوريا الشمالية وستعمل مع المجتمع الدولي لضمان أن تدفع بيونغيانغ الثمن عن أحدث تجاربها النووية.
وأضافت باك, في تعليقات نشرها مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي, إن التجربة النووية قد تغير بشكل جوهري طبيعة البرنامج النووي لكوريا الشمالية
كما أعلنت الصين, البلد المقرب من كوريا الشمالية, أنها لم يكن لديها علم مسبق بالتجربة التي أجرتها كوريا الشمالية على جهاز نووي هيدروجيني مصغر, مضيفةً أنها تعارض بشدة ما فعلته بيونغيانغ.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية, هوا تشون ينغ, إن الصين ستعمل مع المجتمع الدولي على جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووي.
وحثت الخارجية الصينية في بيان, بيونغيانغ, على الامتناع عن أي تحرك من شأنه أن يؤدي إلى تدهور الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
كما نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله يوم الاربعاء إن موسكو "قلقة للغاية" من تقارير عن قيام كوريا الشمالية بأول تجربة لقنبلة هيدروجينية.
وقال بيسكوف "الرئيس فلاديمير بوتين أمر بدراسة مستفيضة لقراءات كل محطات المراقبة بما في ذلك الخاصة بالزلازل وتحليل الموقف في حالة تأكد صحة التقارير الخاصة بتجربة (القنبلة الهيدروجينية).
وفي سياق متصل, أدانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني اختبار كوريا الشمالية, معتبرةً أنه "انتهاك خطير" لتعهد البلاد بعدم إنتاج سلاح نووي.
وقالت موغيريني في بيان في بروكسل "هذا العمل إذا تأكد فإنه سيمثل انتهاكا خطيرا للالتزامات الدولية بعدم إنتاج أو اختبار أسلحة نووية كما هو وارد في العديد من قرارت مجلس الأمن الدولي", وسيمثل أيضا "تهديدا للسلم والأمن بمنطقة شمال شرق آسيا بأسرها".
بعد التجربة, قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند, من بكين إن بريطانيا والصين تعارضان اختبار كوريا الشمالية لجهاز نووي هيدروجيني مصغر وتؤيدان استئناف المحادثات السداسية لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف هاموند إن بريطانيا والصين تتشاركان نفس التصميم على تحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وإمكانية تشديد العقوبات على كوريا الشمالية.
وفي فرنسا, أدان مكتب الرئيس فرانسوا هولوند, في بيان, إجراء كوريا الشمالية تجربة على قنبلة هيدروجينية ودعت إلى "رد قوي من جانب المجتمع الدولي", معتبراً أن ذلك "انتهاك غير مقبول لقرارات مجلس الأمن الدولي".
ومن جهتها, استدعت ألمانيا سفير كوريا الشمالية لديها, وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر في مؤتمر صحفي "تقرر استدعاء السفير الكوري الشمالي إلى وزارة الخارجية لهذا السبب" مضيفا أن هذا الإجراء هو "لفتة قوية بل احتجاج".
ويذكر أن هذه التجربة رابع اختبار نووي لكوريا الشمالية والثاني منذ تولي الزعيم الشاب كيم جونج أون للسلطة في 2011, حيث كانت آخر مرة أجرت فيها كوريا الشمالية تجربة نووية في 2013.
سيريانيوز