اتهم رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو, يوم الجمعة, الطيران الروسي بقصف مواقع المعارضة السورية "المعتدلة" "لتسهيل الطريق أمام النظام للسيطرة على الأراضي", فضلا عن قصف الناس و"قتلهم" في جبل التركمان بريف اللاذقية.
واضاف اوغلو, في مؤتمر صحفي, ان "الطائرات الروسية تقصف مواقع المعارضة "المعتدلة" والناس في جبل التركمان بريف اللاذقية وتقتلهم", ومن يعيش في هذه المنطقة لا علاقة له بداعش".
وتقدمت القوات النظامية في الأيام السابقة بمنطقة جبل التركمان ذات الأغلبية التركمانية ، بعد تكثيف القصف الروسي على المنطقة , بحسب نشطاء ، حيث نزحت أعداد كبيرة من سكان المنطقة باتجاه الحدود التركية , ما دفع تركيا لمطالبة روسيا بوقف هجماتها وتحذير النظام من "التمادي" في هجماته على ريف اللاذقية.
الا ان القصف الجوي تكثف على المنطقة, بالتزامن مع معارك, عقب اسقاط انقرة طائرة روسية على الحدود السورية منذ نحو اسبوع, تلا الحادثة تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده تشاورت مع شركائها بخصوص إقامة منطقة آمنة من جرابلس بريف الرقة إلى البحر الأبيض المتوسط, حيث ستضم منطقة جبل التركمان التي تطالب أنقرة موسكو بالتوقف عن قصفها.
وعن حادثة اسقاط الطائرة الروسية, بين اوغلو ان "بلاده استخدمت حقها في الدفاع عن النفس في مواجهة طائرة مجهولة الهوية، انتهكت المجال الجوي, واستخدمت الحق المشروع طبقنا قواعد الاشتباك المعروفة ، ولا يمكن لأحد أن يلقي باللوم عليها لفعل ذلك".
وأشار اوغلو الى انه " لا توجد مشكلة بين الشعبين التركي والروسي الأبي الذي نحترمه, وعلى الجميع أن يعلم أن الشعب التركي أيضا شعب أبيّ وينتظر احتراماً متبادلاً من الشعوب التي يحترمها".
وعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقاءا , يوم الخميس, مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو, في العاصمة الصربية بلغراد, للمرة الاولى منذ حادثة اسقاط الطائرة الروسية, حيث اشار الوزير الروسي الى انه لم يستمع لاي جديد من نظيري التركي حول هذه الحادثة , وعلاقات بلاده مع تركيا لن تبقى مفتوحة كما كانت سابقا, فيما اعتبر اوغلو ان حل جميع المشاكل مع روسيا في اجتماع واحد “غير واقعي” لكن من المهم إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.
وتابع داود اوغلو ان "تركيا لن تقدم اعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية.. تقدم الحساب فقط أمام الشعب الذي منحها المشروعية، في انتخابات 1 تشرين الثاني الماضي".
واضاف قائلا "أدعو المسؤولين الروس لعدم اللجوء إلى استخدام حملات إعلامية تذكّر بحقبة الحرب الباردة, كما ادعوهم "لعدم الترويج لمزاعم من قبيل أن تركيا تدعم داعش،إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فلماذا لم تطرح قبل 15 يومًا من الآن؟.. أقول الرئيس الروسي وجميع المسؤولين الروس، تعالوا لنتحدث وجها لوجه".
وتصاعد التوتر السياسي بين موسكو وأنقرة على خلفية إسقاط الاخيرة طائرة روسية تقول انها اخترقت أجوائها, في يوم 24 من شهر تشرين الثاني الماضي, اذ قتلت أحد الطيارين فيما نجا الآخر بعملية مشتركة روسية سورية, بحسب وزارة الدفاع الروسية، فيما نفت موسكو وجود أي "اختراق" للأجواء التركية , قائلةً إن الطائرة كانت عائدة إلى قاعدة "حميميم" باللاذقية, واتخذت على اثرها سلسلة تدابير وعقوبات بحق انقرة .
كما تصاعدت الحرب الكلامية بين البلدين على خلفية اتهام مسؤولين روس مرارا تركيا بشراء النفط من داعش, ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوصفهم بـ"الكذابين" إذا لم يثبتوا ذلك بالدليل.
سيريانيوز