أعلنت الأمم المتحدة, يوم الثلاثاء, أنه قتل أكثر من 700 طبيب وعامل في المجال الطبي في سوريا منذ بدء الحرب قبل خمس سنوات, مشيرة إلى أنها "تجري تحقيقات أيضا حول قيام مجموعات إسلامية بتجنيد مئات الأطفال".
وانتقد رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق حول حقوق الإنسان في سوريا البرازيلي باولو بينهيرو, في خطاب ألقاه في جنيف عمليات القصف الجوية التي تستهدف المستشفيات والعيادات وتلحق أضرارا بالسكان.
وقالت منظمة الصحة العالمية, في أيار الماضي, أن حوالي 60% من المستشفيات العامة في سوريا قد توقفت عن العمل أو أصبحت تعمل جزئياً فقط, مضيفةً أن البلاغات تشير إلى وقوع 17 هجومًا على الأقل على مرافق الرعاية الصحية عبر سوريا في عام 2016.
وأضاف بينهيرو "فيما يرتفع عدد الضحايا المدنيين يتقلص عدد المنشآت الاستشفائية والعاملين في المجال الطبي ما يزيد من صعوبة الحصول على العلاج" مشيرا إلى أن "أكثر من 700 طبيب وعامل في المجال الطبي قتلوا في غارات على مستشفيات منذ بداية الحرب".
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعلنت في آذار الماضي, انه مع مرور أربع سنوات على بدء النزاع في سوريا فإن أعمال العنف ما زالت مستمرة ولا تمييز بين مدنيين ومقاتلين، ولا تحترم حصانة الطواقم الطبية, مؤكدة ان النظام الصحي في سوريا تعرض للدمار على مر السنوات الأربع من عمر النزاع حيث أصبح الحصول على الرعاية الطبية الأساسية أمراً شبه مستحيل.
وكشف بينهيرو من جهة أخرى, أن "اللجنة التي يرأسها تحقق حول عمليات تجنيد مفترضة لأطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما من جانب مجموعات جهادية في محافظة حلب", لافتاً إلى أن "ما يقلق اللجنة خصوصا هو ادعاءات تفيد بأن جبهة النصرة ومجموعات أخرى تدين بالولاء لتنظيم القاعدة جندت مئات الأطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما في إدلب".
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري, خلال كلمة له في مجلس الأمن, في وقت سابق حول وضع الأطفال في الصراعات المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات والتنظيمات المسلحة أنه "تم تأسيس كتائب إجرامية تحت مسميات مختلفة مثل أشبال الزرقاوي في غوطة دمشق وأشبال الخلافة في البوكمال شرق سوريا وهما يتبعان لـ (داعش) وأشبال ابن تيمية في ريف حلب وتتبع لـ جبهة النصرة".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن في كانون الثاني الماضي, أن تنظيم "داعش"، خرج دفعة جديدة من الأطفال المقاتلين في صفوفه (أشبال الخلافة)، بلغ عددهم 175 طفلا ، فيما وصل عدد الأطفال المنتسبين لصفوفه خلال عام 2015 إلى 1800 طفلا, تم ارسال عدد منهم إلى جبهات القنال في ريفي الرقة وحلب, كما تم إرسال عدد آخر منهم إلى مناطق سيطرته في العراق.
وأشار بينهيرو ان "اللجنة كشفت بالتالي انتهاكات كثيرة ضد مجموعات أخرى اتنية-دينية ونواصل التحقيق حول جرائم تنظيم (داعش) ضد العلويين والآشوريين والمسيحيين والشيعة والسنة الذين يرفضون عقيدته".
وتشهد عدة مناطق بسوريا تصاعدا في العمليات العسكرية لاسيما حلب وادلب والرقة, وسط مخاوف دولية من انهيار الهدنة التي وصلت إليها موسكو وواشنطن ودخلت حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي, حيث يستثني اتفاق "وقف إطلاق النار" تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة" إذ أن العمليات العسكرية ستستمر ضدهما.
سيريانيوز