انتخابات مجلس الشعب السوري ..الموالون "يسخرون" والمعارضون "غائبون"
يأتي الإعلان عن إجراء انتخابات مجلس الشعب في 13 نيسان القادم، في وقت يمر فيه الصراع السوري بمنعطفات جديدة، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن "سحب القوات الرئيسية العاملة" في سوريا، بالتزامن مع بدء محادثات جنيف3، وإعلان المبعوث الدولي الى سوريا ديمستورا عن "تفاؤله" بتحقيق تقدم في المفاوضات، وسط استمرار "صمود" هدنة وقف إطلاق النار.
وأثار صدور مرسوم إجراء تلك الانتخابات الكثير من الجدل في صفوف "المؤيدين" قبل "المعارضين" فالأغلب لا يكترث أو لا يهمه الأمر، في حين يستعد أكثر من 11 ألف مرشح تم الإعلان عن تقديمهم طلبات الترشح، لخوض المعركة الانتخابية، التي لا تبعد كثيراً عن معارك حقيقة تجري في كل محافظة وبلدة من سوريا.
بعض المرشحين يتسابقون لنيل الأصوات من "الخطوط الأولى للجبهات" ومنازل "شهداء الجيش" النظامي بينما في السابق الحملة الانتخابية كانت تجري من خلال الصور واللافتات وأسماء لم يسمع بها المواطن السوري من قبل.
إذ أن إحدى المرشحات عن منطقة اللاذقية كتبت على الفيسبوك "اليوم كان الي الشرف اني زور هالابطال بالخطوط الامامية لريف اللاذقية وتباركت بزيارتهم حماة الديار يلي صانوا عرضنا وارضنا واللي حملوا سلاحهم ليل ونهار وبكل ظروف الطبيعة والطقس الصعبة جدآ", وتساءلت المرشحة عن الطقس "كانت درجة الحرارة جدآ منخفضة كيف صابرين وصامدين على الخطوط الاولى بهالبرد".
وعلقت شبكة أخبار مؤيدة على الفيس بوك "بتمنى ننتخب وجوه جديدة معقول 11 الف مرشح مافي ناس كويسة..لازم نكسر القاعدة كرمال نوقف مع القائد ببناء سوريا الحديثة".
وفي صفحة "انتخابات مجلس الشعب السوري 2016 محافظة حمص" على الفيسبوك كتبت الصفحة "توقف قبول طلبات الترشح لعضوية مجلس الشعب ووصل عدد المرشحين عن محافظة حمص إلى 1800 مرشح".
وعلق احدهم على الخبر “ماشاء الله حمص كلها مرشحة حالها الكل رشح حالو لان مافي حدا رح ينتخب حداً"، وأضاف اخر على نفس الصفحة "عطونا عمل ايجأبي قام فيه اعضاء مجلس الشعب بحمص قلك ع الشوارع الي الزفت فيها محفر كلو وﻻ قلك ع الخبز الي مابيتاكل".
وكان رئيس "اللجنة العليا للانتخابات" هشام الشعار قال خلال مؤتمر صحفي أعلن فيه بدء السباق الانتخابي "يجب ان لا تتضمن الحملة الانتخابية للمرشحين أي إساءة لمرشح أخر أو تتعرض للأداب العامة او تمس الوحدة الوطنية".
وأضاف "استلمنا عدد المرشحين والاعتراضات من المحافظات، فكان نصيب محافظة ادلب 390 مرشح و14 رفض و9 اعتراضات"، مع العلم ان مدينة ادلب خارج سيطرة القوات النظامية منذ ما يقارب العام، بينما لم يأت على ذكر عدد مرشحي محافظة "الرقة".
وكان رئيس اللجنة قال في وقت سابق” أن الانتخابات لن تجري في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة “، أما بخصوص اللاجئين، فقال إن "الأبواب مفتوحة لعودة اللاجئين للبلاد للإدلاء بأصواتهم ويختاروا مرشحيهم"، مؤكداً أن" سوريا لن تمنع أي مواطن من ممارسة حقه الدستوري بغض النظر عن ميوله".
وتعتبر مناطق عديدة خارجة عن سيطرة الحكومة السورية منها اغلب المناطق الشرقية وبعض مناطق حلب واجزاء من ريف دمشق ودرعا.
وقال رئيس وفد النظام في مفاوضات جنيف بشار الجعفري، يوم السبت، انه تم تقديم "طلب تأجيل" للجولة المقبلة لمفاوضات جنيف, لتزامنها مع انتخابات مجلس الشعب.
وكان الرئيس بشار الأسد أصدر مرسوما بتحديد موعد انتخابات مجلس الشعب في 13 من شهر نيسان المقبل, وذلك بعد ساعة فقط من إعلان الاتفاق الروسي الامريكي على الهدنة بسوريا.
وفي غمرة تلك الأحداث، يبدو ان الحكومة السورية ماضية في اجراء تلك الانتخابات التي تصفها "بالاستحقاق الدستوري"، في وقت تمر فيه البلاد باستحقاقات ترسم معالم جغرافية وعسكرية جديدة في سوريا.
سيريانيوز
Closed for comments.