أفادت وكالة (سبوتنيك) الروسية، نقلاً عن مصادر محلية، الجمعة، أن عدداً من الخبراء الأجانب لقوا حتفهم اختناقاً جراء انفجار وقع منذ أيام في معمل يحوي براميل من مادة الكلور ومواد كيميائية أخرى في بلدة أطمة أقصى شمال إدلب.
وأضافت المصادر للوكالة، أن الانفجار أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 6 فنيين أجانب تابعين لتنظيم "جبهة النصرة" بعدما قضوا اختناقا بمادة الكلور.
وأوضحت المصادر المحلية أن تنظيم "هيئة تحرير الشام" الذي تشكل "جبهة النصرة" عموده الفقري، حاول التمويه على القضية بالقول إن المعمل الذي وقع فيه الانفجار يحوي على مواد طلاء (دهانات) وأن سبب الانفجار كان ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن سكان في بلدة أطمة التي يقع فيها المعمل أكدوا أن المعمل يقوم بإعادة تصنيع مادة الكلور التي يحوي على براميل منها، إضافة إلى مواد كيمائية أخرى.
وكشفت المصادر أن "عددا من الفنيين الأجانب الذين أتوا عام 2015 إلى البلدة يعملون في المعمل"، مشيرة إلى أن "سيارات مغلقة متوسطة الحجم تقوم بشكل أسبوعي منتظم بنقل براميل ليلا إلى المعمل وتحت حراسة مشددة من قبل مسلحي (الهيئة)، لتعاود نقل براميل مختلفة من المعمل إلى مكان مجهول، وأيضا تحت حراسة ليلية مشددة".
وتابعت المصادر أنه "لحظة الانفجار الذي ضرب العمل تصاعدت ألسنة من النيران الكثيفة غير الطبيعية، مع انتشار رائحة الكلور في محيط المعمل، حيث تبين لاحقا أن الانفجار وقع في القسم الذي يحوي براميل الكلور فقط".
وأضافت أنه "إثر الانفجار، حاول مسلحو الهيئة التأكيد نقل رواية مفبركة إلى السكان في المناطق المجاورة مفادها أن الانفجار لم يسفر عن وقوع أي قتلى".
فيما أكدت مصادر (سبوتنيك) نقلا عن مسلحين سوريين يعملون في حماية محيط المعمل، أن ستة أشخاص تابعين للهيئة ومنهم فنيين أجانب قتلوا نتيجة الاختناق بمادة الكلور، وأنه تم نقل جثثهم إلى مكان مجهول مع منع مسلحي الهيئة سكان المنطقة من الاقتراب من مكان الانفجار.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أعلنت الأربعاء الماضي، أن روسيا لا تستبعد حدوث استفزازات تزعم استخدام أسلحة كيميائية من قبل الجيش السوري في إدلب، موضحة أنه "وفقا للمعلومات المتاحة، يمكنني القول أن هناك معلومات عن وصول أعداد كبيرة من السيارات التي تقل أعضاء من ذوي الخوذات البيضاء إلى مدينة إدلب، وبالإضافة إلى ذلك من ضمنهم متخصصون بالكيمياء".
واتهم النظام مرارا المسلحين ومنظمة "الخوذ البيضاء" بإعداد سيناريوهات لاستخدام الكيميائي في خان شيخون ودوما واتهام الجيش النظامي بالمسؤولية.
ويأتي ذلك في وقت تتوارد فيه أنباء عن نيّة الجيش النظامي التحضير لعملية عسكرية في أيلول المقبل، للسيطرة على المنطقة.
وتخضع ادلب، القريبة من الحدود التركية ،تحت سيطرة فصائل معارضة، بما في ذلك المسلحين ذوي الصلة بتنظيم القاعدة الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من الأراضي
سيريانيوز