كشف مصدر مطلع لسيريانيوز ان ضباط عسكريين وأمنيين بدأوا يوم الثلاثاء نقل "صناديق اقتراع" من دمشق الى الثكنات والقطع والمؤسسات العسكرية والامنية تحضيرا لـ"انتخابات مجلس الشعب" المثيرة للجدل والمزمع اجراؤها غدا الاربعاء، وذلك بعد إنفاذ قانون اقر قبل اشهر يسمح للعسكريين المشاركة بالانتخابات التشريعية.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لاسباب تتعلق بامنه الشخصي، : "لقد تم إحضار قوائم مطبوعة باسم الجبهة (الوطنية التقدمية) معدة سلفاً لوضعها في الصناديق"، مشيرا الى ان "دروس الاعلام الصباحي" يوم الثلاثاء تركزت حول ضرورة المشاركة بالانتخابات كـ"واجب وطني"، قبل ان يؤكد ان "التهديدات كانت معلنة بان من يمتنع عن المشاركة سيواجه عقوبة السجن لمدة 20 يوم"، اضافة الى اعلان ضباط انهم "سيقومون بالتصويت عن كل الغائبين والمفيشيين بالقطعة دون هوية"، في اشارة منهم الى ان اي محاولة لعدم التصويت لن تجدي.
وبات بامكان العسكريين وقوى الامن في سوريا التصويت في انتخابات مجلس الشعب بموجب القانون رقم 8 المثير للجدل والصادر شباط الماضي، بعد ان كان القانون السابق يمنع العسكريين من الانتخابات التشريعية ويتيح لهم المشاركة فقط بالاقتراع الرئاسي.
ووفقا للمصدر فإن "ضباط أمن وعاملين بالوحدات العسكرية توجهوا إلى دمشق من أجل إحضار صناديق الاقتراع بهدف وضعها ضمن القطع والوحدات والمؤسسات"، مضيفا ان "هناك بعض المتنفذين من المرشحين المستقلين استغلوا ذلك وأغرقوا قادة وحدات عسكرية بالهدايا من أجل إضافة أسمائهم للقوائم المعدة سلفاً والتي سيتم انتخاب من فيها".
واشار المصدر الى ان " توجيهات" صدرت من العميد ماهر الاسد شقيق الرئيس بشار الاسد تقضي بانتخاب قائمتين محددتين "لتضمنهما اسماء تعد الذراع الاقتصادي للنظام"، على حد تعبير المصدر الذي اكد ان "التهديد بالسجن والعقوبات بدأ لمن قد يرفض التصويت".
وتنطلق انتخابات مجلس الشعب يوم غد الاربعاء لاختيار 250 نائباً عن 15 دائرة، الا ان الاقتراع سيجري في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام فقط، وفي ظل اتهامات من معارضين بـ"عدم شرعية" هذه الانتخابات فيما ينظر بعض الموالين اليها على انها عملية "غير نزيهة".
وتابع المصدر ان هناك قوائم مطبوعة في الفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الاسد شقيق الرئيس ، كتب عليها فقط أسماء قائمة الشام التي تضم محمد حمشو وقائمة دمشق التي تضم سامر الدباس وهي مطبوعة سلفاً مع قوائم الوحدة الوطنية ليتم انتخاب من فيها" ، على اعتبار ان حمشو ودباس ذراعين اقتصاديين للنظام وخاصة ماهر الاسد في سوريا".
وقررت بعض أطراف "المعارضة الداخلية" مقاطعة الانتخابات، متهمة العملية برمتها بـ"عدم الشرعية" و"عدم النزاهة" وقد انتقدوا كذلك توقيت الانتخابات المتزامن مع محادثات جنيف الرامية لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري بعيدا، بحسب المعارضة، عن بقاء الرئيس بشار الأسد ونظامه في السلطة.
سيريانيوز