قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو, يوم الجمعة, إن سعي النظام للسيطرة على مدينة إدلب يؤدي الى انهيار الهدنة في سوريا.
وقال جاويش اوغلو, في مؤتمر صحفي عقده بمدينة نيويورك الأمريكية بعد اجتماع مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس, إن "سعي النظام للسيطرة على إدلب, الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة, يؤدي إلى انهيار هدنة وقف إطلاق النار في البلاد, وانتشار الفوضى من جديد بها".
جاء ذلك عقب يوم من كشف وزير المصالحة الوطنية علي حيدر مصير محافظة إدلب بعد جعلها مقصداً للمقاتلين الذين خرجوا من مناطقهم بموجب اتفاقات تسوية مع الجيش النظامي، بأنها قد تكون ساحة لمعركة مفتوحة في المستقبل. موضحا أن النظام لن يسمح ببقاء إدلب في يد مقاتلي المعارضة إلى الأبد، ومشيرا الى أن الدولة كانت واضحة في سياستها عندما قالت إنها لن تتخلى عن أية بقعة من بقاع سوريا.
وخاطب جاويش اوغلو الرئيس بشار الأسد وقواته, قائلا "هل تريدون حلاً سياسيًا أم عسكريًا؟ يجب أن تقرروا ماذا تريدون".
وشدد جاويش أوغلو على "ضرورة التزام الأطراف المعنية باتفاق وقف إطلاق النار، فالحل السياسي، هو الأفضل للأزمة".
وتابع جاويش أوغلو "النظام أبدى رغبته بالحل السياسي قبل عشرة أيام، من خلال وثيقة وقع عليها، وروسيا ضمنت ذلك".
وأوضح الوزير أن "اتفاق وقف إطلاق النار لا يسمح لأي طرف تحقيق مكاسب على حساب الآخر، أو السعي للسيطرة على أراض جديدة".
وبدأ بعد منتصف ليلة الخميس- الجمعة الماضي سريان وقف إطلاق نار شامل في الأراضي السورية، بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية, الا ان الهدنة شهدت خروقات في عدة مناطق, وسط تبادل للتهم بين النظامي والمعارضة.
وتعتبر هذه ثالث هدنة هذا العام بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ستة أعوام في سوريا، وتشمل الغالبية العظمى من فصائل المعارضة كما تستثني هذه الهدنة التنظيمات التي صُنفت إرهابية مثل تنظيم "داعش" و"جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا).
وفيما يتعلق بدعم الولايات المتحدة تنظيم "ي ب ك" شمالي سوريا بالسلاح، اعتبر جاويش أوغلو أن "تقديم حليف لتركيا السلاح لهذا التنظيم الإرهابي غير مقبول بالنسبة لنا".
وتابع جاويش أوغلو قائلاً "من الصعب أن تصبح دولة تدعم الإرهاب، حليفة".
وأكد الوزير التركي أن "الإرهابيين يخرجون من معسكرات ي ب ك ويأتون إلى تركيا لتنفيذ هجمات انتحارية".
لافتا في هذا الصدد، إلى أن نحو 5 هجمات انتحارية شهدتها تركيا خلال العام الماضي، كان منفذوها قد تلقوا تدريبات في معسكرات "ي ب ك" بسوريا.
وتشارك تركيا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" لكنها تعتبر "وحدات حماية الشعب الكردية السورية" وجناحها السياسي "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"امتدادا للمسلحين الأكراد الذين يشنون تمردا على الأراضي التركية منذ ثلاثة عقود.
وتلاقي سياسة الولايات المتحدة الداعمة لـ "وحدات حماية الشعب" في قتال "داعش" في سوريا , انتقادات من تركيا التي تتهمها بتنفيذ اعتداءات داخل تركيا بالتعاون مع “حزب العمال الكردستاني".
سيريانيوز