تواصلت الحملة العسكرية التي تشنها القوات التركية ضد المقاتلين الأكراد في مناطق شمال وشرق سوريا، لليوم الثاني على التوالي، وذلك في اطار عملية "نبع السلام"، مما ادى الى سقوط ضحايا وفرار الاف المدنيين هرباَ من العملية العسكرية.
وذكرت وكالة "الأناضول"، ان المدفعية التركية عاودت قصفها أهداف تابعة للقوات الكردية في منطقة رأس العين شمال سوريا.
وبحسب الوكالة، فان "الجيش الوطني السوري" سيطر على قريتي الدادات والمشيرفة شرقي تل أبيض، وقرية كيشتو في رأس العين بعد اشتباكات مع القوات الكردية.
واضافت الوكالة ان القوات الكردية المتواجدة في شمال سوريا اطلقت قذائف على جنوبي تركيا، مما ادى الى وقوع اصابات.
فيما ذكرت شبكة "بي بي سي" نقلا عن محافظ مدينة شانلي أورفا التركية، إن مدنيين اثنين قتلا، أحدهما طفل، وأصيب ٤٦ آخرين جراء سقوط قذائف على بلدات تركية محاذية للحدود السورية.
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع التركية، في بيان، ان عملية "نبع السلام" استمرت بـ"نجاح" طيلة ليلة الاربعاء، برا وجوا، حيث اسفرت الحملة حتى الان عن "تحييد 174 ارهابياَ".
واشارت الدفاع التركية الى ان قواتها المسلحة استهدفت 181 موقعاَ للمقاتلين الاكراد، وسط تقدم في شرق الفرات، في اطار حملة "نبع السلام".
من جانبها، قالت "قسد" في بيان عبر موقعها الالكتروني، أن عناصرها أحبطوا محاولة توغل للجيش التركي في مدينة تل ابيض.
وتحدثت وسائل اعلام كردية عن قصف متواصل شنته القوات التركية على عدة مناطق في مناطق شمال وشرق سوريا، مشيرة الى مقتل 3 مدنيين واصابة العشرات بجروح جراء قصف تركي على اهالي كانوا على متن قافلة في الرقة.
وأضافت المصادر ان قوات "قسد" أسقطت طائرة استطلاع تابعة للجيش التركي، كانت تحوم فوق سماء قرية قصر ديب في الحسكة.
بدورها، ذكرت "الادارة الذاتية" الكردية أن سجن قامشلي الذي يحتجز فيه جهاديين تعرض لقصف تركي مايمهد لهروب المتطرفين.
من جهة اخرى،أفادت وكالة "سانا"، ان الجيش التركي واصل استهدافه العديد من قرى وبلدات ريفي محافظتي الحسكة والرقة ، حيث طالت عمليات القصف البنى التحتية والمرافق الحيوية كمحطات المياه والكهرباء والسدود والمنشآت النفطية والأحياء السكنية ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين ووقوع أضرار مادية كبيرة في البنى التحتية.
وتسببت الحملة العسكرية والمعارك المندلعة بين الجانب التركي والقوات الكردية في شمال شرق سوريا، بنزوح كبير للمدنيين .
وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان أصدرته، أن عشرات الآلاف من المدنيين أجبروا على النزوح هرباَ من القتال والبحث عن "ملاذ آمن".
كما أعلنت منظمة "لجنة الإنقاذ الدولية"، عن نزوح أكثر من 60 ألف شخص في شمال شرق سوريا خلال 24 ساعة فقط، من العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي.
وبدأت وزارة الدفاع التركية، يوم الاربعاء، حملتها البرية ضد القوات الكردية في شرق الفرات، بالتزامن مع قصف جوي تركي استهدف مناطق الحسكة وريف الرقة، في اطار عملية "نبع السلام"، مما ادى الى سقوط ضحايا.
وتعهدت وزارة الدفاع التركية بتوخي الدقة والحيطة لتجنب استهداف المدنيين أو عسكريي الدول الحليفة، خلال العملية التي أطلقتها تركيا شمال شرق سوريا ضد المسلحين الأكراد.
وأعلنت "الادارة الذاتية" الكردية حالة النفير العام في شمال وشرق سوريا، للتوجه الى الحدود مع تركيا لمقاومة أي تدخل تركي، فيما دعت "قسد" حلفاءها الى اقامة "منطقة حظر طيران" في شمال سوريا، لحمايتها من الهجمات التركية.
وانسحبت القوات الامريكية من شمال سوريا، في قرار شكل صدمة بالنسبة للقوات الكردية، متهمة واشنطن بـ"عدم الوفاء"، في حين اشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى ان استمرار واشنطن في دعم القوات الكردية في سوريا يعد "أمراَ مكلفاَ".
وأثارت العملية العسكرية التركية ادانات دولية وتحذيرات من تداعيات الحملة، والتي قد تتسبب بـ"كارثة انسانية" وعودة ظهور داعش من جديد، في حين تشير تركيا الى ان الهدف من حملتها "ضمان سلامة حدودها"، وضمان عودة السوريين إلى ديارهم بـ"أمان".
وجرى إطلاق الحملة التركية، التي تعتبر الثالثة لتركيا في سوريا، بعد أشهر من مفاوضات بين تركيا والولايات المتحدة حول اقامة "منطقة آمنة" شمال شرق سوريا لحل التوتر بين الجانب التركي والأكراد بشكل سلمي، الا أن الجهود باءت بالفشل بسبب خلافات حول آلية تنفيذ الاتفاق.
سيريانيوز