يصادف في مثل هذا اليوم 11 حزيران ذكرى تسلم محمد علي العابد رئاسة سوريا، ليكون أول رئيس للجمهورية السورية بين عام 1932 حتى عام 1936.
محمد علي بن أحمد عزة باشا بن هولو باشا العابد، ولد في دمشق عام 1867، ينتمي إلى عشيرة "المشارفة"، إحدى فروع قبيلة الموالي العربية التي استوطنت بادية الشام منذ الفترة العباسية.
عائلة العابد كانت تعد من عائلات دمشق الغنية والمرموقة، وكان العابد يوصف انذاك من أغنى رجال سوريا على الإطلاق .
حصل العابد على شهادة الحقوق من فرنسا، وكان يجيد اللغات التركية والفرنسية والانكليزية والفارسية، كما كان شغوفاَ بالأدب الفرنسي وبالعلوم الاقتصادية.
تنقل العابد بين عدة بلدان، وشغل عدة مناصب، حيث عين مستشارا قضائياَ في الخارجية العثمانية ثم سفيرا للدولة العثمانية بواشنطن، ، ثم عاد إلى سوريا، نهاية العشرينيات من القرن الماضي، وعين وزيرا في حكومتها لفترة وجيزة.
رشحته الكتلة الوطنية على قائمتها رئيسا للجمهورية السورية، ففاز في الانتخابات متفوقاَ على منافسه صبحي بركات، حيث استلم المنصب بين عام 1932 حتى عام 1936، وكانت أول حكومات عهد العابد هي حكومة حقي العظم، وتألفت من 4 وزراء فقط مناصفة بين الكتلة الوطنية والمعتدلين.
انتهجت الحكومات المتعاقبة خلال عهد العابد سياسة الترشيد الاقتصادي، وحافظت على الحياد والنزاهة واستطاعت بسياستها هذه تخفيض أصول الديون السورية من الدين العام العثماني.
وكان العابد اول رئيساَ للجمهورية السورية، نظراَ لان الذين حكموا سوريا قبله لم يكونوا رؤساء للجمهورية بل اعتبروا قادة ورؤساء للدولة أو ملوكاً، لعدم وجود دستور يتبنى النظام الجمهوري.
قدم العابد استقالته من المنصب الرئاسي عام 1936، بسبب التقدم في السن، ثم توجه الى فرنسا وأقام هناك إلى أن توفي فيها عام 1939.
سيريانيوز