حذرت وزارة الخارجية الروسية، يوم الأحد، من "عواقب وخيمة لتدخل عسكري محتمل في سوريا استنادا إلى أنباء مفبركة عن الكيماوي في الغوطة الشرقية".
وذكرت قناة (روسيا اليوم) أن الخارجية الروسية وصفت في بيان صادر عنها المزاعم عن هجوم كيميائي جديد في غوطة دمشق الشرقية بأنها "استفزازات سبق أن حذرت موسكو منها"، مضيفة أنها "تهدف إلى حماية الراديكاليين وتبرير ضربات محتملة على سوريا من الخارج".
وشددت الخارجية الروسية في البيان على أن "الخوذ البيضاء" و"ما يسمى بمنظمات حقوقية تتخذ من بريطانيا والولايات المتحدة مقرا لها"، استندت تقارير عن هجوم كيميائي جديد إلى شهاداتها، سبق أن ضُبطت متلبسة في التواطؤ مع الإرهابيين.
وحذر البيان من أن أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سوريا، حيث يتواجد العسكريون الروس هناك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقا، وقد يؤدي إلى "عواقب وخيمة للغاية".
وأشار إلى أن الأنباء عن استخدام السلاح الكيميائي في دوما وردت في وقت يواصل فيه الجيش السوري عملياته القتالية في الغوطة الشرقية بغية تحرير سكانها من قبضة المسلحين والإرهابيين، مضيفة أن الراديكاليين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.
وقالت مصادر معارضة على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ان 40 شخصا قتلوا جراء قصف النظام بعشرات البراميل المتفجرة لأحياء بدوما، وسط اشتباكات على جبهة مزارع البلدة من جهة مدينة حرستا, متهمة النظام باستخدام الكيميائي.
في حين ذكرت منظمة "الخوذ البيضاء" في بيان، مقتل ما لا يقل عن 48 شخصاً وظهور عوارض تشير إلى تعرض 500 آخرين إلى "غاز سام" في مدينة دوما يوم السبت، وأشارت المنظمة إلى أن العشرات ظلوا عالقين في المنطقة، وأن "فرق الإنقاذ تتوقع المزيد من القتلى في موقع الهجوم"، وذلك لعدم تمكن قوات الإنقاذ من سحب المصابين من منازلهم لعدم وجود سترات الوقاية وبسبب الرائحة الحادة في الجو.
ونفى مصدر رسمي، الأنباء التي تواردت عن استخدام الجيش النظامي للكيماوي في دوما, مشيرا الى ان الأذرع الإعلامية لتنظيم (جيش الإسلام) تستعيد فبركات استخدام السلاح الكيميائي لاتهام الجيش السوري في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدم الجيش.
وكان رئيس المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، اللواء يوري يفتوشينكو، نفى ، الأحد، استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما، قائلاً "نحن ننفي بشدة هذه الادعاءات، ونعلن استعدادنا لإرسال الخبراء الروسيين بمجالات أساليب الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي إلى دوما، لجمع الأدلة."
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناويرت، في وقت سابق من يوم الأحد، الولايات المتحدة تتابع عن كثب الوضع في مدينة دوما السورية، حيث ظهرت تقارير عن عدد كبير من ضحايا هجوم كيميائي", موضحة "هذه التقارير، إذا تأكدت، فهي مرعبة وتتطلب رداً فورياً من طرف المجتمع الدولي"، داعية "روسيا إلى وقف دعمها المشروط للسلطات السورية".
وتابعت الخارجية الروسية أن من لا يرغب في تدمير أحد آخر أوكار الإرهابيين في الأراضي السورية، ولا يسعى إلى التسوية السياسية الحقيقية للأزمة، يحاول بكل الوسائل تصعيد الأوضاع وعرقلة عملية إجلاء المدنيين من المنطقة.
وأكدت الخارجية بأن مركز المصالحة الروسي والحكومة السورية كانا ولا يزالان يبذلان كل ما بوسعهما بغية ضمان عمل الممرات الإنسانية الخاصة بخروج المدنيين من الغوطة.
وكان مصدر رسمي قال في وقت سابق من يوم الأحد، أن مقاتلي "جيش الإسلام" المعارض في مدينة دوما بالغوطة الشرقية طلبوا التفاوض من الدولة السورية.
وبدأ الجيش النظامي، الجمعة، حملته العسكرية ضد مقاتلي "جيش الاسلام" في دوما، بعد خرق التنظيم للاتفاق الخاص بإخراج المسلحين باتجاه جرابلس والإفراج عن المخطوفين, فيما استهدف "جيش الاسلام" دمشق وضاحية الاسد بالقذائف.
وبدأ تنفيذ اتفاق دوما منذ أيام، بعد مفاوضات جرت بوساطة روسية، حيث تم اجلاء دفعات من مسلحي "جيش الاسلام" مع عائلاتهم باتجاه جرابلس، الا ان الاتفاق تعثر الثلاثاء نتيجة خلافات داخلية بين مقاتلي التنظيم، قبل أن يقوموا بإطلاق القذائف على عدة مناطق بدمشق وريفها.
ويقضي الاتفاق بإخراج مقاتلي "جيش الاسلام" المعارض من دوما إلى جرابلس بريف حلب وتسوية أوضاع المتبقين وعودة كل مؤسسات الدولة بالكامل إلى مدينة دوما وتسليم جميع المختطفين المدنيين والعسكريين إضافة إلى جثامين القتلى وتسليم المسلحين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للحكومة السورية.
سيريانيوز