لم تخلو "تغريدات" و"بوستات" شبكات التواصل الاجتماعي من "الشماتة" بقتلى تفجيرات طرطوس وجبلة باعتبارها معقل "النصيرية"..
ومنهم من اعتبرها نصر مبين ، وضربة موجعة للنظام وشبيحته ..
وانا اقرأ اسماء الجرحى المسربة في احد الصفحات المحسوبة على "المؤيدين" لفت نظري ان اكثر من نصف الاسماء كتب بجانبها كلمة حلب ..
والذي نفذ التفجير ومن خطط له يعلم جيدا بان مئات الاف الوافدين من حلب وادلب وحمص وحماة يعيشيون مدن الساحل وبالاخص مدينة طرطوس واللاذقية .. وانه سيكون معظم من يقتل منهم .. وبالطبع هو غير مهتم لا بـ "سني" ولا بـ "علوي" ..
التفجيرات الارهابية في عمومها لا تحقق مكاسب "عسكرية" او "ميدانية" ، في سوريا وغيرها من الدول هذه التفجيرات رسائل سياسية بين الاطراف المتنازعة وربما لا يفك شيفرتها الا الطرف المستقبل .. وهو لن يبوح بمضمونها حتى ولو فهم الرسالة ..
الشعوب الوحيدة هي التي تكون بعيدة عن فهم ما وراء الوقائع ، وقد تنجح بعد سنوات طويلة في اكتشاف حقيقة ما يجري وقد لا تفهم ابدا ماذا حصل ولماذا حصل ..
ولكنه دائما يكون الثمن على حسابها هي ..
ونحن ان كان جزء من السوريين تعرض للقصف والموت والبراميل والصواريخ وبالتالي للقتل والتشريد والتهجير ، لا نرى بان الحل يكون بان يتعرض الجزء الاخر لذات المصير ..
والوقوف في وجه الارهاب لا يتجزأ ، لا يمكن ان يكون الواحد منا انسان هنا ووحش هناك ..
ما هو مطلوب اليوم ان نعيد المطالبة بتحييد المدنيين وابعاد ساحات المعارك عنهم ، وان كان "ارهاب" النظام لا يرتدع ولا يقبل بهذه المقولة ليس الحل بان نقبل بـ "ارهاب" مماثل من المعارضة
وان كان هذا الارهاب وافدا من وحوش "داعش" واخواتها فهو ارهاب موجه ضد كل السوريين واذكّر بان داعش عندما تدخل المناطق وتسيطر عليها وتتواجد فيها لا توفر احدا من شرورها وإجرامها، وهي لا تختلف عن طائرات السوخوي والبراميل التي تزرع الموت في مناطق اخرى ..
كلاهما ادوات لهم مهام "الاشعال" و "الاخلاء" و"التطفيش" وليس امامنا الا ان نكون في مواجهة الاثنين معا ..