كان المؤيدون في بداية الازمة يستهجنون أي نقد للأوضاع السائدة من فساد وغيره في سوريا ، ويواجهونك على الفور بعبارة " معك حق ولكن مو وقتها" ..
وذلك في دلالة بان الاولوية الان لانهاء الازمة وتاجيل باقي القضايا الى ما بعدها ، وعندما كنت تحاورهم اكثر كانوا يؤكدون بانه بعد الازمة ستتم المحاسبة وان الفساد وسوء استخدام السلطة والاستئثار بالحكم ، كل هذا لن يكون في مستقبل سوريا وان هذه الامور ستزول وان السوريين سيقومون بهذا التغير الحتمي بايديهم.
مرت خمس سنوات لم تنتهي الازمة ، وحدث بان الازمة قد توطنت وبات السوريون يعيشون واقعها ربما لاجيال واجيال قادمة ، وبرز السؤال ، الى متى تأجيل ايجاد حل "للآفات" التي ربما يتفق كل السوريين على انها سبب ما وصلنا اليه اليوم من سوء.
واذ يرى البعض ( او الكثير ) بانه في هذه المرحلة لا بديل عن بشار الاسد كرئيس لسورية ، فان هذا الاجماع لا ينسحب على كل انتخابات تجري في سوريا ( او في الجزء الذي بقي تحت سيطرة النظام).
كان هناك امل لدى هؤلاء ( المؤيدين) الذين راهنو بكل شيء على الاسد ونظامه بانه "سيصلح" ما "فسد" وانه " تعلم" الدرس ولا بد من اتخاذ خطوات واجراءات جدية وحازمة باتجاه احداث تغيرات سياسية جذرية تؤدي على تحجيم الفساد وتفعيل المراقبة من خلال فصل السلطات وتمثيل المواطنين تمثيلا صحيحا في السلطة التشريعية..
ولكنهم بعد الانتخابات الاخيرة ايقنوا ( المؤيدين ) ما ادركه ( المعارضين ) منذ فترة طويلة ، وهو انه لا امل في النفخ " في قربة مقطوعة" .. وان هذا النظام الذي شب على "السلبطة" و "التشبيح" و"السرقة" والهدم والتدمير ومصادرة وقمع حريات المواطنين سيموت على مثل هذه الممارسات .. ولا احد يعرف اذا كانت الممارسات هذه ستموت بموته ..
مع تحيات مجنون