قالت وكالة الأناضول نقلا عن مصادر دبلوماسية وسياسية تركية السبت أن أنقرة لا تسعى إلى صراع مسلح مع القوات السورية الحكومية أو فصائل محلية في إدلب، لكن تأخذ جميع المخاطر في الحسبان.
وذكرت الوكالة في تقرير تناول تفاصيل العملية التركية القادمة في إدلب وفق اتفاق أستانا، أن تحركات عناصر الجيش التركي في إدلب لن تكون على شاكلة "عملية عسكرية" بل "انتشار"، مضيفة أن خوض اشتباكات مع القوات السورية أو عناصر محلية خلال الانتشار أو في أعقابه أمر لا يدخل ضمن أهداف الانتشار التركي.
وتابعت الوكالة "بالرغم من ذلك فإن الجيش التركي أجرى استعداداته للانتشار، آخذا بالحسبان جميع المخاطر الأمنية المحتملة".
وأوضح التقرير أن الجيش التركي سيقيم عدة نقاط تفتيش ومراقبة في مدينة إدلب بهدف ضمان استمرار الهدنة في منطقة تخفيف التوتر المتفق عليها بين أنقرة وموسكو وطهران في مفاوضات أستانا.
وذكر التقرير أن فصائل محلية في إدلب ترفض انتشار عناصر "الجيش الحر" في المنطقة كجماعة مدعومة أمريكيا، مشيرا إلى بروز دور لـ "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) في المحافظة.
واشار التقرير الى أن "الهدف الآخر من عملية الانتشار المقبلة هو منع الفصائل الكردية المسيطرة على مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي من الاستيلاء على جزء من محافظة إدلب بهدف الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط".
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في وقت سابق السبت أن أنقرة وحلفاءها قد شرعوا في اتخاذ خطوات بغية تأمين محافظة إدلب، موضحا أن العملية تنفذ من قبل "الجيش الحر" بإسناد جوي روسي وبدعم بري من قبل أنقرة من داخل الحدود التركية.
وعبر نحو 500 مقاتل من "الجيش الحر" من تركيا الى ادلب وقاموا بازالة جزءا من الجدار الفاصل بين البلدين.
ومحافظة ادلب ضمن مناطق "خفض التوتر" التي تم اعتمادها عليها خلال اجتماع استانا منتصف الشهر الماضي, في اتفاق مدته 6 اشهر قابل للتمديد.
وبموجب الاتفاق, يتم نشر حوالي 500 مراقب من الدول الضامنة على حدود ادلب, لمنع انتهاك الهدنة, الا ان "جبهة النصرة" تعهدت بمواصلة القتال ضد قوات النظام.
وتتعرض عدة مناطق بريف ادلب منذ أسبوعين لعمليات قصف مكثفة , أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا, حيث اتهمت مصادر معارضة الطيران النظامي والروسي بالمسؤولية عن ذلك, في وقت تسعى تركيا تسعى لعزل "المنظمات الارهابية" في ادلب كخطوة لتنفيذ اتفاق خفض التصعيد.
ويخضع الجزء الأكبر من محافظة إدلب لسيطرة هيئة "تحرير الشام" "جبهة النصرة" سابقاً.
سيريانيوز