لا يمكن لكل من يعادي الديمقراطية إلا أن يكون عدوا للشعوب ، لأن الديمقراطية هي سيادة أي شعبٍ في وطنه ومعاداتها تعني معاداة الشعب ذاتهُ !.
*هناك نُخبَا عربية ما زالتْ مُصِرّة على أن لا ترى أي حِراك شعبي أو انتفاضة أو ثورة أو مطالِب سياسية واجتماعية عامّة لا تروقُ للحُكام ، إلّا من منظور المؤامرة !! فحتى لو خرجت البشر بمئات الآلاف ، وبالمليون وهي تهدُرُ مُطالِبة بالحرية والديمقراطية والتداول على السُلطة ، فهذه يجب أن يُحكَمْ عليها كلها من خلال منظور المؤامرة !!. فيبدو من تُعشعِش المؤامرة في مخِّهِ يعتقد أن زحمة الأفران وزحمة مواقف الباصات وزحمة السير وزحمة محطات الوقود وزحمة توزيع المعونات الاجتماعية ووو.. كلها مؤامرة ، وإلا كيف تلتقي كل تلك الجموع في مكانٍ واحدٍ ولغايةٍ وحدة !.
*بِحسبِ هذا المنطق فكل شعوب الدنيا التي اندفعت للشوارع للانتقال نحو الديمقراطية التعددية التداولية هي متآمرة ، وربما على نفسها ، من يدري !! شعوب أوروبا الشرقية تآمرت على نفسها وانتقلت نحو الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول على السلطة من خلال صناديق الاقتراع ، وكذلك كانت شعوب الاتحاد السوفييتي السابق ، وشعوب أمريكا اللاتينية وشعوب أفريقيا وآسيا ،فكلها تآمرتْ على ذاتها !.
*وربما كانت الثورة الفرنسية التي تُعتَبر مبادئها رسالة للإنسانية، هي ذاتها مؤامرة !. وكذلك الثورة الإيرانية (وهناك من يكرهون هذه الثورة ويُطلِقون عليها تهمة "مؤامرة غربية") !. أليسَ الأمر مُثيرا للسخرية ؟.
*تلك الشعوب نراها اليوم تحتفل كل عام بتفكك منظومة الحزب الواحد والاتجاه الواحد والعقل الواحد ، وتعتبرُ هذا اليوم عيدا وطنيا !. يعني هذه الشعوب تحتفل بتآمرها على أوطانها وعلى ذاتها !! يا لها من مهزلة!.
*لقد قامت بعض الشعوب العربية أيضا بالتآمر على ذاتها وانقلبت ضد حُكم الفرد والحزب الواحد والطبقة الحاكمة الواحدة ، وها هُم في تونس يحتفلون أيضا كل عام بهذا التآمر على أنفسهم ويفرحون به ويعتبرونهُ يوما خالدا في تاريخ تونس !. وذات الأمر في البُلدان الأخرى التي تآمرتْ فيها الشعوب على ذاتها وانتقلتْ نحو الديمقراطية مُتنكِّرة للجميل والعِرفان وعدم الوفاء للأنظمة الأحادية المُحتكِرة لكل شيء بالدولة، والتي كانت تحصي عليهم أنفاسهم وتَعتبِرُ من يخالفها كِلابا شاردة ، كما كان القذافي يصفُ مُعارِضيه أيام زمان !.
*كل شيء يُفسِّرونه مؤامرة ويرسمون لها عيونا وأذانا وأرجُلا ، وفي كل تحليلاتهم يحدِّثونك عن أبعادها وزواياها وعرضها وطولها وارتفاعها وشكلها ولونها ,,,, وينسون أو يتناسىون كل شيء أو أي سببٍ ذاتيٍ وموضوعيٍ آخرٍ دفع الناس للشوارع !.
*يقول محمد حسنين هيكل : ليس كل التاريخ مؤامرة ، ولكن المؤامرة موجودة بالتاريخ !.
*علينا أن نتحلى بالجرأة والموضوعية حينما يتعلق الأمر بالأوطان ، ونضعُ النقاط في مكانها الصحيح على الحروف وإلا سنعجز عن تشخيص أية حالة ونعجز عن إيجاد الوصفة الصحيحة لها !. فكل الأسباب الذاتية والموضوعية كانت متوفرة لتندفع الناس للشوارع حيثُ اندفعَتْ ، وأعتقد أنه لا يوجد من يختلف حول ذلك ، وإنما الاختلاف حول توصيف وتصنيف ذلك !! . فهناك من يصفون تلك الاندفاعات بالثورات ، وهناك من يصفونها بالفورات، وهناك من يصفونها تمرّدا وعصيانا ، وهناك من يصفونها انتفاضة ، وهناك من يصفونها حراكا شعبيا ، وهناك من يصفونها مؤامرة ، وهناك من يصفونها بالربيع وآخرين بالخريف .. الخ .. ومن حق كل واحد أن يُعبِّر عن وجهة نظره بالأمر كما يشاء !.
*ولكن مهما كانت التوصيفات فتلك الشعوب انفجرتْ بالشوارع لأن هناك عوامل ذاتية وموضوعية تحمِل في ثناياها كل المبررات للانفجار بالشوارع ونقطة على السطر !. والسؤال ليس لماذا اندفعت البشر للشوارع وإنما لماذا تأخّرت الناس في ذلك !.
*أعرفُ أن القيادة السورية اعترفت بأحقية مَطالب الجماهير السورية التي خرجت للشوارع .. ولكن هل جاءت المُعالجات سريعة وشاملة وجذرية ومُتناسبة مع حجم الأوضاع والمتغيرات التي كانت قائمة من تونس وحتى مصر ؟. سأترك الجواب لِمن يرغب بالإجابة.
*نعم هناك استهدافٌ لسورية عبر التاريخ ، وهناك أطرافٌ وجِهاتٌ تتربّصُ بها ، لاسيما أنها ما زالت بحالة حربٍ مع إسرائيل ، وقد وجدتْ في اندفاع البشر للشوارع ضالّتها لتحقيق مآربها واستغلال مطالبها والركوب عليها للقفز نحو ما تصبو إليه تلك الأطراف وليس ما يصبو إليه أبناء الشعب الذين خرجوا للشارع !! ومما ساعدهم بذلك عدم إيجاد حل سريع وجذري منذ البداية ينقلُ سورية إلى حالة ونهج سياسي جديد بعد المُتغيرات التي حصلتْ في الدول الأخرى وكان من الواضح أنها ستمتدُّ كما العدوى!.
*هناك دولٌ معروفة بأنها ليست ديمقراطية ، بل الديمقراطية بالنسبة لها بدعة غربية لا تتوافق مع قيم الإسلام (بحسبِ زعمِهِم) ولكن تقاطعتْ مصالحها مع مصالح المُطالبين بتغيير (النظام السوري مثلا) والانتقال إلى الديمقراطية والتداول !! ليس حُبّا من تلك الدول للديمقراطية ولكن نكاية بعلاقة النظام بإيران،، فدعمَت معارضيهِ !! وهذه مسألة عادية ومألوفة في العلاقات بين الدول (بل حتى بين الأفراد) والأنظمة والحكومات حينما تكون مُتجاكرة من بعضها بعضا ، فكُلٍّ منها سيسعى للكيد للآخر بأية طريقة وطقطقة براغيهِ ، كما يقولون بالعامِّية !. ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أن من خرجوا للشارع قد دفعتهم تلك الدولة أو غيرها وأنهم عملاء لها حتى لو تقاطعَت أهدافهم مع غاياتها في مكانٍ ما ، ويجب التمييز بين الأمور !.
*تركيا كانت أكبر صديق (للنظام السوري في المنطقة) إلى جانب النظام القَطَري وانقلبت أيضا ضدّهُ مع المعارضَة وكلٍّ منها لهُ أهدافهُ ويدّعي أن له مبرراته أيضا !!. والمسألة مسألة تقاطُع مصالح وليست عمالات وخيانات !. وذات الأمر فقد تقاطعتْ مصالح (النظام) مع مصالح دولٍ وأطرافٍ أخرى بالمنطقة وخارجها !. والاعتقاد أن هذه الدولة تُقدِّم لوجه الله وأما تلك لوجه الشيطان ، وهذه لها غايات استعمارية وتلك غايات إنسانية ، فهو كلام مُضحِكٌ !. لا أحدا يُقدِّم في العلاقات الدولية لوجه الله وإنما لأجل مصالحهِ وبهذا المعنى يتساوى الجميع !.
*لا يمكن النظر لتلك الشعوب التي خرجت للشوارع على امتداد العديد من الساحات العربية على أنها متآمرة ، هذه قراءة ومُقارَبة سطحية وغير موضوعية، وعلينا عدم فقدان البوصلة والتوازن والخلط بين الصراع الإقليمي والدولي على أيّة أرض عربية وبين مطالب البشر بالديمقراطية التعددية والتداول على السُلطة ، فهذه مسألة وتلك مسألة أخرى !.
*أحيانا التقاطعات المحلية والدولية والإقليمية في بلدٍ ما قد تخلِط الحابل بالنابل ولكن هذا لا يعني أنهُ لم يعُد هناك حقّا للمطالبة بالانتقال نحو الديمقراطية والتعددية والتداوُل !. فالأساس هو هنا ، ونُقطة البدء والانطلاق هي هنا !. وعلينا التفريق بين المؤامرة على بلدٍ ما وبين حق الشعب في ذاك البلد بالانتقال نحو الديمقراطية والتعددية والتداوُل !. فحتى لو كانت هناك مؤامرة فهذا لا يلغي واجب الدولة بالانتقال بشعبها نحو الديمقراطية ، فهذا المطلب لا يمكن أن يكون مؤامرة في أي مكان بالدنيا بل تعزيز للوحدة الوطنية ، وحقٌّ من حقوق أي شعب يجب أن يُعطاهُ حينما يُطالبُ به ، وحينما لا يُطالبُ به لا يُمكِن لأحدٍ إكراههُ على ذلك !. فالمسألة خاضعة لإرادة الشعوب طالما أنها هي صاحبة السيادة !.
*صحيحٌ أنه تمَّ استغلال حِراكات بعض الشعوب العربية لتصفية حسابات إقليمية ودولية فوق أراضيها ، ولكن هذه ليست ذنبُ مَن طالبَ بالانتقال نحو الديمقراطية والتعددية ، وليست خطيئته !. وأعتقدُ إن كان هناك من يتحمّلُ المسئولية عن أيّة مضاعفات حصلتْ ، فهُم من كانت بيدهم أمور الحلِّ والعقد في البداية وطريقتهم في التعامُل مع مطالب شعوبهم !. فلو بادر كلٍّ منهم من اللحظة الأولى بالدعوة إلى مؤتمر وطني شامل يضمُّ كافة القوى المُعارِضة ويضعُ دستورا جديدا للبلاد يضمن الانتقال نحو الديمقراطية والتعددية والتداوُل ،، لمَا كانت حصلتْ مُضاعفات ودماء ودمار في أي مكان !. فحينما يرفض أي نِظام حُكمٍ في العالَم أن يمنح شعبه الحق في الديمقراطية والتعددية والتداول على السُلطة لتبقى هذه مُحتكَرة على طبقة معينة ، فماذا نتوقّع أن يكون ردُّ هذا الشعب !. طبعا سيسعى لنزع ذلك بالقوة !.
*لا يُمكِنُ لأي شعبٍ أن يرى في بَلدهِ الدولة والسُلطة والمراكز والمناصب والمكاسب والامتيازات تُسنَدُ وتمنَحُ لشريحة من الناس على أساس المحسوبيات والشخصنات والقرابات والأمزجة والعلاقات الخاصة والتنفيعات، ويصمتُ إلى ما لا نهاية !. ليس في أي مكانٍ أحدا أفضل من أحد ، ولا ابن أحدٍ أفضل من ابن أحدٍ حتى يعيش أحدا ويثرى ويتنعّم هو وأبنائه على حساب الآخرين وأبنائهم !.
* ها هُم في سورية وبعد خمس سنوات من الدماء والدمار يخضعون لخريطة طريقٍ رسمتها لهم الدول الخارجية ، فألَم يكُن ممكنا أن يرسم السوريين لأنفسهم هذه الخارطة منذ البداية ويسيرون بها !. هل كان يجب أن ننتظر خمس سنوات حتى تأتي القوى الإقليمية والدولية وتضع خارطة الطريق تلك ثم نبدأ بالسعي للتفاوض حول كيفية تطبيقها !!.
*كل عمرها الدول تتآمر على بعضها ، وهذا ليس بجديدٍ في العلاقات الدولية !! وقليلٌ من الدول لا يوجدُ من يتآمر عليها !! فسورية هناك من يتآمر عليها والسعودية هناك من يتآمر عليها وإيران هناك من يتآمر عليها وروسيا هناك من يتآمر عليها والولايات المتحدة هناك من يتآمر عليها ،ومصر والسعودية وفنزويلا وباكستان والهند والصين وووووو أخبروني عن دولة ليس لها خصومٌ ويتآمرون عليها ؟. ولكن متى تفشل المؤامرات ومتى تنجح ؟. إنها تنجح بقدرِ ما يكون هناك صراعات سياسية وانقسامات لا تستطيع الدولة إيجاد حلٍّ ومخرجٍ لها ، وتنجح أكثر حينما تتحوّل الخلافات والانقسامات والصراعات السياسية إلى حروبٌ بداخلها، فحينها ستلجأ الأطراف الداخلية لتلقِّي الدعم والمساندة من الأطراف الخارجية ، وهذه بدورها ستستغل الفرصة إمّا لخلقِ أرضية لها وأتباعٍ لها على هذه الساحة أو تلك ، أو لتصفية حساباتها مع هذا الطرف أو ذاك !. وإن المؤامرات تفشل بقدر ما يكون هناك وحدة وطنية داخل أي بلدٍ !.. والوحدة الوطنية لا تكون بالإكراه ولا بالإجبار ولا بالخطابات والشعارات وإنما لها شروطها وعواملها وتعريفها ومفاهيمها وماهيتها !.
*فمفهوم الوحدة الوطنية يتألفُّ من عنصرين : الوحدة والوطنية ، والوطنية من الوطن !! واندماج هذين العنصرين يشكل هذا المفهوم !. وعلينا التمييز بين الوحدة الوطنية وبين الهوية الوطنية وبين الوطنية،، وكل هذه المُفردات !.
* تعريف الوحدة الوطنية اختلفَ عبر التاريخ ، واختلفَ حولهُ الباحثون حتى في العصر الحالي نتيجة اختلاف الثقافات والآيديولوجيات والأفكار والمعتقدات !!
* ميكيافيللي رأى أن مفهوم الوحدة الوطنية هو ارتقاء الحاكم إلى درجة القداسة والالتفاف حوله، والإذعان له !..أما عند جان جاك روسُّو فالوحدة الوطنية هي عقد اجتماعي بين الشعب والنظام السياسي القائم ، وهذه تقترن بالديمقراطية والحكومة الديمقراطية التي يستطيع الجميع من خلالها أن يجتمع !. والوحدة الوطنية عند هيجل هي طاعة القانون في إطار الحرية الممنوحة منهُ على أن يتوافق القانون مع منطق العدل الذي هو منطق التاريخ !. وقد ربطَ (فيخته) بين الوحدة الوطنية والمفهوم القومي لاعتقاده أن ثقافة الشعب الألماني ثقافة نقية أصلية والشعب الواحد يتكوّن من خلال اللغة القومية الواحدة !. أما بحسبِ مفهوم (رينان) فالوحدة الوطنية تتمثل في أمرين ، الماضي والحاضر .. وأنها قيمٌ روحية وأخلاقية قبل كل شيء وتظهرُ في الأمة التي تشترك بأمجاد الماضي ورغبات الحاضر وآمال المُستقبل .. وأنّ الآلام المشتركة تُوحِّد الأفراد أكثر مما توحدهم الأفراح المشتركة !. والوحدة الوطنية بالنسبة لكارل ماركس هي القضاء على الصراع والانقسام بين الأفراد في المجتمع من خلال القضاء التام على المُلكية الخاصّة !! لأن التفاوت الطبقي الاقتصادي في المجتمع هو السبب في الصراعات والانقسامات !.
وأما بالنسبة إلى لينين فالوحدة الوطنية هي المساواة في الحقوق بين الأمم وحق الأمم في تقرير مصيرها !. وبالنسبة إلى ستالين كان يرى الوحدة الوطنية في اشتراك الأفراد في اللغة والأرض والحياة الاقتصادية والتكوين النفسي ... وكذلك إلغاء جميع الامتيازات القومية لأفراد الدولة ومنع أي تقييد على حقوق الأقليات مهما كان أصلها أو دينها ، فهذا يحقق الوحدة الوطنية !. أما ، جان لوك ، فقد رأى أن الوحدة الوطنية هي قيام سلطة عامة يقبل بها جميع أفراد الشعب وفق إرادتهم الحُرة ، فتكون السيادة للشعب وتكون مصالح الحُكام متطابقة مع مصالح وإرادة الشعب !. وعند ، بلاك ، فالوحدة الوطنية هي انصهار كل القوميات والجماعات الثقافية واللغوية والدينية المتعددة في بوتقة واحدة !.
*وحتى لدى الباحثين العرب فقد اختلف تعريف الوحدة الوطنية بحسب ثقافة كلٍّ منهم وآيديولوجيته السياسية ، أو تأثُّرهِ بالثقافة الغربية !. فبالنسبة لأبو حامد الغزالي ، الوحدة الوطنية تتحقق من خلال حُكم (الإمام) !. ويرى محمد عمارة أن الوحدة الوطنية هي التآلف بين أبناء الأمة الواحدة من خلال الروابط القومية على أساسٍ من حقوق المواطنة التي ترفض التمييز والتفرقة بين أبناء الأمة بسبب المعتقد والدِّين!.
ويرى عبد السلام إبراهيم بغدادي أن الوحدة الوطنية هي وجود نوع من الاتفاق والوفاق على ثقافة وطنية مشتركة وإطار من التفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين النظام السياسي وأعضاء الجماعة الوطنية من جانب، وبين الجماعات الإثنية المختلفة (بعضها عن بعض) من جانب آخر،، بحيث يتحقق التفاعل والتلاحم بين جميع أعضاء الجماعة الوطنية (عموم سكان الدولة)، بغض النظر عن انتماءاتهم الإثنية المختلفة (بين أغلبية وأقليات ) أو خلفياتهم الثقافية السياسية الفرعية أو انتمائهم الإقليمية أو القبلية !.
* على العموم ، ومهما اختلَفَتْ التعاريف ، فالوحدة الوطنية هي وعي كافة أفراد الشعب بأنهم ينتمون لذات الأرض التي يعيشون عليها ووحدتهم وارتباطهم بها !! إنها كل ما من شأنهِ أن يوحِّد الشعب ويلغي الحواجز بين فئاته وطبقاتهِ ومُكوناته.!. وحتى يكون هناك وحدة وترابط يجب أن تتوفّر أيضا العوامل والبيئة السياسية ونظام الحُكم السياسي الذي يتساوى فيه الجميع على أساس المواطَنَة والعدالة وتكافؤ الفُرَص وحرية التعبير وتدول السلطة ,,,,, الخ !. فهناك عناصر عديدة سلبية تُضعِف الوحدة الوطنية ، وعناصر أخرى عديدة إيجابية تقوِّي تلك الوحدة !.
*كل العوامل الثقافية والاقتصادية والعسكرية والإدارية والسياسية والمؤسساتية والنفسية والتربوية والتعليمية والإعلامية والتاريخية ، والعدالة والمُحاسبة ونزاهة القضاء وحقوق الإنسان وتكافؤ الفُرص بالدولة وسياساتها الداخلية والخارجية ، والتفاوت الطبقي ، والتنوعات العرقية والدينية ، والتدخلات الخارجية ، والحروب النفسية وووو كل ذلك يمكنُ أن يلعب إما دورا إيجابيا أو سلبيا في مسألة الوحدة الوطنية !.
والنظام السياسي في أية دولة هو عادة المسئول الأول عن كل ذلك لأنه هو من يصنع كل القرارات والسياسات على كافة الأصعدة وفي شتّى الميادين !. وبالتالي إما أن ينجح فيُصفِّق له شعبهُ وإما أن يفشل فيُزَمِّر له !. بل كيف لِأية حكومة تفشل بأي بلدٍ ، دون تحديد، على كافة الأصعدة أن لا تعترف بفشلها وتبتعد من تلقاء نفسهِا !. أليسَ هذا هو الأمر الطبيعي من حيث المبدأ !.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews