حذر المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسن من أن الانقسام الموجود في سوريا وفي المنطقة وعلى المستوى الدولي، وغياب الثقة والإرادة، يحولان دون القيام بما يتعين علينا القيام به في سبيل "معالجة هذا الصراع بطريقة شاملة".
واضاف بيدرسن في إحاطة له عبر تقنية الفيديو قدمها إلى مجلس الأمن بأن الحلول الوسطية والانخراط الجاد، من قبل كافة الأطراف هما السبيل الوحيد لتجنب انهيار خطير آخر، مؤكدا الحاجة إلى عملية سياسية تمضي بثبات إلى الأمام- "وهو ما ليس متوفرا في الوقت الراهن".
وأعرب المبعوث الخاص لسوريا عن قلقه إزاء ما نراه في الأشهر الأخيرة من بوادر مقلقة لتصعيد عسكري على عدة محاور. فقد شهد الشهر الماضي وحده زيادة في الضربات المنسوبة إلى مجموعة واسعة من الأطراف.
وعبر بيدرسن عن القلق إزاء إمكانية أن تؤدي دائرة العنف تلك إلى مزيد من الأحداث التي يستمر المدنيون في دفع تكلفتها الباهظة، كما يمكن أن تعرض هذه الأحداث السلم والأمن الدوليين للخطر- بالنظر إلى الطبيعة العابرة للحدود للعديد من هذه الاشتباكات الأخيرة. لقد أخذت علما بالجهود الدبلوماسية المختلفة لتهدئة الوضع".
وأعرب غير بيدرسن عن أمله في أن تتحد هذه الجهود لاستعادة الهدوء في جميع أنحاء سوريا، والوصول إلى وقف إطلاق نار شامل على الصعيد الوطني، "وهو أمر سنؤكد عليه في الاجتماعات مع أعضاء مجموعة العمل المعنية بوقف إطلاق النار هنا في جنيف".
واضاف "بالطبع، سيتطلب وقف إطلاق النار أيضا جهودا موازية لمعالجة التواجد المكثف للجماعات المصنفة على أنها إرهابية، من خلال مقاربة مبنية على التعاون متسقة مع معايير القانون الدولي وتحمي المدنيين والبنية التحتية المدنية".
وذكّر المبعوث الأممي بالأسباب وراء التعليق المؤقت للدورة التاسعة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية، مشيرا إلى أن التحدي الرئيسي الذي يواجه عمل اللجنة ليس في مقر عقد اجتماعاتها، ولكن في غياب التقدم حول المضمون. وأعرب عن أمله في أن تستأنف اللجنة اجتماعاتها قريبا في جنيف.
وأضاف بيدرسن "نحن بحاجة أيضا إلى المضي قدما في عملية أوسع، تشمل العديد من الجوانب الأخرى للقرار 2254".
وتابع بيدرسن بانه يمكن لسلسلة من إجراءات بناء الثقة التي يتم اتخاذها خطوة مقابل خطوة أن تُساهم في المضي قدما لإحراز التقدم وإيجاد بيئة أكثر أمنا وهدوءا وحيادية - إذا تم ذلك بشكل دقيق ومنسق في إطار عملية ترعاها الأمم المتحدة.
سيريانيوز