السؤال الموجود اليوم على لسان كل مواطن سوري "متى سترفع اجراءات الاغلاق لنعود الى حياتنا الطبيعية"، والجواب على هذا السؤال مرتبط الى حد كبير بسير الاجراءات المماثلة المتخذة على مستوى العالم.
بعدما اتخذت الصين خطوات واسعة باتجاه اعادة الحياة الى طبيعتها، الا ان العين تبقى على دول اوربا واميركا، الدول التي سجلت اكبر عدد بالاصابات والوفيات، للاخذ بتجربتها بعين الاعتبار.
ومع ان دول اوربية مثل النمسا، التشيك والدنمارك، وحتى اسبانيا اتخذت قرارات تتعلق برفع بعض الاجراءات في اطار اعادة الحياة الى طبيعتها فان المفوضية الاوربية تسعى لان تكون هذه الاجراءات منسقة على مستوى اوربا لانهاء عمليات الاغلاق بشكل متزامن وهي عملية يتوقع ان تستغرق اشهرا في كل الاحوال.
الولايات المتحدة ورغم تسجيل عدد حالات اصابات ووفيات مرتفع لم يسجل في اي دولة اخرى (تجاوزت الوفيات 25 الف) الا ان ترامب صرح يوم الثلاثاء بانه يعد خطة لاعادة فتح البلاد ويأمل ان تكون قبل الموعد المخطط قبلا (نهاية نيسان).
النمسا ايضا قامت بخطوات سبقت جيرانها بفتح الحدائق العامة وآلاف المتاجر ذات المساحات الصغيرة، وقامت الدنمارك بفتح جزئي للمدارس يوم الثلاثاء كاول دولة اوربية تتخذ هذه الخطوة، حتى فرنسا التي مددت اجراءات الاغلاق حتى 11 ايار، اتخذت القرار وكانها تعلن موعدا نهائيا لانهاء الحجر المفروض، وكذلك فعلت المانيا التي مددت اجراءات الاغلاق حتى 3 ايار ويبدو انه التمديد الاخير.
الاستعجال في انهاء حالات الاغلاق مرده في الدرجة الاولى اقتصادي حيث سجلت جميع الدول في العالم وعلى رأسها الاوربية والولايات المتحدة الاميركية تراجعا في النمو (ناتجها الاجمالي المحلي)، بالاضافة الى رغبة هذه الدول في تجنب الكثير من الاثار السلبية الاجتماعية والصحية التي قد تفوق حتى الاثار التي يتسبب بها الوباء نفسه.
المفوضية الاوربية تحذر من الانهاء الفجائي للاجراءات، وتشدد على ضرورة استئناف العمليات التجارية على مراحل حسب القطاعات، استنادًا إلى عدة أمور، واعادة فتح المتاجر تدريجيا، وتشير الى انه يمكن أن تبدأ المدارس مرة أخرى، ولكن بفصول أصغر للسماح بمسافات بين الطلاب.
والاهم توصي المفوضية بانه يجب ترك فجوة تقارب الشهر بين أي خطوات "حيث لا يمكن قياس تأثيرها إلا بمرور وقت".
ورغم ان هذه التوصيات تأتي في شكل انتقاد للخطوات التي تتخذها بعض الدول الاوربية منفردة، الا ان اجراءات الدول الاوربية التي بادرت لتخفيف اجراءات العزل لا تبدو بعيدة هذه التوصيات كثيرا، فهي (الاجراءات) جزئية ومتدرجة والدول اعطت اسابيع اضافية لتقييم نتائجها..
في عالمنا العربي سيتكرر تطبيق اجراءات رفع الحظر كما طبقنا اجراءات الحظر تبعا "للنموذج" العالمي، واذا كان الموعد الذي يبدو وكأنه بداية النهاية لاجراءات العزل في العالم هو بداية شهر ايار، فان شهر ايار سيشهد ايضا رفع جزئي للاجراءات في البلدان العربية وفي سوريا قد يتدرج حتى انتهاء شهر رمضان المبارك الذي يصادف مروره في هذه الفترة.. لتعود الحياة الى طبيعتها رويدا رويدا مع بداية شهر حزيران القادم..
سيريانيوز