-

لم أعد أخاف الموت يا أمي ! ... بقلم : وحيد كامل

22.03.2016 | 01:00

لم أعد أخاف الموت يا أمي ! ... بقلم : وحيد كامل

 

فيما سبق من عمري كنت أشعر برهبة تجاه الموت ، و كان مجرد الحديث عنه يولد لدي شعوراً بالخوف . أما الآن فلا !


أماه! بعد ان تولاكِ الله برحمته وتركتني ورحلتِ ، اختلفت لدي الأمور كثيراً . رغم كثرة الأوفياء ، لا احد بمثل وفائك ، ما أكثر الطيبين ! لكن هيهات أن يصل أحد إلى جزء بسيط مما حملته لي من طيبة وحنان. ليس هناك صدر أوسع وأحن علي من صدرك ، كنتِ الملجأ والملاذ الآمن ، كنت الملاك الوحيد الذي أستطيع أن أغفو بين ذراعيه وأنا مطمئن.

 

اليوم ليس هناك تحت الشمس من يحل محلك ، ليس هناك من يربت على كتفي ، أو يعفو عني ، ويغفر زلاتي ويسامحني كما كنتِ.

فراقك كان صعباً ، أصعب مما كنت أتخيل ، أقسى من أي امتحان ، و أشد الشدائد. بعد الفراق صرتُ كطفلٍ حائرٍ ، خائر العزيمة ، منهك القوى ، فلم أكن أعلم أني كنتُ استمد قوتي منك، و أن الهمم تخور بعدك، و العزيمة تتلاشى ، حتى الحكمة كنت منبعها.


الآن وبعد أن أيقنت أن لا شيء يمكن أن يجمعني بك إلا الخلود ، فلم أعد أهاب الموت، وتغيرت نظرتي له . كنت أراه فناء وزوالاً ، الآن فإني أراه الحقيقة بعينها والخلود والبقاء واللقاء ، فازددت قرباً من الله ، وطاعة له ، لأني امتداد لك في هذه الدنيا الفانية أطلب من الله سبحانه أن يهديني كي أدعو لك .


لو تدرين كم أنا مشتاق لعينيكِ ، لأقبلَ وجنتيك ، كم أنا محتاج للمسة حنان من يديك، سبحان الله ، ما أرق وأعطف وأكرم يدك!! وإني لا زلت أذكر يوم كنتُ بعيداً عنك ، وفي اليوم الأخير هاتفتني طالبة حضوري، فيومها:



..



أوحى إليكِ الرحمنُ

أنْ آنَ الأوانُ

ودنا الأجلْ

فطلبتني للوداعِ

لأحظى بشرفِ

آخرِ القبلْ

أحسستُ أنَّ الأرضَ زُلزلتْ ..

وهوى العملاقُ ..

و نُسِفَ الجبلْ..

..



والذي أعطى فأجزلْ..

والذي هدى ..

وبالحق أنزل القرآنَ

وبالحقِّ نزلْ ..

ما خابَ مَنْ قَصَدَ الرحمنَ

وطلبَ منهُ اللقاءَ

وعليهِ اتكلْ.

..
 

 



https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts