الاعلان عن لقاء سوري تركي عالي المستوى.. هل هي بداية لإعادة العلاقات بين البلدين؟
بشكل مفاجئ اعلنت وكالة الانباء السورية سانا يوم الاثنين عن لقاء مباشر جمع رئيس مكتب الامن القومي علي مملوك مع رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان في موسكو.
ورغم انه لم يكشف عن حقيقة ما جرى في الاجتماع ولا عن نتائجه، ولكن الاعلان عن اللقاء بحد ذاته رسميا من قبل سوريا يشكل حدث هام بحد ذاته..
فلقد تسربت الكثير من المعلومات في السنوات الماضية ،وكذلك كان هناك العديد من المعطيات، التي تدلل على وجود تنسيق تركي سوري وحدوث لقاءات عديدة، ولكنها المرة الاولى التي يعلن من خلال "وكالة رسمية" عن لقاء بين مسؤولين بهذا المستوى الرفيع..
ما يهم ان نعرفه حول الموضوع، بان النظام عادة ما يكشف مثل هذه اللقاءات عندما يفشل في الوصول لاتفاق مع الطرف الاخر، فيحاول استثمار الحدث اعلاميا سواء في تحقيق مكاسب في هذا المجال او من منطلق إحراج الطرف الاخر.
وفي كل الاحوال فان الاعلان بحد ذاته يجب ان يشكل مفاجأة للسوريين بوجود تنسيق بهذا المستوى الرفيع في لقاء لا نعلم فيما اذا كان الاول من نوعه، فلقاء مباشر بين رأسي الهرم الامني في البلدين يعتبر اعترافا ضمنيا من تركيا بالمؤسسة الامنية السورية (على الاقل) ويكشف ان هناك تنسيقا كبيرا بين الطرفين ربما شمل كل الملفات وكان حول كل الاحداث التي شهدتها سوريا في السنوات الماضية.
وهذا الاعتراف يمكن ان نبني عليه استنتاجات حول ماهية التغيير الذي تريده تركيا (وروسيا) في سوريا، ما الذي يسعى البلدان للحفاظ عليه بالتحديد وما ذاك الذي يعملان على تغييره؟
عادت المظاهرات الى لبنان.. فما الذي سيعود على سوريا منها؟
استعادت المظاهرات في لبنان في اليومين الاخيرين زخمها، بعد قرابة الشهر على تكليف "حسان دياب" بتشكيل حكومته في ظروف سياسية واقتصادية مضطربة تشهدها البلاد.
ويبدو ان عطلة اعياد رأس السنة وهدنة "تشكيل الحكومة" وفترة تجاوز تبعات اغتيال القائد البارز في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني قد انتهت، وان عجلة الاحتجاجات الشعبية في لبنان عادت للدوران.
ما يهم.. بان الفشل السياسي الذي يعانية لبنان وما تبعه من تأثره بأزمة مالية اقتصادية وحتى معيشية، يعكس ارادة دولية لتسيير الامور في اتجاه التصعيد واللاستقرار على المدى المنظور على الاقل (والبعيد غالبا).
فالاستعصاء السياسي هناك له وجه دولي بارز، وهذا ما يجب علينا قراءته بدقة، لان لبنان بدون القرار الدولي غير قادر على تجاوز ازمته السياسية والاقتصادية، والموقف الدولي من لبنان لا يوحي بانه يوجد ارادة حقيقية لمساعدته في تجاوز محنته.
هذا الوضع غير المستقر والمرشح للتصاعد سيكون له تأثير سلبي على الواقع السوري خاصة في جانبه الاقتصادي والمعيشي، ليس من خلال حرمان كثير من ابناء الطبقة المتوسطة من مدخراتهم الموجودة في البنوك اللبنانية وحسب وانما فقدان عشرات الاف السوريين لوظائفهم في لبنان.
وايضا تأثير زيادة مخاوف تصاعد الاحداث في البلد المجاور، بتضييق الخناق على سوريا، حيث يشكل لبنان حاليا منفذها الوحيد الى العالم الخارجي، وثغرة في جسم الحصار الامني العسكري الاقتصادي الخانق المطبق عليها.
لا شك بان سوريا تتأثر كثيرا بالأحداث في محيطها الاقليمي، ولكن يبقى فقدان لبنان لاستقراره في الظروف التي نعيشها هو اخطر التحديات التي نواجهها في الوقت الراهن.
سيريانيوز