أجمع مرشحا الرئاسة الأمريكية، الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب على ضرورة فرض حظر جوي في بعض المناطق السورية، بينما وصفت كلينتون، فكرة إرسال قوات برية الى سوريا بأنه استراتيجية "غير عقلانية"، في حين انتقد منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب دعم المعارضين من دون معرفتهم بشكل صحيح،
ونقلت وسائل إعلام عن المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي في أثناء مناظرة متلفزة ثانية مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب، بدأت ليلة الأحد في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري، قولها أن إرسال قوات أمريكية إلى سوريا سيعد استيلاء على الأراضي في سوريا كقوة احتلال وسيكون "استراتيجية غير عقلانية".
وأكدت كلينتون تعويلها على "إرسال الخبراء والمستشارين العسكريين إلى سوريا"، موضحة أن "هذه الاستراتيجية قد أظهرت فعاليتها في العراق".
ووصفت كلينتون الأوضاع في سوريا بأنها "كارثية"، مشددة مجددا على سعيها إلى إقامة مناطق حظر جوي آمنة في هذه البلاد، وذلك دون أن توضح الأساليب التي ستلجأ إليها لتطبيق هذا المشروع .
واعتبرت المرشحة الديمقراطية أن "تواجد القوات الروسية في سوريا لا يهدف إلى محاربة تنظيم "داعش"، بل إلى دعم الرئيس بشار الأسد حصرا"، متهمة موسكو بـ "التصعيد من حدة التوتر في هذه البلاد".
وبدأت روسيا عملية عسكرية في سوريا منذ نهاية ايلول 2015، متخذة من قاعدة "حميميم" الجوية في ريف اللاذقية مقراً لقواتها، حيث أكدت مرارا انها تهدف لمحاربة "تنظيمات إرهابية"، عبر تقديم دعماً جوياً لقوات النظامي في معاركه.
ودعت كلينتون إلى إجراء تحقيق في "جرائم حرب" ترتكبها، ، موسكو والنظام في سوريا، متهمة سلاح الجو الروسي بـ "التدمير الممنهج لمدينة حلب بغية قتل آخر المعارضين الذين يواجهون نظام الأسد"، كما قالت.
وأكدت المرشحة الديمقراطية ضرورة أن تمتلك واشنطن أدوات ضغط على روسيا لإجبارها على الجلوس حول طاولة المفاوضات بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، قائلة "كنت أواجه روسيا وبوتين، وسوف أواصل فعل ذلك كرئيسة للدولة".
وتواجه روسيا انتقادات واتهامات حول قيامها باستهداف حلب, وسط مطالبات دولية لها بممارسة "ضغوطات" على النظام السوري من اجل وقف اعمال القتال والعنف .
وبدوره، أعرب منافس هيلاري كلينتون، المرشح الجمهوري دونالد ترامب، عن عدم تأييده موقف المرشح عن حزبه لمنصب نائب الرئيس مايك بينس، الذي لم يستبعد، في تصريح سابق له، إمكانية شن ضربات على الأهداف التابعة للنظام في سوريا.
وأكد ترامب بهذا الصدد : "لم نبحث ذلك، ولا أوافق".
ويقول الجمهوريون إن سياسة أوباما الخارجية "شديدة السلبية" ويدعون لاتخاذ إجراءات قوية ضد المتشددين", وينتقدون القيود التي وضعها على استخدام قوات برية في محاربة التنظيم، كما وجهت انتقادات للرئيس اوباما بأنه ماطل ولم يوجه إشارة قوية في مواجهة القمع الشديد الذي مارسه الرئيس السوري بشار الأسد.
ووجه المرشح الجمهوري ترامب انتقادات شديدة إلى منافسته كلينتون، قائلا إنها تتحدث عن "المعارضين" دون معرفتهم، وقال " هي (كلينتون) تشيد بالمعارضين، ولكنها لا تعرف من هم هؤلاء المعارضين.. ففي كل مرة ندعم فيها المعارضين، سواء كان ذلك في العراق أو غيره، فإننا نسلح هؤلاء الناس.. وفي نهاية المطاف يصبحون أسوأ الناس".
وتقدم واشنطن دعماً عسكرياً لفصائل معارضة في سوريا، في مواجهة النظام، في حين توجه عدة أطياف معارضة اتهامات لواشنطن بالتقصير في تقديم الدعم وعدم الاستجابة لمطالبهم في جميع المواقف.
وفيما يخص مدينة حلب، أكد ترامب أن هذه المدينة باتت على وشك الانهيار، متفقا مع منافسته الديمقراطية على ضرورة إقامة مناطق حظر جوي.
وكان كيري دعا, مؤخرا, الى منع تحليق جميع طائرات الجيش النظامي والطيران الروسي في سوريا, وذلك من اجل انقاذ اتفاق "وقف اطلاق النار" في البلاد, الامر الذي رفضه الرئيس الايراني, معتبرا ان الاقتراح في حال طبق سيساعد "داعش" و"النصرة", في حين أعلنت موسكو أنها لن تتعامل بجدية مع ذلك الطلب.
وأكد ترامب ضرورة أن توحد واشنطن وموسكو جهودهما في مكافحة تنظيم "داعش"، معربا عن آمله في إقامة علاقات طيبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتحقيق هذا الهدف.
ونفى ترامب صلته بموسكو، مضيفا أن الاتهامات التي توجهها كلينتون إلى روسيا تهدف إلى إلقاء الظلال عليه بهدف الإضرار بشعبيته.
وقال المرشح الجمهوري "لا أتعاطف مع الرئيس الأسد، ولكنه يحارب تنظيم "داعش"، كما تحاربه روسيا وإيران".
يشار إلى أن هذه المناظرة الثانية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، حيث كانت المناظرة الأولى بينهما في 27 أيلول الماضي، كما من المقرر إجراء مناظرة ثالثة في 19 من الشهر الحالي.
سيريانيوز