في مثل هذا اليوم 22 أيلول من عام 2013، توفي الضابط السوري عبد الحميد السراج، الذي تولى منصب نائب رئيس الجمهورية في دولة الوحدة السورية – المصرية، المعروف بقسوته وجبروته واستخدامه السلطة في كم الأفواه وقمع الحريات إبان الوحدة مع مصر.
ولد السراج في محافظة حماه، عام 1925، التحق بالكلية الحربية، وكان من أوائل الضباط المتخرجين بعد استقلال سوريا عن فرنسا، شارك في حرب 1948، وتطوع في "جيش الإنقاذ".
ومرت سوريا بانقلابات عسكرية عديدة، أولها كان انقلاب حسني الزعيم عام 1949، تلاه انقلاب سامي عام 1949، وبعده انقلاب أديب الشيشكلي ، لكنها بقيت محافظة على مسارها الديمقراطي ، حتى جاء عبد الحميد السراج وغير مسار سوريا السليم.
لمع نجم عبد الحميد السراج عام 1955، حيث أوكلت إليه مهمة إدارة الاستخبارات العسكرية، ومن خلال هذا المنصب لعب دور كبير في منع المؤامرات ضد النظام، ولم ينضم السراج إلى أي حزب سياسي، ولكن تعاون مع السلطة.
واعتبر السراج من ابرز مناصري الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، فمنذ قيام الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958، عين عبدالناصر، السراج وزيرا للداخلية، ثم نائبا له في سوريا، وفي هذه المرحلة وصل السراج لذروة قوته وأبدع في صناعة الخوف والترهيب، وبدأت معالم الدولة المدنية بالاضمحلال شيئا فشيئا.
وبسط عبد الحميد السراج الحاكم الفعلي للإقليم الشمالي إبان الوحدة مع مصر(1958-1961)؛ نفوذه على كل مراكز القوة والقرارات في الإقليم، ما أدى إلى غضب الساخطين على الوحدة وانتشار الاحتقان الشعبي في كل مكان.
تميزت السياسة التي اتبعها السراج بالقسوة والبطش، فشن الحملات وصادر الحريات ولاحق المعارضين من كافة الأحزاب؛ واتهمهم بـ"العمالة والتآمر على الوحدة"، هذه الامور أدت الى تململ السوريين من الوحدة ككل، ومن هنا جاء لقب "السلطان الأحمر" تشبيهاً له بالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي عرف بقسوته ودمويته في مذابح الأرمن.
لقد كان الانفصال عام 1961 هو نهاية الدور الأمني والسياسي لعبد الحميد السراج ، فتم اعتقاله ووضعه في سجن المزة بدمشق، إلا أن عبد الناصر دبر عملية استخباراتية لتهريبه من السجن، حيث تم ترحيله الى القاهرة عبر بيروت.
ورحل عبدالحميد السراج عن عمر يناهز الـ88 عاماَ ، حيث مات في منفاه في القاهرة الذي استمر حوالي خمسين عاما بعيدا عن وطنه الأم سوريا.
سيريانيوز