قال القائد العام لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مظلوم كوباني ان الحكومة المركزية في دمشق مازالت بعيدة عن قبول الوضع الراهن شمال وشرق سورية، فيما اشار الى ان تركيا هي العائق الاساسي امام أي حل للازمة السورية.
وقال كوباني في حديث لصحيفة البيان الاماراتية نشر في عددها السبت ان "مسألة الوصول إلى تسوية شاملة تُنهي الأزمة السورية هي مسألة تخص السوريين قبل كل شيء، ونحن نؤمن بمبدأ الحوار السوري - السوري كركيزة أساسية في سوريا لحل كل القضايا الموجودة، بما فيها مسألة شمال وشرق سوريا".
واضاف كوباني أن "الحكومة المركزية في دمشق ما زالت بعيدة عن قبول الوضع الراهن في شمال وشرق سوريا ومقترحاتنا لإيجاد حل شامل والمتمثلة في قبول الإدارة الذاتية الموجودة وخصوصية قوات سوريا الديمقراطية"، لافتاً إلى أن "ما يقال عن دور أمريكي معيق للحوار بين قسد ودمشق ذات دور ثانوي، وأن الخيارات السياسية لمكونات شمال وشرق سوريا لا تخضع لإرادة القوى الخارجية".
وكانت سلسلة لقاءات بين الأكراد والنظام السوري جرت قبل ايلول الماضي تمثلت في زيارات متكررة لممثلين عن النظام إلى قادة "الوحدات الكردية" في القامشلي والحسكة تبعها اجتماعين بين ممثل قوات سوريا الديمقراطية ومسؤولين سوريين في دمشق لبحث ترتيبات تتعلق بـ"مستقبل المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية" الا ان تلك المحادثات قد توقفت.
وتابع كوباني أن "تركيا تشكل العائق الأساسي أمام أي حل في سوريا، عبر احتلالها أراضٍ سورية، ودعمها للمجموعات الإرهابية"، لافتا الى أن "تركيا أسست أرضية للتدخل التخريبي في سوريا منذ مرحلة الانفتاح في العلاقات السورية التركية، في العقد الأول من القرن الحالي".
وكان المسؤول الكردي بدران جيا كرد قال في وقت سابق ان المحادثات بين الحكومة السورية والأكراد متعثرة حاليا محملا روسية مسؤولية تعثر هذه المحادثات بسبب مصالحها مع تركيا.
واردف كوباني ان "الحكومة التركية تسعى من خلال قنوات عديدة نعرفها جيداً للتنسيق مع الحكومة المركزية في دمشق، وتتطلع لتطبيع العلاقات مع دمشق على حساب الشعب السوري بكل مكوناته في شمال وشرق سوريا، وتصرّح عن ذلك علناً بضرورة إعادة تفعيل اتفاقية أضنة الأمنية والتي تسمح بموجبها دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية متى أرادت".
واضاف "لكننا نقول بأن تطبيع العلاقات على أساس محاربة المكون الكردي في سوريا بموجب اتفاقية أضنة لم تفد النظام بأي شيء، بل كانت أحد الأسباب الأساسية للأزمة السورية المُعاشة حالياً، وسوف لن تفيد النظام بأي شيء مستقبلاً سوى بشرعنة الاحتلال التركي للأراضي السورية وتقوية المجموعات الإرهابية العاملة على الأراضي السورية".
وعن المنطقة الامنة التي طرحها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في شمال سورية، قال كوباني اننا "صرحنا سابقاً بأننا نقبل فكرة المنطقة الآمنة التي تخدم الأمن والاستقرار في منطقة شرق الفرات بحماية دولية، والمباحثات للوصول إلى صيغة مقبولة من قبل كل الأطراف مستمرة إلى الآن".
تابعونا عبر حساباتنا على شبكات التواصل : تيليغرام ، فيسبوك ، تويتر.
وتمت في الآونة الأخيرة بحث فكرة انشاء "منطقة امنة" شمال سوريا وخاصة بعد اتصال بين الرئيسين ترامب والتركي رجب طيب اردوغان فيما اعلنت السلطات السورية رفضها هذا الامر.
واضاف كوباني "نحن نصر على أن تتجنب المنطقة الآمنة تدخلاً تركياً إلى الأراضي السورية، وألا تعطي الشرعية للوجود التركي، مقابل أخذ المطلب التركي فيما يتعلق بأمن حدودها بعين الاعتبار.. وبالطبع لا يمكن الوصول إلى تفاهم دائم مع تركيا من دون حل مسألة عفرين".
وتسيطر تركيا وفصائل معارضة سورية مدعومة من قبلها على عفرين وذلك بعد قيامها بعملية عسكرية اطلق عليها "غصن الزيتون".
سيريانيوز