وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, يوم الأربعاء, "جيش الإسلام" وحركة "أحرار الشام" بأنهما منظمتين "إرهابيتين" , وأنه لا يصح الجلوس معهما على طاولة المفاوضات السورية
وأوضح لافروف, في حديث متلفز بثته قناة "زفيزدا" الروسية, أن "قرار مجلس الأمن قضى أنه لا مكان للإرهابيين وراء طاولة المفاوضات السورية، فيما نحن نتساءل حول بعض المشاركين في الجولة الأخيرة من الاجتماعات نظرا لأنهم يمثلون جماعتين نعتبرهما إرهابيتين هما "جيش الإسلام"، الذي يستهدف دمشق بقذائف الهاون، واستهدف مبنى سفارتنا في دمشق، وثانيهما "أحرار الشام" الذي تفرع بشكل مباشر عن تنظيم "القاعدة".
وكلف المشاركون في اجتماع فيينا الثاني في منتصف شهر تشرين الثاني الماضي الأردن بوضع قائمة "للتنظيمات الإرهابية" في سوريا، وذلك على أساس معلومات قدمتها عدة دول منها روسيا والولايات المتحدة والسعودية, حيث انتهت المملكة الأردنية مؤخرا من إعداد قائمة أولية "للجماعات الإرهابية" التي سيتم استبعادها من العملية السياسية في سوريا , وسلمت روسيا قائمة تضم حوالي 160 تنظيما مشتبها "بالتورط في الأنشطة الإرهابية" في سوريا، من بينها "جبهة النصرة" و "أحرار الشام".
وأضاف لافروف أن "حل الأزمة السورية منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الأخير" مبينا ان "بعض المحادثين الغربيين، يؤكدون أنهم لن يدعموا التسوية في سوريا إلا بعد ضمان انعدام أي دور في العملية السياسية، وأي وجود في أجهزة الدولة المقبلة للرئيس السوري بشار الأسد نظرا "لانعدام شرعيته", مشددا على أن هدف موسكو الأول انطلاق العملية السياسية حول سوريا الشهر المقبل"
وتجري التحضيرات لعقد محادثات سلام سورية, حيث أعلنت الأمم المتحدة إجراء المفاوضات المقررة في جنيف أواخر كانون الثاني المقبل, وتحديدا في 25 منه, وذلك بناءا على القرار الذي أصدره مجلس الأمن منذ أيام صدق فيه على خريطة طريق لعملية سلام في سوريا والذي ينص في احد بنوده على بدء مفاوضات في سوريا في كانون الثاني المقبل, وإجراء انتخابات تحت مظلة أممية.
وحول احتمال تبدل الموقف الأمريكي حيال سوريا بعد الانتخابات الأمريكية المقبلة، أكد لافروف أن التسوية السورية ليست "رهينة للانتخابات الأمريكية", ولا يمكن التكهن بمسار السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالأزمة السورية".
ويعتبر مصير الأسد من القضايا الخلافية في مجمل اللقاءات والاجتماعات بخصوص حل الأزمة السورية, حيث تطالب أميركا ودول غربية ببدء عملية سياسية تنتهي برحيله, فيما تعتبر روسيا أن وضع شروط مسبقة للبدء بعملية انتقالية أمر خاطئ, مؤكدة على أنه "رئيس منتخب شرعياً" وبإمكانه المشاركة بعملية سياسية مقبلة وخوض انتخاباتها, وموضوع مصير الأسد أمر يقرره الشعب السوري.
وعن السلاح الكيماوي السوري, اعتبر لافروف أن "نزع الأسلحة الكيميائية السورية كان الحدث الأعقد والأهم، خاصة وأنه تزامن مع مطالبتنا الحثيثة بالتسوية السلمية للأزمة السورية".
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ذكرت في تقرير نشرته في آذار الماضي، الماضي أنها تمكنت من تدمير 12 معملا لتصنيع الأسلحة الكيماوية وثلاثة أنفاق من أصل خمسة تؤدي إلى خمس منشآت كيماوية تحت الأرض وثلاثة مستودعات إضافة إلى تدمير نسبة 98 في المئة من المنتجات الكيماوية السامة مشيرة في الوقت ذاته إلى صعوبة الوصول إلى عدد من المنشآت بسبب الأوضاع الأمنية بالقرب منها.
وأشار لافروف إلى أن " الأسد كان شرعيا بالمطلق بالنسبة لبعض المحادثين الغربيين عندما كان الأمر يتطلب إخراج الأسلحة الكيميائية من سوريا وإتلافها، كما صدرت قرارات الترحيب بذلك عن مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، وبقرار الحكومة السورية الانضمام إلى اتفاقية حظر هذه الأسلحة، دو بروز أي تحفظات على شرعية الشريك السوري".
ووافقت الحكومة السورية في 2013 على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية, وتم تكليف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بمهمة الإشراف على تدمير الأسلحة الكيماوية, بموجب اتفاق روسي أميركي وقرار من مجلس الأمن ينص على القضاء على هذه الأسلحة، وذلك بعد اتهامها بالمسؤولية عن المجزرة التي وقعت في شهر آب عام 2013 بريف دمشق، وأدت إلى مقتل المئات بهجوم كيماوي.
واتهمت أطراف معارضة ودول عدة السلطات باستخدام أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة، الأمر الذي نفته السلطات مرارا، متهمة "إرهابيين" بالمسؤولية عنها، كما اتهمت فصائل المعارضة تنظيم "داعش" باستخدام غاز الخردل في مدينة مارع ما أدى لعدة إصابات ومقتل طفل، فيما قرر مجلس الأمن إطلاق تحقيق جديد لكشف المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في 7 من آب الماضي, وانتهت عملية تشكيل آلية التحقيق المشتركة نهاية شهر تشرين الثاني الماضي, ولم يبق سوى حل بعض المشكلات الإدارية مع الجانب السوري كي تستطيع الآلية البدء في عملها، وفق وسائل إعلام.
وعن خطر الإرهاب, اعتبر لافروف أن هذا الخطر لا يقل عن تهديد الأسلحة الكيميائية، خاصة أن الإرهاب أصبح خطرا عالميا، ولا يقتصر تهديده على سوريا وحدها", لافتا إلى أن "الولايات المتحدة أصبحت تدرك أن الإرهاب في الشرق الأوسط اخطر بكثير من الأسد ".
وأبدت مؤخرا دول عدة، استعدادها للمشاركة في عمليات لضرب تنظيم "داعش" ومكافحة "الإرهاب" في سوريا، خاصة بعد هجمات باريس التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى وتبناها التنظيم , حيث دعا وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى تشكيل قوات عربية-سورية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) براً، بالتزامن مع اتفاق روسي فرنسي على التنسيق العسكري والاستخباراتي لمكافحة داعش.
كما أعلنت السعودية في بيان منذ أيام تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب مقره الرياض, ويضم التحالف إلى جانب السعودية كل من تركيا, الأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا ، فلسطين، جزر القمر، قطر، كوت دي فوار، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن.
سيريانيوز