أعلنت الجامعة السورية الافتراضية, يوم الاثنين, إغلاق جميع مراكزها في السعودية, مرجعة ذلك إلى "الفوضى السائدة في قاعات الامتحان وغياب الرقابة الفعالة فيها", ما أدى إلى اعتراض طلاب مقيمين في السعودية على القرار واصفين اياه بـ"المجحف"
وقالت الجامعة الحكومية التابعة لوزارة التعليم العالي في إعلان على موقعها الالكتروني إن القرار جاء نتيجة لتفاقم الفوضى "في الآونة الأخيرة بما بات يؤثر على مصداقية الشهادة التي يحصل عليها طلاب هذه المراكز"
وأوضحت أنها ستفتح مركزا " في البحـرين حيث ستباشر الجامعـة امتحانـات الطلاب المسـجلين في المملكة العربية السعودية في فصل خريف 2015 في هذا المركز لجميع برامجها (امتحانات أيار 2016 وجميع الامتحانات التي تليها)", مشيرة إلى أنها ستؤمن بالتعاون مع الجهة المسؤولة عن مركز البحرين "تأشيرات زيارة للبحرين لجميع طلاب الجامعة الافتراضية المتواجدين في السعودية أثناء الفترات الامتحانية وذلك لإعطائهم فرصة تقديم امتحاناتهم فيه".
وأعطت الجامعة الطلاب الموجودين في السعودية مهلة أسبوع واحد من تاريخ الإعلان، من أجل "تقديـــم طلبات نقل مركزهـــم الامتحاني من السعودية إلى البحرين(أو إلى أي مركز آخر يرونه مناسباً) لمن يرغب بتقديم الامتحانات هناك".
وأفتتحت الجامعة الافتراضية مراكز عدة في دول تتواجد فيها جاليات سورية كبيرة تأتي في مقدمتها السعودية بـ 10 مراكز للذكور والاناث تتوزع على 5 مناطق رئيسية في المملكة وهي : الرياض وجدة والمدينة المنورة والقصيم والخبر.
ويأتي الاعلان بعد دعوة الجامعة لطلاب الهندسة المعلوماتية المقبلين على التخرج في مراكز السعودية إلى " تغيير مراكزهم الامتحانية الى أي مركز آخر في سوريا او خارج سوريا ضمن المراكز المعتمدة عدا مراكز السعودية" وذلك ليتسنى لهم تقديم امتحان الهندسة المعلوماتية الموحد لدورة نيسان 2016 في 30 نيسان الجاري, وهو الامتحان الأخير قبل التخرج.
وبحسب الاعلان فإنه على الطلاب الراغبين بتغيير مركزهم "تسـديد الـرسـوم الامتحانية المستحقة عن الامتحانات إلى مركز البحرين مباشرةً" على أن يتم إعلام الطلاب بقيمة هذه الرسوم في الأيام المقبلة.
وبدأ في شهر شباط الماضي دوام طلاب الجامعة في برامج الاعلام والحقوق والتربية لفصل خريف 2015 (F15), على أن يبدأ دوام طلاب بقية البرامج لنفس الفصل في وقت قريب, فيما يقدم طلاب الاعلام والحقوق والتربية امتحاناتهم في مراكز الجامعة في داخل وخارج سوريا في أواخر شهر أيار المقبل.
من جهة اخرى أثار الاعلان موجة انتقادات لاذعة للجامعة من قبل طلاب السعودية, إذ يقول طلاب مقيمين في المملكة إنه من الصعب السفر إلى البحرين أو أي دولة أخرى لتقديم الامتحانات بشكل دوري وذلك لصعوبات عدة منها وجود فواصل بين الامتحانات تقتضي اقامة طويلة خارج اللمملكة تمتد لأكثر من شهر.
وبحسب طلاب تم سؤالهم عن اثار القرار فانه "سيتعذر" على الكثير من الطلاب العاملين في السعودية السفر الى البحرين لارتفاع تكاليف الطيران والفنادق والصعوبات الادارية المرتبطة بالخروج والعودة وصلاحية الجوازات.
وبحسب الاراء المستطلعة فان طلابا دخلوا السعودية "بتأشيرات زيارة" رأوا أن القرار "تعجيزي"، وذلك لأن خروج الزائر من السعودية إلى أي دولة أخرى يعني الغاء اقامته في المملكة تلقائيا, إذ تقيم أعداد كبيرة من السوريين في السعودية بموجب تأشيرة زيارة يسمح بتمديدها بشكل متواصل للسوريين شرط عدم مغادرتهم للمملكة, وذلك بسبب الظروف الأمنية في سوريا, فيما لم يقدم إعلان الجامعة حلا لمشكلتهم.
وتتيح مراكز الجامعة الافتراضية خارج سوريا للطلاب المغتربين من فئات عمرية مختلفة تقديم امتحاناتهم في مناطق اقامتهم, ما يشكل فرصة للطلاب المغتربين بمواصلة تعليمهم بجامعة سورية حكومية معترف عليها من وزارة التعليم بما لا يتعارض مع ظروف العمل والاقامة.
وتعد مراكز الجامعة الامتحانية في السعودية من أقدم المراكز كما هو الحال بالنسبة لمركز الامارات, فيما افتتحت الجامعة بعد الأزمة مراكز في كل من الأردن ولبنان والكويت ومصر وتركيا.
وتستوفي الجامعة رسوم التسجيل على المواد لطلاب الخارج باليورو, إذ يسدد طالب الاعلام في السعودية مثلا 98 يورو لكل مادة بالاضافة إلى 20 يورو رسم امتحاني و100 يورو رسم تسجيل يسدد في بداية كل عام دراسي, على أن تدفع المبالغ من قبل أحد معارف الطالب في البنك التجاري السوري بواسطة وصل مطبوع.
ويعتمد نظام الجامعة على التعليم عن بعد عن طريق الانترنت, إذ يمكن للطلاب حضور المحاضرات المباشرة من منازلهم من خلال برامج خاصة تعرض محتوى المادة التعليمية على شاشة الحاسوب وتسمح بالتواصل المباشر مع المدرسين , بالاضافة إلى امكانية اعادة عرض المحاضرات المسجلة, فيما يتقدم الطلاب إلى امتحاناتهم في مراكز معتمدة من قبل الجامعة داخل وخارج سوريا ومزودة بحواسيب متصلة بشبكة الانترنت.
وتحتل الجامعة الافتراضية السورية المركز الثالث على مستوى الجامعات والمعاهد في سوريا بعد جامعتي دمشق وتشرين, فيما تحتل المركز 8799 عالميا بحسب موقع webometrics العالمي المختص بترتيب الجامعات.
وأفتتحت الجامعة عام 2002 بموجب مرسوم أصدره الرئيس بشار الأسد, وكانت سباقة حينها إلى اعتماد التعليم الافتراضي على مستوى الشرق الأوسط في .
سيريانيوز