الأخبار المحلية
اذا كان الفقر يجتاح سوريا.. من هم الالاف الذين يملأون المطاعم؟!
دائما يواجه اي عرض لواقع تدهور الوضع المعيشي في سوريا الذي يرمي كل يوم شرائح واسعة في خانة الفقر بعرض صورة اخرى من المدن السورية، المقاهي والمطاعم ومحلات المأكولات المليئة بالزبائن فما هي حقيقة هذه الظاهرة.
يحاول الصحفي السوري زياد غصن وهو كان رئيس تحرير جريدة تشرين الرسمية ومدير مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر في مقال نشر في موقع "الٱثر بريس"، اليوم الجمعة، متسائلا عن فئة المواطنين التي ترتاد المطاعم والمدارس الخاصة في سوريا، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية.
واختار الكاتب ست محافظات رئيسية، مشهورة بمطاعمها ومنشآتها السياحية هي: دمشق، ريف دمشق، حلب، اللاذقية، طرطوس، وحمص، وبعد أن قام الكاتب بإعداد البيانات المطلوبة للمقارنة، جاءت النتائج كالتالي:
عدد المواطنين الآمنين غذائياً في محافظة دمشق لا تزيد عن 36.7%، وكانت النسبة في محافظة ريف دمشق أقل، حيث بلغت 26.1%، وأما أعلى نسبة تغطية كانت في محافظة اللاذقية، وبلغت فيها 55.8%، ولذلك فمن الطبيعي أن تشهد المحافظة ازدحاماً مع موسم الاصطياف، و تذيلت محافظة حمص أدنى نسبة، وبلغت حوالي 24.6%.
وأضاف الكاتب "أن بيانات المكتب المركزي للإحصاء تشير إلى أن عدد نزلاء الفنادق المصنفة سياحياً خلال العام 2019 بلغ حوالي 992 ألف نزيل أي ما نسبته 111% قياساً إلى تقديرات عدد المواطنين الآمنين غذائياً، وهي نسبة تبدو طبيعية بالنظر إلى أن جزءاً من نزلاء الفنادق هم من العاملين في مؤسسات عامة أو خاصة، ويضطرون للإقامة في الفنادق بحكم المهمات التي يكلفون بها في المحافظات، إضافة إلى أن معظم نزلاء الفنادق من سوية نجمتين وثلاث، هم عبارة عن أسر نازحة تقيم بشكل دائم في تلك الفنادق مقابل أجر شهري".
وفي محاولة للبحث لمعرفة من يرتاد المدارس الخاصة في سوريا، وثق الكاتب بيانات المكتب المركزي للإحصاء لعام 2019، حول عدد طلاب الجامعات الخاصة، حيث بلغ ما نسبته 21% من إجمالي عدد الأسر الآمنة غذائياً على مستوى البلاد، وتزداد النسبة أكثر مع عدد تلاميذ وطلاب المدارس الخاصة الذين يشكلون نسبة وقدرها 90.7% من إجمالي عدد الأسر الآمنة.
وٱشار الكاتب إلى أن معدل ارتياد المدارس الخاصة في سوريا لا يشكل مؤشرا صحيحا لتقييم الوضع الاقتصادي، مضيفا" في ظل تراجع مستوى وجودة التعليم في المدارس الحكومية، فإن خيار العديد من الأسر ذات الدخل المحدود كان التوجه إلى المدارس الخاصة حرصاً على تعليمهم، وتالياً اضطرت تلك الأسر إما إلى بيع بعض ممتلكاتها، أو الاقتراض من الأقارب والأصدقاء لتأمين قيمة الأقساط المدرسية!".
وفي سياق متصل، قدم الكاتب في الختام تعريف للاسر الآمنة غذائيا في سوريا حاليا، قائلا: "باختصار هي الأسر التي تملك دخولاً تمكنها من تأمين احتياجاتها الغذائية وغير الغذائية، وهي بذلك تشمل فئات كثيرة من بينها العمالة الماهرة التي تتماشى دخولها دوماً مع مستويات التضخم، أصحاب العمل من تجار وصناعيين وأطباء مشهورين ومهندسين وغيرهم، موظفو الإدارات العليا في القطاع الخاص، فضلاً عن طبقة أثرياء الأزمة"، وأضاف "هؤلاء هم زبائن ورواد المطاعم والفنادق والمولات وغيرها من الأنشطة".
وختم المقال بنتيجة بانه وبناء عليه "فإن استنتاجات البعض غير دقيقة أو أنها سطحية في محاولتها نفي ظاهرة الانتشار المخيف لظاهرة الفقر، واعتبار زبائن المطاعم والفنادق في هذه المرحلة يمثلون عينة تمثيلية صحيحة للمجتمع السوري".
سيريانيوز ، اثر برس