اشترط رئيس وفد الفصائل العسكرية السورية المعارضة، محمد علوش، يوم الأثنين, تنفيذ الوعود التي حصلوا عليها في محادثات أستانا الشهر الماضي ,مقابل المشاركة في الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف المقررة في الـ20 من الشهر الجاري.
وأوضح علوش, في تصريحات لوكالة أنباء (الأناضول), انه "لا يمكن الذهاب إلى جنيف إلا بحال تنفيذ الوعود والتي حصلت عليها الفصائل العسكرية خلال ذهابها إلى أستانا هي وقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات لاسيما النساء والأطفال، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة ".
وعقدت مفاوضات سلام سورية الشهر الماضي, برعاية إيرانية تركية روسية, في العاصمة أستانا, وتم الخروج ببيان ختامي تضمن عدة بنود أبرزها إنشاء آلية للرقابة على الهدنة في سوريا ورفض الحل العسكري والإسراع في استئناف المفاوضات المقبلة بجنيف.
وحول تشكيل وفد موحد للمعارضة إلى جنيف، أشار علوش إلى أن "الخطوات والفائدة عن الأرض أهم من تشكيلة الوفد؛ فإذا أثمرت أستانا وصارت واقعا على الأرض فسيكون إشراك باقي قوى الثورة الحقيقية بشكل صادق أمر واجب، والهيئة العليا للتفاوض أخدت على عاتقها أن تفعل ذلك، ونحن مؤيدين للعمل إذا كان هناك حقيقة واقعة على الأرض".
ومن المقرر أن تعقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف, تحت إشراف الأمم المتحدة, في 20 من شباط الجاري, بعدما كانت مقررة في 8 من الشهر ذاته.
وقرر الموفد الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا تشكيل وفد المعارضة في جنيف بنفسه, مالم تقم المعارضة بتشكيل وفد موحد لها، مشيراً إلى أنه سيضطر إلى اللجوء للتدابير التي لم يطبقها سابقا, في حين رفضت "الهيئة العليا" للمفاوضات ذلك, قائلة إن تشكيل وفد المعارضة ليس من اختصاصه.
وأضاف أنه "في الجولات السابقة لم يكن هناك ضامن، حتى الأمم المتحدة لم تكن ضامنة وليس لها القدرة على ذلك فهي وقفت عاجزة، وقالت بصريح العبارة نحن عاجزين عن إدخال علبة حليب أطفال إلى مضايا وداريا، وبعد بذل جهود دخلت بعض المساعدات لكن لم يتم تغيير أي شيء على الأرض".
وأشار علوش إلى أن "كثير ممن انتقدنا في الذهاب إلى أستانا لا يدري أن ما نقوم به هو للتخفيف عن شعبنا وإيقاف التهجير ورفع المعاناة عن الموجودين داخل المخيمات وفي السجون وزنازين التعذيب لدى النظام، نحن نخوض محاولة قد تنجح أو تفشل، يكفينا أننا لن نوفر طريقاً ولن ندخر جهداً في سبيل رفع المعاناة عن هذا الشعب المظلوم ".
وأوضح أن "الأمر الآن في يد روسيا؛ فالمعارضة وقعت الاتفاقية والتزمت بها وأوفت بالضمانة التركية، إلا أن الجانب الآخر المتمثل بإيران والنظام السوري والذي ضمنته روسيا لم يلتزم بالاتفاقية".
ويتي تصريح علوش في وقت انطلق اجتماع أستانا, بحضور خبراء من روسيا وتركيا وإيران والأردن, واستمر نحو 6 ساعات, وتم الاتفاق في نهاية اللقاء على اتخاذ إجراءات خاصة لتشكيل آلية الرقابة الثلاثة على الهدنة, والتي أصبحت جاهزة بنسبة 90%.
يشار الى ان الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران لنظام الهدنة المعمول به وفق اتفاق 29 كانون الأول الماضي، اتفقت في مفاوضات أستانا في 23-24 كانون الثاني الماضي على إنشاء آلية ثلاثية للرقابة على وقف إطلاق النار في سوريا.
سيريانيوز