اليوم هناك قواعد اميركية واخرى روسية قوات واداريين واراض واسعة تحت سيطرة دول كبرى واخرى اقليمية .. نحن اذا في الحقيقة واقعين تحت احتلال متعدد الاطراف ..
في الجنوب الغربي في حدودنا مع لبنان حزب الله وفي الشمال تركيا والاكراد في الساحل وشرق حمص روسيا وفي الشمال الشرقي وعلى ضفاف الفرات وفي الجنوب على حدود الاردن الولايات المتحدة الاميركية.
لنعد الى شباط عام 2011 ، لو اجتمعت ايران روسيا والولايات المتحدة على طاولة واحدة وقرروا ان يقتسموا سوريا هل كان بالامكان ان يدخلوا بجيوشهم بدون اذن ولا دستور ويسيطروا على ما سيطروا عليه اليوم؟
لايمكن لعدة عوامل لعدم توفر المبرر لان تدخل بهذه الطريقة سيحسب عدوانا وسيكون السوريين على مختلف اطيافهم ضدهم وسيواجه بمقاومة كبيرة الدولة السورية وان ارادت ان "تطنش" لن تستطيع لان ليس هناك ايضا من مبرر لها .. لا يمكن لهذه الدول اذا ان يحققوا أي سيطرة مباشرة في الارض السورية بدون وجود خطة شيطانية لا يمكن الا ان تحقق اهدافها ..
وهكذا كان ..
( الشياطين )
نريد ان نسيطر على اراض عليها سكانها وضمن دولة المفروض ان لها سيادة وحدود وجيش .. لا يمكن ان ندخل عليها هكذا مباشرة .. ماذا نفعل ..؟
نملأ هذه الاراضي "بالارهاب" .. يزيح الارهاب الدولة والسكان .. ونأتي نحن لنطرد الارهاب من الارض ونحل مكانه.
لا يمكن لاحد ان يلومنا لاننا نحارب الارهاب ذاك الذي يهدد باقي السكان في المدن الرئيسية ذاك الذي يهدد باقي الدول المجاورة ، الارهاب الذي يهدد كل العالم بما فيها عواصم الدول العظمى .. سنكسر رأسه ونطرده .. و .. نحل مكانه!
لنسمي الارهاب "الدولة الاسلامية" هذه افضل خلطة هي مزيج الارهاب بالاسلام ، نضرب الاسلام ونضمن بالا تقوم له قائمة بعد ، ونكسب الرأي العام الذي ينتشر فيه وباء الاسلاموفوبيا ..
نجلب مجرمين وزعران ومرضى نفسيين وكل حثالات الارض ونجندهم .. والتنظيم جاهز و"الشريعة" موجودة والعلم .. ماذا ينقصنا .؟
خليفة ؟ .. ننصب خليفة وامراء لا مشكلة ويصبح الارهاب "الاسلامي" متكامل الاركان لينظف ويهيء الاراض لدخولنا ..
تضرب "الدولة الاسلامية" هذا الوحش الذي خلق من العدم من حدود الجزائر غربا الى العراق شرقا ، وتمتد ايادي هذا الوحش احيانا على باريس ولندن واميركا والمانيا .. لا مشكلة يمكن ان نستغل كل معتوه وكل مجرم وحتى كل جريمة ، وحتى كل حادث وان لم نكن وراءه نحن في الخدمة نتبناه ..
ويدخل الوحش في ارض سوريا بدون أي مقاومة تذكر وينتشر مثل الجراد "هيك" من الشرق باتجاه الغرب ويأخذ في طريقه البوكمال ودير الزور ويصل حتى الرقة ويستمر الى ان يصل الى حدود حمص وما بعدها احيانا ( باق ويتمدد ) ، يسيطر على كل الغاز والنفط والاثار بكل سهولة على مرأى ومسمع "الجيش الوطني" والجيوش العالمية الجرارة التي تراقب من السماء "دبة النملة" ..
وتخرج الدولة ويخرج معظم السكان وتصبح الارض ملونة "بالاسود" جاهزة وممهدة "لنحررها" .. مال ساءب ليس له صاحب ..
اذهبي يا روسيا الى حقول تدمر ومدينتها الاثرية وخذي في طريقك حمص واساسا انت موجودة بالساحل
وانت يا اميركا اطردي الارهاب من الشرق الى الرقة سيري على مجرى الفرات لتصلي الى عصب حياة السوريين سد الفرات وابقي في هذه الارض اصيلا او وكيلا بالقوات التي تريديناها
وانت يا حزب الله ( ايران ) من حقك ان تدخل الاراضي المتاخمة لاماكن تواجد "حاضنتك الشعبية" على الجانب الاخر من حدود لبنان تفضل سيطر على القلمون والزبداني واجعل الحدود مع لبنان عطية لك ما منه جزية ..
وانت يا اردوغان نعرف انك "طماع" وتريد حصتك ادخل على "الاسود" في الشمال من جرابلس الى شمال حلب .. لا تستحق اكثر ، لانه على الطاولة "ضباع" كبيرة لن يتركوا لك اكثر من ذلك ..
ومن يستطيع ان ينتقد او "يرفع" راسه من السوريين ؟! "هؤلاء قاطعي الرؤوس حارقي الاجساد مغرقي الاحياء يتقدمون واصبحوا على حدود مدنكم الم تروا ماذا فعلوا بالـ "الازيدين" ..!؟"
سيصمت الساكن المسكين في غياب الدولة التام وانسحابها غير المبرر امام هذا الوحش .. ويفكر بينه وبين نفسه بصمت كيف دخل حاملي الموت الى كل هذه الاراضي اين كان جيشنا الجرار اين كانت جيوش "محور المقاومة" اين الحلفاء والاصدقاء والاتفاقات .. لماذا صمتوا حينها هربوا واخلوا مواقع واراض ومدن بكاملها .. !!
( )
لا احد يعرف .. ولكن انا اعرف ..
داعش كانت طلائع كل الجيوش تلك التي نراها اليوم "تُحرر" .. داعش هي اداة كل تلك الدول التي نراها اليوم تفاوض وتتفق وتختلف ..
يفاوضون ويتفقون ويختلفون على "القِسمة" .. على من يملأ الفراغ عندما يتقدموا وتنسحب قبل ان يصلوا "داعش" ؟؟!
هذه القصة ليست خيالية او مختلقة .. ولكنها تحصل في بلدان ينفخ فيها حكامها انجازات وانتصارات من ورق تطير مع اول "هبة" ريح تأتي من طامع هنا او معتد هناك .. وينكشف الزعيم وقتها .. ويخرج عاريا ويتوسل ويستجدي ويصرخ .. خذوا كل شيء واتركوا لي القصر .. فانا لا استطيع ان اعيش الا رئيس ..
نضال معلوف
رئيس التحرير