كثر الكلام في الاسابيع الاخيرة عن انشاء مجلس عسكري يتولى الحكم في سوريا قبل الوصول الى الانتخابات الرئاسية القادمة، التي ان جرت في سياق التطورات الحالية ستقود ليتولى بشار الاسد فترة رئاسية قادمة .. فما هي حقيقة هذا الكلام ؟
يمكن ان اؤكد من معلومات حصلت عليها من مصدر موثوق لم يرغب هو في الكشف عن اسمه لاسباب تتعلق بذات العملية التي نتكلم عنها، بان اليوم هناك جهود بذلت في الاشهر الماضية تصب في احياء هذه الفكرة.
شاهد التقرير مصور .. اضغط هنا
واقول احياء لان تشكيل مجلس عسكري فكرة قديمة ليست جديدة وهي متنازعة بين اطراف عدة.
وانا اليوم ساتكلم عن المجلس العسكري الذي من المفروض ان يقوده العميد المنشق مناف طلاس وساوضح حقائق تتعلق بهذا المشروع بناءا على معلومات مؤكدة بعيدة عن التكهنات.
اولا الجهود التي تبذل في هذا الاطار ليس لها جدول زمني بعد وهي غير مرتبطة بموعد الانتخابات الرئاسية القادمة بمعنى انه في حال كتب لها النجاح فيمكن ان تتخطى هذا الموعد، وعملية التغيير في سوريا ليست مرتبطة بمواعيد الاستحقاقات المقررة اعتياديا في سوريا .. وهذه نقطة مهمة.
وبحسب اطلاعي على تفاصيل المشروع وحيثياته تقديري الشخصي بان المجلس العسكري اذا كان لديه فرصة لينجح في ان يكون بديلا للنظام الحاكم في سوريا فان هذا سيتخطى موعد الانتخابات الرئاسية في حال بقي بشار الاسد كان موجودا على رأس السلطة لم يمنعه عنها امر طارئ.
و"الانجاز" الذي تم الى اليوم بحسب المصدر الموثوق الذي تكلمت معه نجحت في جمع مئات الضباط من كل الاطياف والمناطق في سوريا حول المشروع بالاضافة الى العديد من العشائر العربية الوازنة في المشهد السوري ، واقصد جمعت حديثا في تحرك قريب جرى خلال الاشهر الماضية.
اي انه اليوم بات لدينا (من المفروض) بديل يتمتع بالقوة والديناميكية ليحل مكان النظام في حال حان موعد التغيير في سوريا، وطبعا هذا التغيير سيكون بالتنسيق مع الدول الفاعلة في سوريا وعلى رأسها روسيا والاهم الولايات المتحدة الاميركية.
واقول التغيير ممكنا ، لان المشروع ليس هو احلال المجلس مكان النظام، بل استغلال المجلس لفرصة حتمية التغيير اليوم ليكون بديلا جاهزا ومقبولا للسيطرة على زمام الامور في سوريا وتثبيت الاوضاع الامنية والعسكرية في اطار اعطاء دفع للعملية السياسية التي قد تأخذ وقتا طويلا قبل ان تتم.
ساوضح الفكرة اكثر ، الجديد هو وصول سياق الاحداث الى نقطة مفصلية اليوم ( من وجهة من هم قائمين على فكرة المجلس العسكري وعلى رأسهم مناف طلاس) وانه وصلنا الى مكان لم يعد ممكن التقدم فيه واصبح الوضع السوري ورطة لجميع المشاركين .. ربما .. من المؤكد بان روسيا باتت تشعر بانها ربما تغرق في مستنقع لا تعرف كيف تخرج منه ..
هذه القراءة التي تم اعادة تفعيل فكرة المجلس العسكري والبناء عليها، ولكن ليس بالضرورة ان تكون القراءة صحيحة ..
هي تفترض بان الدول الفاعلة تريد انهاء الازمة ولكن ليس لدينا دليل ولا قرائن حتى بان انهاء الازمة يمثل ارادة هذه الدول وعلى رأسها اميركا ..
اليوم نحن امام مشاريع - كما ذكرت اكثر من مرة - بالنسبة لي وهذه قراءتي الخاصة .. ما زال استمرار الوضع في سوريا على ما هو عليه يخدم اكثر هذه المشاريع .. وامل ان اكون على خطأ ..
لماذا امل ان اكون على خطأ لاني مؤمن بانه لا تقدم الى الامام على الاطلاق باستمرار الوضع على ما هو عليه اليوم، يجب ان يحدث تغيير كبير حتى تتقدم الامور الى الامام .. مع اننا سندفع اثمانا باهظة ايضا فوق ما دفعنا لكي تبدأ الامور بالتحسن مرة اخرى ..
نضال معلوف.