لا نسعى لإقامة "كيانات مستقلة" في سوريا
حذرت وزارة الخارجية الروسية, يوم الخميس, من اقامة منطقة "حظر جوي" في سوريا دون موافقة الحكومة السورية, واعتبرت أي توغل عسكري في سوريا سيكون "غير شرعي" و "مخالفا للقانون الدولي", كما سيؤدي إلى "إحباط العملية السياسية".
واوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا, خلال مؤتمر صحفي, ان "تصريحات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول إقامة منطقة حظر طيران في سوريا ليست فكرة جديدة, إذ سبق لتركيا أن طرحتها مرارا".
واشارت زخاروفا الى ان "غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي شدد على ضرورة تنسيق الاقتراح بشأن مثل هذه المنطقة مع الحكومة السورية أولا".
وطالبت تركيا, بمنطقة "آمنة" بعمق 10 كم، داخل سوريا على حدودها الجنوبية تشمل مدينة أعزاز، كما ايدت ذلك المانيا, مطالبة الاطراف المتحاربة في سوريا بالتوصل لاتفاق حول اقامة "منطقة حظر جوي", في حين رفضت روسيا هذه الخطوة دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة, معتبرة ان فرض منطقة "حظر جوي" لا يساعد "بمكافحة الارهاب"، كما انتقدت الخارجية السورية تصريحات ميركل معتبرة أنها "انتهاك للسيادة السورية".
من جهة اخرى, اعتبرت زخاروفا ان أي "توغل عسكري في سوريا سيكون غير شرعي", معربة عن "امل موسكو في ألا ينتهك أي من المشاركين في مجموعة دعم سوريا الالتزامات التي أخذوها على عاتقهم بدعم العملية السياسية الدبلوماسية في سوريا".
وشددت زخاروفا على أن "أي توغل عسكري تركي في سوريا سيؤدي إلى إحباط العملية السياسية، ويعني تخلي الجانب التركي عما التزم به وفق اتفاقات ميونخ والاتفاقات الأخرى التي توصلت إليها مجموعة دعم سوريا وتبناها مجلس الأمن كقرار دولي".
وايدت تركيا تنفيذ عملية برية في سوريا بمشاركة حلفائها, مشيرة الى عدم وجود توافق في التحالف, مشددة على ان مثل هذه العملية يجب أن تتم بشكل "مشترك" في حال جرت, كما اعلنت السعودية عن استعدادها شن عملية برية في سوريا في حال قرر التحالف ذلك, في حين اعتبرت روسيا أن هذا الإجراء يعد "عدوانا, كما هددت السلطات السورية بأنها "ستتعامل مع هذه القوات" في حال تم إرسالها.
وحول رغبة موسكو اقامة "كيانات مستقلة" في سوريا, نفت زخاروفا وجود نية لدى موسكو بهذا الشأن بما في ذلك كيان للأكراد في الاراضي السورية.
وعن اتهام رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو موسكو بتقديمها دعما خفيا لـ"داعش", وصفت زخاروفا هذه التصريحات بانها "غير مقبولة" و "مثيرة للصدمة", نظرا لكونها تصدر عن رئيس حكومة تسببت "بتهجير قرابة 200 ألف شخص من سكان مناطق جنوب غرب بلادها بالإضافة إلى مقتل أكثر من 500 مدني".
وتتبادل روسيا وتركيا الاتهامات بشأن الصراع في سوريا, حيث وجهت روسيا اتهامات لتركيا بمساعدة أنقرة "لجماعات جديدة ومرتزقة مسلحين" على التسلل إلى سوريا لتقديم العون لتنظيم "داعش"، من جهتها قالت أنقرة إن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب "أداتان" بيد روسيا.
وحول اتهام روسيا باستهداف طيرانها مشفى بريف ادلب, نفت زخاروفا "وجود أي دلائل مباشرة أو غير مباشرة، تشير إلى تورط سلاح الجو الروسي في تدمير هذه المستشفيات".
وأوضحت زاخاروفا أن "دبلوماسيين روس التقوا مؤخرا في جنيف وفدا من منظمة "أطباء بلا حدود"، إذ قال ممثلو المنظمة خلال اللقاء إنه لا توجد هناك أي أسس لتوجيه الاتهام باستهداف المستشفيات التي تدعمها المنظمة في سوريا إلى أي جهة معينة".
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن عدد قتلى الغارة التي استهدفت مستشفى تدعمه في إدلب قبل يومين ارتفع إلى 25 شخصا, مطالبة بتحقيق مستقل في هذه الحادثة, متهمة القوات النظامية وروسيا بالمسؤولية عنها, في وقت توالت الاتهامات الدولية الموجهة الى روسيا وتحمليها مسؤولية استهداف مدارس ومشافي في سوريا يوم الاثنين الماضي, ما أدى لسقوط عشرات الضحايا, الامر الذي نفته موسكو.
وفي سياق اخر, اعربت زخاروفا عن " ارتياحها لسير الجهود الرامية لتحسين الوضع الإنساني في سوريا تطبيقا لاتفاقات ميونخ", مشيدة بخطوات دمشق في هذا السياق".
واشارت المسؤولة الروسية الى ان "مجموعة دعم سوريا شكلت فريقي عمل لمتابعة تطبيق بيان ميونخ الذي أصدرته مجموعة دعم سوريا يوم 12 شباط", مضيفة ان " الفريق الأول المعني بالمسائل الإنسانية عقد اجتماعه الاول, وكان ناجحا وأسفر عن نتائج تطبيقية، إذ انطلقت الجهود العملية على هذا المسار".
وبشأن اجتماع الفريق الثاني المعني بإحلال الهدنة في سوريا، قالت الدبلوماسية الروسية إنه "سيعقد يوم الجمعة المقبل، مضيفة أن "الجانب الروسي مستعد لاتخاذ خطوات عملية على هذا المسار".
وكان نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيليوف قال ان اجتماع لجنة وقف "العمليات العدائية" في سوريا بمشاركة خبراء روس وأمريكيين وكذلك دول أخرى مؤثرة، سيعقد يوم الجمعة المقبلة، معتبرا أن تنفيذ اتفاق ميونيخ لتسوية الأزمة السورية قد بدأ.
وتوصلت "المجموعة الدولية" لدعم سورية التي تضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وتركيا وايران ودولاً عربية، لاتفاقات, خلال اجتماع في ميونيخ عقد الخميس الماضي, اهمها وقف العمليات القتالية في سوريا خلال أسبوع، وتعزيز توصيل المساعدات الإنسانية.
سيريانيوز